TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حدث الأسبوع.. التناقضات في زمن الكورونا

حدث الأسبوع.. التناقضات في زمن الكورونا

مباشر - سالي إسماعيل: ماذا يحدث؟، بعد نظرة سريعة على أداء الأسواق العالمية في الأسبوع الماضي قد يكون هذا أول تساؤل يتبادر إلى الأذهان، وببساطة تتلخص الإجابة في "التناقضات في زمن الكورونا".

ومع استمرار تفشي "كورونا" في كافة أرجاء العالم بوتيرة متسارعة، ومع إغلاق المزيد من الدول يوماً بعد يوم، فما نعيشه ما هو إلا مأزق بدون نهاية محددة المعالم.

ويوجد 662 ألف مصاب بالكورونا عالمياً إضافة إلى وفاة أكثر من 30 ألف حالة، مع حقيقة تفاقم الموقف في الولايات المتحدة وإيطاليا بوتيرة تتجاوز الصين بكثير، بحسب خريطة جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية.

وفي محاولة لإبقاء الوضع تحت السيطرة، تعلن الدول كافة على حد سواء خطط تحفيز مالي لدعم اقتصاداتها المنهكة من تداعيات الكورونا كما تسير البنوك المركزية على النهج نفسه.

وفي الواقع، فإن الإدارة الأمريكية أعلنت أكبر خطة تحفيز بالتاريخ بقيمة تتجاوز تريليوني دولار كما أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقود التيسير النقدي بإعلان برامج شراء أصول غير محددة.

لكن هذه الخطط التحفيزية تسببت في حالة من التناقض الصارخ بين الأرقام الاقتصادية المخيبة للطموحات للغاية وبين أداء الأسواق التي تبتهج وهي لا تبالي بالركود الاقتصادي المنتظر أو حتى البيانات السلبية.

وبحسب بيانات أمريكية، فإن 3.28 مليون شخص في الولايات المتحدة تقدموا خلال الأسبوع الماضي بطلب للحصول على إعانة بطالة من الحكومة، في إشارة إلى تزايد عمليات تسريح العمال وعدم القدرة على تحقيق الدخل.

ويمكن أن تجسد أحد العبارات الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريغان" الوضع الحالي، حيث يقول: "الركود الاقتصادي هو عندما يفقد جارك وظيفته، أما الكساد فهو عندما يأتي دورك أنت..".

ومع استمرار هذا التوقف المفاجئ للأنشطة الاقتصادية، فإننا نشهد بالفعل في حالة من الركود الاقتصادي كما ترى مديرة صندوق النقد الدولي، نظراً لأن العالم يعيش حالياً في وضع غير مسبوق.

ويعتقد عضو في بنك الاحتياطي الفيدرالي احتمالية انكماش اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 20 بالمائة بالربع الثاني من العام الحالي، فيما يرى معهد الأبحاث الاقتصادية "إيفو" أن الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا قد ينكمش بوتيرة تتجاوز 20 بالمائة في إجمالي عام 2020.

ولا يقتصر هذا الوضع الاقتصادي على تلك الدول فقط، بل أن الموقف أسوأ حالاً أينما نظرت فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي ككل، والذي بات من المؤكد انكماشه هذا العام بنسبة لا تقل عن 1.5 بالمائة بفعل الكورونا في المقام الأول.

وتعتقد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن كل شهر من الإغلاق العام في الاقتصادات الكبرى قد يترجم إلى هبوط بنحو 2 بالمائة من النمو الاقتصادي السنوي.

ورغم هذه الصورة القاتمة التي ترسمها المؤشرات المحبطة والتوقعات المتشائمة، إلا أن المستثمرين قاموا بشراء كل شيء من الأصول سواء كانت آمنة أو خطرة في الأسبوع الماضي لتسجل مكاسب قوية لم تحققها فيما يزيد عن عقد من الزمن والبعض يعود لعدة عقود.

واتجه المستثمرون إلى الاحتفاظ بالسيولة النقدية (الكاش) باعتبارها أكثر الأصول أماناً وسط استمرار الآثار السلبية للكورونا، حيث سجلت صناديق السيولة النقدية أكبر تدفقات داخلة على الإطلاق وذلك بقيمة 235 مليار دولار تقريباً في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء الماضي.

إذن؛ ماذا عن الملاذات الآمنة التقليدية كالذهب؟، شهد مكاسب قوية هو الآخر بصعود 9.2 بالمائة (بما يوازي 137 دولاراً) في أسبوع، وهو أفضل أداء أسبوعي منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2008.

كما أن عوائد السندات الحكومية سجلت هبوطاً ملحوظاً مع اندفاع المستثمرين على حيازة الديون باعتبارها أحد الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين، مع حقيقة أن عوائد أذون الخزانة الأمريكية ذات فترة استحقاق شهر وثلاثة أشهر دخلت النطاق السالب لأول مرة بالتاريخ في الأسبوع الماضي.

وماذا عن الأصول الخطرة؟، أقبل المستثمرين كذلك على أسواق الأسهم رغم المخاوف، حيث سجل "داو جونز" أكبر مكاسب أسبوعية منذ عام 1938 بارتفاع 12.8 بالمائة.

ويجدر الإشارة إلى أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قد ارتفع بنسبة تتراوح بين 9 إلى 19 بالمائة 6 مرات في فترة السوق الهابط بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول عام 2008، وفقاً لبيانات جمعها بنك "جولدمان ساكس".

وحققت "وول ستريت" أكبر موجة مكاسب لمدة 3 أيام منذ عام 1931 رغم البطالة والركود والضحايا، نظراً لأن الأسواق لا تركز على ما يحدث اليوم لكنها تنظر إلى ما سيحدث في غضون ستة أشهر من الآن.

وكذلك صعدت البورصات الأوروبية بنحو 6 بالمائة في الأسبوع الماضي في حين صعد مؤشر "نيكي" الياباني بأكثر من 17 بالمائة مسجلاً أفضل أداء أسبوعي في تاريخه.

وتمكنت أسواق الأسهم العالمية من تحقيق أرباح بقيمة 5 تريليونات دولار مع ارتفاع الأصول التي تلقت التفاؤل من حزمة التحفيز المثيرة للإعجاب من الفيدرالي ومن مشروع قانون التحفيز المالي الأمريكي.