TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

في عصر كورونا.. النفط أصبح أكثر تقلباً من البيتكوين

في عصر كورونا.. النفط أصبح أكثر تقلباً من البيتكوين

مباشر - أحمد شوقي: تدرك جيداً أن أسواق النفط تعاني من أزمة واضحة عندما تجدها فجأة أصبحت أكثر خطورة من واحدة من أكثر السلع تقلباً في العالم وهى البيتكوين.

وتعد عملة البيتكوين ومعظم العملات المشفرة مرادفًا لنوبات التقلب الشديد، ومع ذلك فإن النفط الخام هو الذي ربح هذه الصفة الآن بعد تعرضه لتقلبات قوية في الأسعار تتجاوز تلك المسجلة في البيتكوين، بحسب تحليل "أليكس كاميني" عبر "أويل برايز".

وفي 10 فبراير/شباط الجاري، بلغ معدل تقلبات سعر خام "نايمكس" الأمريكي لمدة شهر واحد، على مدى تاريخه 105.3 بالمائة، في المقابل بلغ معدل التذبذب التاريخي في عملة البيتكوين 42.3 بالمائة، وهي أدنى قراءة منذ سبتمبر/أيلول بحسب "سكيو ماركتس".

والتقلبات التاريخية هي مقياس لمدى تباين أسعار السلع في الماضي، حيث تم حساب الانحراف المعياري لحركات الأسعار اليومية لسعر العقود الآجلة تسليم الشهر التالي، عادةً لمدة 30 يوماً، ويتم التعبير عن القياس كنسبة مئوية على أساس سنوي.

زيادة التقلبات

ومع ذلك، لا يخبرنا التقلب التاريخي للسلعة بأي شيء عن اتجاه حركة السعر؛ لكنه يخبرنا الدرجة التي تنحرف بها حركة أسعار الأوراق المالية في المتوسط.

وبالتالي، يمكننا القول أن تقلب النفط قد تجاوز مؤخراً عملة البيتكوين.

خلال الفترة قيد المراجعة، ارتفع معدل التقلب التاريخي في خام "نايمكس" من 38.7 بالمائة إلى 119.6 بالمائة بحلول أواخر شهر يناير/كانون الثاني، في حين ارتفع معدل التذبذب لمؤشر "ستاندرد آند بورز" إلى 15.6 بالمائة خلال الأسبوع الأخير من الشهر نفسه.

في المقابل، تراجعت تقلبات البيتكوين من 66 بالمائة إلى 42 بالمائة - وهو أمر لا يدعو للاستغراب بالنظر إلى أنها تميل إلى الاستفادة من زيادة الطلب على الأصول الآمنة.

ومع ذلك، لابد من عدم التسرع في التخلص من حيازة الذهب لشراء البيتكوين حتى الآن.

على الرغم من انخفاض معدل التذبذب، لا تزال عملة البيتكوين أكثر تقلباً من الذهب والذي يعتبر أحد السلع التي اعتُبرت تقليدياً بمثابة أصول الملاذ الآمن.

وتضاعف التقلب التاريخي للذهب خلال الجزء الأول من يناير/كانون الثاني إلى 18 بالمائة قبل أن يتراجع إلى 10 بالمائة خلال أوائل الشهر الجاري، بمعنى آخر لا يزال الذهب في أكثر تقلباته أقل بكثير من البيتكوين، الأمر الذي يثبت أن العملة الرقمية الأكثر شعبية لا يزال أمامها طريق طويل قبل حصولها على مرتبة الذهب في قائمة الملاذات الآمنة.

وفي الواقع، فشلت البيتكوين في لعب هذا الدور بدرجة واضحة خلال عمليات البيع الأخيرة في الأسواق المالية، حيث انخفضت البيتكوين بنحو 5 بالمائة تقريباً يوم الاثنين الماضي في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز" للأسهم الأمريكية بنسبة 3.5 بالمائة، وهي أكبر خسارة ليوم واحد منذ أغسطس/آب 2019.

ولم يكن هذا الانخفاض بمثابة انحراف للبيتكوين، حيث عانت العملة من انخفاضات يومية تتجاوز 3 بالمائة سبع مرات حتى الآن في أول شهرين من العام الجاري.

فوضى كورونا

وربما أصبح من الواضح الآن الاعتقاد أن فوضى الفيروس الصيني هي المسؤولة إلى حد كبير عن الارتفاع الحاد في في تقلبات أسعار النفط.

وأدى انتشار الفيروس إلى إلحاق الضرر بالأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، مع إيجاد سوق النفط نفسه في كثير من الأحيان يتعرض لخسائر قوية ناتجة عن سرعة التقلب من تحول الأحداث.

وشهد شهر يناير/كانون الثاني ارتفاع سعر خام "نايمكس" بنسبة 10 بالمائة تقريبًا في غضون أيام بعد أن شنت واشنطن هجومًا قتل قائد عسكري إيراني كبير في العراق ما زاد حالة عدم اليقين الجيوسياسي في الأسواق.

ولسوء الحظ كان الارتفاع قصير الآجل فقط، قبل أن يبدأ التوافد الأولى للأخبار حول تفشي فيروس كورونا في الصين.

وأصبح سوق النفط الآن رسميًا في المنطقة الهبوطية بعد أن سجل يوم الإثنين الماضي أسوأ أداء يومي في أكثر من شهر، وسط مخاوف متزايدة من فيروس كورونا.

                    (أداء خام نايمكس منذ بداية العام الجاري بحسب وكالة "بلومبرج")

وانخفض خام "نايمكس" الأمريكي بأكثر من 5 بالمائة في أدنى مستوياته هذا اليوم ليغلق عند مستوى 50.45 دولار، مع قلق المستثمرين من أن التباطؤ في الاقتصاد العالمي نتيجة للفيروس قد يضعف الطلب المتراجع بالفعل على النفط.

ومع ذلك، تمكنت الأسعار من التعافي قليلاً بعد أن صرح "أمين ناصر" الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعودية بأن تأثير الفيروس سيكون "قصير الآجل"، مضيفاً أن الشركة لم تنقل موظفيها من الصين.

في الوقت الحالي، هناك الكثير من عدم اليقين في أسواق النفط مع وضوح ضئيل للغاية فيما يتعلق بما إذا كان الفيروس سيتم احتواؤه ومتى سيتم ذلك.

في حين يتوقع مسؤولو "أرامكو" أن يكون الوضع طبيعياً خلال النصف الثاني من العام، إلا أن آخرين يرون أن الوضع لا يزال مقلقاً وأن الفيروس قد يتنشر أكثر عندما يعود الصينيون إلى العمل والمدرسة.

وتشير عمليات البيع المكثفة التي تمت يوم الإثنين إلى أن المضاربين على الهبوط هم الذين يسيطرون الآن على المشهد، بينما أصبح تداول النفط فجأة لعبة تقلبات (رائعة بالنسبة للبعض) تجعلها مثيرة مثل عملات التشفير.