TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

أسعار السلع والمعادن تحت ضغط فيروس كورونا

أسعار السلع والمعادن تحت ضغط فيروس كورونا

مباشر - سالي إسماعيل: أثار تفشي فيروس "كورونا" في الصين حالة من المخاوف الحادة على الصعيد العالمي مع تزايد الضحايا والحالات المصابة.

وعلى صعيد السلع والمعادن، تعرضت تلك الأسواق إلى ضغوط ملحوظة، وفقاً لتحليل نشرته مدونة البنك الهولندي "آي.إن.جي".

الطاقة

ولا تتوقف الضغوط الهبوطية داخل أسواق النفط، حيث تراجع سعر خام برنت دون 60 دولاراً للبرميل عند تسوية جلسة أمس الإثنين، كما يتداول داخل النطاق الأحمر في تعاملات اليوم.

ويستمر الفيروس الذي نشأ في مدينة ووهان الصينية في الضغط على معنويات المستثمرين، مع مخاوف حيال التأثير الذي سيتركه على الطلب على الوقود بسبب قيود السفر داخل الصين، إلى جانب أيّ انتشار للمرض عبر المنطقة.

ولا تقتصر الضغوط على سوق النفط فقط، حيث أن مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية قد تراجع بنحو 4.5 بالمائة على مدى الأسبوع الماضي.

وتنعكس المخاوف كذلك بشكل غير مفاجئ على هوامش الربح لمصافي التكرير، والتي تواصل التداول عند مستويات منخفضة.

وفي حقيقة الأمر، فإن الديزل في شمال غرب أوروبا يتداول في التعاملات الفورية عند مستوى يقل عن 10 دولارات للبرميل في الوقت الحالي، وهي مستويات لم يشهدها منذ أوائل عام 2017.

وجاء الضعف في سعر الديزل بشكل مفاجئ للكثيرين، بالنظر إلى الرؤية البناءة على نطاق واسع بسبب اللوائح التنظيمة للمنظمة البحرية الدولية الخاصة بالشحن 2020.

ويشهد الأسبوع الجاري حالة من الهدوء النسبي من حيث البيانات التي سيتم الإفصاح عنها، ومن المرجح أن تستمر الأسواق في التركيز على أيّ تطورات تتعلق بـ"فيروس ووهان".

ومن المقرر أن يعلن معهد البترول الأمريكي تقريره الأسبوعي بشأن مخزونات النفط في الولايات المتحدة، مع حقيقة أن توقعات السوق تشير إلى زيادة 300 ألف برميل خلال الأسبوع.

وفي الوقت نفسه، يتوقع أن تشهد مخزونات البنزين زيادة 1.5 مليون برميل، في مقابل توقعات بسحب مليون برميل من زيت الوقود المقطر.

وبالانتقال بعيداً عن سوق النفط والمشتقات، فإن أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا تستمر في الهبوط مع تداول الأسعار في شمال آسيا عند مستوى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وبينما يقترب فصل الشتاء من النهاية، يتوقع المرء أننا قد نرى المزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار الغاز الطبيعي المسال، نظراً لانقضاء فترات ذروة الطلب على التدفئة، كما يستمر المعروض العالمي في الارتفاع.

وبدأت شركة "فري بورت إل.إن.جي" في الولايات المتحدة مؤخراً عملياتها التجارية في محطة "ترين 2" كما تتوقع بدء تشغيل "ترين 3" في مايو/آيار من هذا العام.

وتأتي زيادة القدرة التصديرية في وقت يشهد تباطؤ نمو الطلب الصيني، في حين أن طقس الشتاء المعتدل قدم القليل من الدعم للأسعار في التعاملات الفورية.

ويشير كل ذلك إلى أن عام 2020 من المرجح أن يكون عاماً آخر من الضعف لسوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي وسوق الغاز الأوروبي.

المعادن

شهدت المعادن الأساسية والأصول الخطرة الأخرى مزيداً من الضغوط البيعية بالتزامن مع انتشار فيروس ووهان الذي أثار الشكوك حول محاولات الصين لاحتواء الفيروس.

ويستمر مؤشر "بلومبرج" للمعادن في تسجيل هبوطاً لليوم السابع على التوالي، مع تداول كافة المعادن الأساسية داخل النطاق الأحمر.

وتراجعت أسعار النحاس بأكثر من 3 بالمائة وسط تعاملات أمس عند 5726 دولار للطن، وهو أدنى مستوى منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.

ومن الناحية الفنية، فإن السوق تحول من عمليات الشراء الضخمة إلى عمليات بيعية كبيرة في غضون يومين فقط في أعقاب تفشي الفيروس.

وتجاهل السوق بشكل كبير بيانات مخزونات بورصة لندن للمعادن الصادرة بالأمس والتي أظهرت هبوط المخزونات.

وينبغي على المشاركين في السوق الانتظار لفترة أطول من أجل رؤية كيفية تفاعل الأسواق المحلية في الصين مع آخر التطورات، حيث من المقرر أن تستأنف بورصة شنغهاي للسلع التداولات يوم 3 فبراير/شباط، حيث قامت الحكومة الصينية بتمديد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في محاولة للحد من انتشار الفيروس.

وتظهر بيانات بورصة لندن للسلع أن أوامر الإلغاء لمعدن الرصاص قفزت بنحو 5.2 ألف طن إلى 153 ألف طن بالأمس (وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز الماضي)، في حين ظلت المخزونات ثابتة عند 66 ألف طن.

ويمكن أن تؤدي القفزة المفاجئة في أوامر الإلغاء إلى اتجاه هبوطي في المخزونات خلال الأيام القادمة.

وتعرض الفارق الائتماني للسيولة (الكاش) في بورصة لندن للمعادن لمزيد من التشديد، حيث تجاوز سعر الأصل في التعاملات الفورية السعر في العقود الآجلة بنحو 26.50 دولار للطن في تعاملات الأمس، مما يشير إلى تشديد السوق الفعلي.

وقبل هذه الخطوة، كان الفارق الائتماني في وضعه الطبيعي (السعر في التعاملات الفورية دون سعر العقود الآجلة) منذ بداية العام.

وفي الآونة الأخيرة، أفادت مجموعة دراسة الرصاص والزنك الدولية أن سوق الرصاص ظل في عجز قدره 33 ألف طن في الفترة بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2019.