TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

مع انهيار الأسعار..الولايات المتحدة مهددة بفقدان لقب أكبر منتج للنفط

مع انهيار الأسعار..الولايات المتحدة مهددة بفقدان لقب أكبر منتج للنفط

مباشر-أحمد شوقي: تواجه الولايات المتحدة خطر فقدان مكانتها التي حصلت عليها بشق الأنفس باعتبارها المنتج الأول للنفط في العالم هذا العام، وسط انهيار أسعار الخام وضعف الطلب وهبوط الاستثمار الرأسمالي.

ويوضح تقرير لشبكة "سي.إن.بي.سي"الأمريكية نقلاً عن خبراء في مجال الطاقة، أن فقدان الولايات المتحدة صدارة قائمة منتجي النفط عالمياً يعني آثارًا محتملة هائلة على السياسة الخارجية الأمريكية، حيث اعتبرت الإدارات لعقود من الزمان أن أمن الطاقة والأمن القومي مرتبطان بشكل قوي.

ويرى "دان يرجين" خبير الطاقة ونائب رئيس مؤسسة "ماركت" للأبحاث أنه إذا واصلت أسعار الخام انخفاضها الحالي فسوف نشهد تراجعاً كبيراً في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الذي يحوم حول أعلى مستوى في تاريخه.

وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، متجاوزة إنتاج كل من السعودية وروسيا في عام 2018 بفضل طفرة النفط الصخري.

وأدت عمليات الإغلاق في العالم بسبب أزمة كورونا وحرب أسعار النفط التي اندلعت بين السعودية وروسيا في أوائل الشهر الجاري إلى انخفاض أسعار النفط بأكثر من 65 بالمائة حتى الآن لتصل لأدنى مستوياتها في 18 عاماً مع تداول خام "برنت" حول 22 دولارًا للبرميل، كما يحوم "نايمكس" الأمريكي حول 20 دولاراً للبرميل.

وخفضت السعودية في وقت سابق من هذا الشهر أسعار بيع الخام الخاص بها، كما أعلنت زيادة الإنتاج سعياً للحصول على حصة أكبر في السوق العالمية.

فيما أعلنت روسيا أنها ستزيد بدورها إنتاجها، مما دفع حلفاء أوبك الآخرين بإعلان الخطط لزيادة الإمدادات فور انتهاء اتفاقية المنظمة لخفض الإنتاج بنهاية الشهر الجاري.

لكن تأثير حرب الأسعار لا يزال باهتًا مقارنةً بانخفاض الطلب الكبير الناجم عن الإغلاق الاقتصادي القسري في معظم أنحاء العالم في محاولة لإبطاء انتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 34 ألف شخص وإصابة أكثر من 730 ألف شخص.

ويقول "برجين": "نرى في الشهر القادم ما يمكن أن يكون انخفاضا للطلب على النفط بمقدار 20 مليون برميل يومياً.

وتابع الخبير: "هذا غير مسبوق، فهو أكبر بست مرات من أكبر تراجع خلال فترة الأزمة المالية".

كما يقول "إدوارد بيل" محلل السلع في "بنك الإمارات دبي الوطني" فيما يتعلق بالمركز الأول في الولايات المتحدة: "أعتقد أنه من شبه المؤكد أنها ستفقد هذه المرتبة هذا العام، وقد يحدث ذلك على الأرجح أسرع مما نتوقع".

ويتوقع "بيل" إن المعدل الحالي لإغلاق منصات التنقيب في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انخفاض يقدر بـ 750 ألف برميل يوميًا من الربع الثاني وصاعدًا، ما يؤدي لانخفاض إنتاج البلاد من حوالي 13 مليون برميل يوميًا في بداية العام إلى أقل من السعودية أو روسيا بحلول نهاية 2020.

الولايات المتحدة لا تملك أدوات كثيرة للإنقاذ

على الرغم من اعتراضاتها على سياسة النفط التي تنتهجها السعودية في الوقت الحالي، لا يبدو أن هناك الكثير مما يمكن أن تفعله واشنطن حيال ذلك، وفقًا لـ"يرجين".

وقال: "الحكومة الأمريكية ليس لديها الكثير من الأدوات لمعالجة هذا الأمر غير الدبلوماسية، لأن إنتاج النفط يتم التحكم فيه وتنظيمه من قبل الولايات بشكل منفصل".

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا قالت فيه إن وزير الخارجية مايك بومبيو حث السعودية في مكالمة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على "طمأنة أسواق الطاقة والأسواق المالية العالمية في الوقت الذي يواجه فيه العالم حالات عدم اليقين في الاقتصاد".

ولكن حتى الآن، لا توجد نهاية لحرب الأسعار في الأفق، حيث تصر كل من موسكو والرياض على أنهما يمكنهما العيش بأسعار منخفضة من النفط لبعض الوقت.

أمن الطاقة والسياسة الخارجية الأمريكية

حالياً تشهد شركات النفط الصخري الأمريكية تراجعاً في ميزانيات الشركات، وتعليق الاستثمارات وتسريح العاملين مع إغلاق 59 منصة للتنقيب عن الخام فقط في آخر أسبوعين.

وفي الوقت الحالي، فإن ضرورة الأمن القومي لأمن الطاقة وزيادة صادرات الطاقة الأمريكية وانخفاض الواردات الأجنبية من الخام تعتبر أمور على المحك حاليا وترتبط بشكل كبير بتأثير السياسة الخارجية لواشنطن في المنطقة والعالم.

 "لذا فقد تحولت من كونها قضية اقتصادية إلى قضية أمن قومي وأمن طاقة... ترى الإدارة الأمريكية أن تصدر قائمة أكبر منتجي النفط في العالم ميزة إضافية من حيث السياسة الخارجية، ودورها في العالم، وهذا يمكن أن يتراجع الآن إذا كنا في بيئة سعر النفط المنخفض، إذا استمر لبعض الوقت"، بحسب "يرجين".

ومع احتمالية نفاد مساحة التخزين، يحذر "يرجي" من أنه "عندما يحدث ذلك ستنخفض الأسعار أكثر ويتوقف الإنتاج، فالأسعار التي نشهدها اليوم هي بالفعل مؤشرات على ما سنراه، وشهر أبريل سيكون شهرًا صعبًا حقًا".