TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

قفزة الدولار عالمياً.. هل تكتب نهاية المكاسب القياسية لأسواق الأسهم؟

قفزة الدولار عالمياً.. هل تكتب نهاية المكاسب القياسية لأسواق الأسهم؟

مباشر - سالي إسماعيل: ربما يضطر قريباً المستثمرون الذين يشعرون بالقلق حيال تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، لمواجهة تحدياً آخر أمام أرباح الشركات، وهو "الدولار القوي".

ويناقش تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" للكاتب "أمريث رامكومار" القفزة المفاجئة للورقة الخضراء مؤخراً.

وصعدت العملة الأمريكية باستمرار منذ أن بدأ ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس الكورونا في الصين خلال الشهر الماضي، مما دفع مؤشر "وول ستريت جورنال" للدولار للوصول إلى أعلى مستوياته منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومع قلق العديد من المحللين من أن الاضطرابات في الاقتصاد الصيني سوف تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي، فإن المستثمرين ظلوا متمسكين بالأصول الأمريكية، الأمر الذي ساعد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على التعافي من الهبوط الذي سجله في أواخر يناير/كانون الثاني والارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة.

ورغم ارتفاع المؤشر ات الرئيسية للأسهم والدولار في وقت واحد، إلا أن الشركات الأمريكية بما في ذلك "جونسون آند جونسون" و"كوكاكولا" و"فورد موتور" و"ثري إم" ذكروا الآثار السلبية لتقلبات العملة على توقعات الأرباح، الأمر الذي يسلط الضوء على التحديات المحتملة أمام السوق الصاعدة للأسهم والممتدة لفترة طويلة.

ويجعل الدولار الأكثر قوة إعادة المبيعات الأجنبية إلى البلاد أكثر تكلفة بالنسبة للشركات، كما يجعل المنتجات التي يتم تصديرها أقل تنافسية في الخارج.

التغيير الفصلي في أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز" من عامي 2018 و2019

وتتجه أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عن الربع الرابع أن تسجل أداءً مستقراً تقريباً مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق له، لتواصل الاتجاه المسجل من بداية عام 2019.

ويزيد مزيج من ضعف النمو الاقتصادي العالمي والدولار القوي من احتمالية أن تكون أرباح الشركات محبطة مرة أخرى هذا العام.

ومن شأن أيّ تاثير سلبي من الورقة الخضراء أن يفاقم من التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا، والذي أجبر بالفعل سلاسل التوريد من شركة "ستاربكس" إلى شركة "نايكي" على إغلاق متاجرها في الصين بشكل مؤقت.

أداء الأسواق العالمية قبل وبعد تفشي فيروس كورونا

ويتوقع المحللون أن يتسارع نمو أرباح شركات "ستاندرد آند بورز 500" إلى 10 بالمائة أو أعلى من ذلك خلال الفصلين الأخيرين من عام 2020، طبقاً لموقع "فاكت ست"، وهي التوقعات التي يتخوف بعض المستثمرين أن يكون الآن من الصعب تحقيقها.

ومن المقرر أن يراقب المستثمرون خلال الأسبوع الجاري نتائج أعمال لمجموعة من الشركات أبرزها "بيبسكو" و"سيسكو" للأنظمة و"إنفيديا".

ويضغط كذلك الدولار الآخذ في الارتفاع على الأسواق الناشئة والسلع الأساسية من خلال جعل الاستثمارات المقومة بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر يصبح أكثر تكلفة بالنسبة للدول النامية لخدمة ديونها المقومة بالدولار عندما ترتفع العملة الأمريكية.

الأداء اليومي لمؤشر "وول ستريت جورنال" للدولار منذ أواخر أكتوبر 

وبالفعل، فإن الشركات متعددة الجنسيات تتعرض إلى ضغوط، حيث أن أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، والتي تحقق أكثر من نصف إيراداتها من خارج الولايات المتحدة، كانت أسوأ من أرباح الشركات التي توجه منتاجاتها محلياً في معظم العام الماضي.

وتواجه العديد من تلك الشركات حالياً توقعات الطلب الصيني الأكثر ضعفاً والدولار الأكثر قوة.

وتفوق كذلك الدولار والاستثمارات المرتبطة بالنمو الاقتصادي الأمريكي على الأصول الأخرى في معظم عام 2019، وسط قلق المحللين بشأن التوترات التجارية.

ومع بدء العام الجديد، فإن العديد من المستثمرين كانوا قد توقعوا انعكاس المسار في أعقاب الصفقة التجارية المبدئية والوضوح بشأن عملية خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي.

ويقول خبير الاستثمار الاستراتيجي في شركة "جون هانكوك" لإدارة الاستثمارات "إميلي رولاند": "هذه القصة متوقفة حالياً".

ويضيف: "نحن نحافظ على تفضيلنا للولايات المتحدة؛ لأنها الأفضل من منظور النمو الاقتصادي".

صافي رهانات المستثمرين على الأداء القوي للدولار أسبوعياً في عام

ومع ذلك، لا يتوقع بعض المحللين ارتفاع الدولار خارج نطاق تداوله الأخير، وخاصةً مع إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خططه بشأن إبقاء معدلات الفائدة منخفضة في الوقت الحالي.

ويشكك العديد في أن حدثاً غير متوقعاً مثل "فيروس كورونا" الذي يدعم العملة مؤقتاً يمكن أن يوفر دعماً طويل الآجل دون تهديد كذلك النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

لكن في الوقت الراهن، يواصل المستثمرون شراء الأصول الأمريكية، حيث تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات، والذي يؤثر على تكاليف الاقتراض في كل شيء بدءًا من الديون الطلابية وحتى قروض السيارات، في الأسبوع الماضي لأدنى مستوى منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

وتتراجع العوائد على السندات الحكومية عندما ترتفع أسعار تلك الديون.

الأداء اليومي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات منذ أواخر أكتوبر 

واستشهد التجار أيضاً بالتحول في مراكز المستثمرين لتفسير تقلبات السوق الأخيرة.

وارتفع صافي رهانات المستثمرين على قوة العملة الأمريكية لمدة ثلاثة أسابيع المنتهية في 4 فبراير/شباط الجاري، بعد أن بلغت أدنى مستوياتها منذ عام 2018 في الشهر الماضي، طبقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية و"سكوتيا بنك".