TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بعد الخسائر الحادة..نزيف النفط مستمر مع ثنائية "كورونا وحرب الأسعار"

بعد الخسائر الحادة..نزيف النفط مستمر مع ثنائية "كورونا وحرب الأسعار"

مباشر - نوران مجدي: لايزال سوق النفط تحت الضغط، بالنظر إلى صدمة الطلب الناجمة عن تفشي "كوفيد-19" والارتفاع المتوقع في إمدادات "اوبك+" بداية من أبريل/نيسان المقبل.

ويستمر الطلب في التدهور حيث يفرض المزيد من البلدان إغلاق الحدود وقيود صارمة على السفر، ما دفع بنك الاستثمار الهولندي "أي.إن.جي" لخفض توقعاته لخام برنت القياسي في الربع الثاني من العام الحالي من 33 دولارا للبرميل إلى 20 دولاراً.

وتعرضت أسعار النفط لهبوط بلغت نسبته نحو 50 بالمائة في الفترة الماضية، بفعل تراجع الطلب على الخام وتخمة المعروض من الإمدادات.

    (المصدر: الشركة الهولندية للخدمات المصرفية "أي.إن.جي")                                                                                

انكماش الطلب

تغيرت التوقعات لسوق النفط بعد فشل اجتماع "أوبك +" في أوائل مارس/آذار الجاري، حيث أدى الفشل في التوصل إلى اتفاق إلى إشعال حرب أسعار بين السعودية وروسيا.

وجاءت هذه التطورات في أسوأ وقت ممكن، حيث تزامنت مع فرض قيود سفر أكثر انتشارًا وإغلاق الدول الذي بشكل ضررا كبيرا على الطلب.

والوضع الراهن والذي كان يعتقد الكثيرون أنه مجرد أزمة صينية وآسيوية أثبت بوضوح خلاف ذلك، مع ارتفاع عدوى "كوفيد-19" على مستوى العالم.

ومع ذلك ، تحولت الفكرة التي كانت تشير إلى تباطؤ في نمو الاستهلاك العالمي لتتحول إلى انكماش كبير في الطلب على أساس سنوي.

ويتوقع "أي.إن.جي" تراجع الطلب على النفط ​بمقدار مليوني برميل يومياً على أساس سنوي، ولكن هذا الرقم يتطور باستمرار مع قيام دول إضافية بتنفيذ قيود على الحركة في سبيل محاولة احتواء الفيروس.

حرب الأسعار المستمرة

أوضحت السعودية موقفها بعد انهيار اتفاق "أوبك +"، حيث قامت على الفور بتخفيضات كبيرة في أسعار البيع الرسمية للنفط تسليم شهر أبريل/نيسان المقبل.

 كما تخطط المملكة لزيادة المعروض الشهري إلى 12.3 مليون برميل يومياً بزيادة 300 ألف برميل فوق قدرتها الإنتاجية المستدامة و2.6 مليون برميل يومياً  فوق مستويات إنتاجها في فبراير/شباط.

 وفي الوقت نفسه لدى روسيا مساحة أقل لزيادة المعروض، ولكن من المتوقع أن ترفع مستويات الإنتاج بمقدار يتراوح بين 200 إلى 300 ألف برميل يومياً على المدى القريب.

ويبدو أن الشيء الوحيد الذي سيعيد تحالف "أوبك +" لمناقشة استقرار السوق هو انخفاض الأسعار، لذلك، من المحتمل أن نشهد المزيد من التدهور في الأٍسعار في الآجل القصير.

وتشير التقارير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس في عجلة من أمره لإحياء الصفقة مع منظمة "أوبك".

ومن جهة أسعار النفط المطلوبة لتحقيق التوازن في الموازنة العامة، فإن روسيا في وضع أفضل لتجاوز بيئة السعر المنخفض الحالية.

وتحتاج روسيا لسعر برميل نفط يزيد قليلاً عن 40 دولارا للبرميل للوصول لتوازن الموازنة، بينما تحتاج السعودية  إلى سعر 80 دولارا للبرميل.

وفي حالة عدم وجود اجتماع طارئ بين أكبر منتجين، من المرجح أن ينتظر السوق حتى اجتماع "أوبك" المقرر عقده في يونيو/حزيران انتظاراً لتدابير ما.

وعلى الرغم من أنه في هذه المرحلة سيكون قد فات الأوان، حيث سيصبح هناك فائضا نفظيا ضخما تم إنتاجه حتى الربع الثاني من عام 2020.

ويتشكل الخطر بشأن الرؤية المتشائمة للوضع في قيام "أوبك +" بخطوات لإحياء اتفاق خفض الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة.

ومع ذلك، من المحتمل ألا تكون أي صفقة كافية لإعادة السوق إلى التوازن نظرًا لضربة الطلب التي نشهدها.

 وبدلاً من ذلك ، فإن أقصى ما ستفعله الصفقة هو تقليل حجم الفائض الهائل خلال الربع الثاني.

استجابة العرض لانخفاض الأسعار

من الواضح أن بيئة السعر المنخفض الحالية تعني أننا سنشهد تباطؤًا في المعروض من بعض المنتجين، وهو ما سيلقي بظلاله على السوق خلال النصف الثاني من عام 2020.

في الآونة الأخيرة، قالت شركة "سنكور" الكندية المنتجة للنفط إنها ستغلق أحد قطارتها في مشروع ينتج 194 ألف برميل في منجم "رمال فورت هيلز" للنفط الخاص بها مع تأخير بدء مشروع "نهر ماكاي". 

ويشعر منتجو النفط الكنديون بالضغوط ، بالتزامن مع سعر التداول الحالي لخام غرب كندا أدنى مستوى 9 دولارات للبرميل.

في الوقت نفسه ، تشير التوقعات إلى أننا سنشهد تراجعًا في إنتاج النفط الأمريكي، حيث تتوقع وكالة معلومات الطاقة الآن نمو معروض النفط الخام الأمريكي بمقدار 770 ألف برميل يوميا هذا العام، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت أقرب إلى مليون برميل يوميا.

وبالنسبة لعام 2021، من المتوقع الآن أن ينخفض ​​الإنتاج الأمريكي بنحو 350 ألف برميل يومياً.

وكانت هناك أيضًا نداءات من المنظمين في ولاية تكساس للدولة للنظر في تحديد سقف الإنتاج للمنتجين، ونعتقد أنه سيكون من الصعب تحقيق ذلك نظرًا لطبيعة الصناعة الأمريكية.