من: بدور الراعي

الرياض - مباشر: قال محللون وخبراء بأسواق المال، إن انضمام سهم شركة أرامكو السعودية ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة بـ"إم إس سي آي"، سيؤدي إلى تفوق السوق السعودي على بقية الأسواق الناشئة، إضافة إلى أنه سيعمل على تغيير ملامح السوق السعودي في الفترة القادمة؛ وسيضع السوق السعودي على مسار الخطى الأولى لتحقيق رؤية المملكة 2030.

أعلنت "إم إس سي آي" أكبر مزود للمؤشرات بالعالم، أنها سوف تضيف أرامكو السعودية ضمن مؤشراتها في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري الذي سيكون نافذاً يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وذكرت "إم إس سي آي" أن ضم أرامكو" يستند إلى سعر الإغلاق في أول يوم للتداول في السوق السعودي البالغ 35.2 ريال، مشيرة إلى أن وزن أرامكو السعودية يقدر بـ 0.16 بالمائة في مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، و6.03 بالمائة في مؤشر "إم إس سي آي" للسوق السعودي.

وقال المحلل المالي قاسم العلي لـ"مباشر"، إن إدراج أرامكو سوف يؤدي إلى تفوق السوق السعودي على بقية الأسواق الناشئة في عدة محاور منها الربحية والعائد على حقوق الملكية، مرجحاً أن يكون السوق السعودي ثاني أكبر سوق بصافي الدخل بعد السوق الروسي بمبلغ 221 مليار دولار.

توزيع أرباح

وأضاف العلي أنه مع وجود سياسة لتوزيع الأرباح لفترة خمس سنوات المقبلة سيعمل على تحريك السهم وفقاً للعوامل الأساسية، كما تلعب أسعار النفط دوراً مهماً في تحرك السهم خاصة مع اتفاق "أوبك+" الأخير بشأن زيادة خفض الإنتاج التي بلا شك ستنعكس على سعر سهم أرامكو.

وتوصلت منظمة "أوبك" وحلفاؤها، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2019، لاتفاق على زيادة مستوى الخفض المتفق عليه لإنتاج النفط بنحو 500 ألف برميل يومياً بداية من يناير/ كانون الثاني المقبل ليصل إلى 1.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.

وأعلنت المملكة العربية السعودية عن تخفيض مستوى إنتاجها النفطي بواقع 167 ألف برميل يومياً، بعد التوصل لاتفاق جديد لمنظمة "أوبك".

وقال المستشار المالي علي الجعفري، إن إدراج أرامكو السعودية في المؤشرات الناشئة يضمن تدفقات ضخمة من صناديق المؤشرات العالمية، فضلاً عن الإقبال الكبير وحجم الطلبات المرتفع جداً على السهم بالسوق المحلي في الجلسات الماضية؛ ما يشير إلى نجاح هذا الطرح.

وقال الخبير الاقتصادي محمد السويد لـ"مباشر"، إن السوق المالية السعودية أثبتت قدرتها في التعامل مع أكبر اكتتاب في التاريخ الذي فاق التوقعات وانضمام سهم أرامكو إلى المؤشرات العالمية، سوف يزيد الطلب عليه من قبل المستثمرين الأجانب، وهذا سيدعم تحسن سعر السهم بالسوق.

رؤية 2030

من جانبه، قال المحلل بأسواق المال محمد الميموني لـ"مباشر"، إن انضمام سهم أرامكو لمؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، سيقود إلى تغيير ملامح السوق السعودي في الفترة القادمة، كما أنه سيسهم بشكل كبير في وضع السوق السعودي على مسار الخطى الأولى لتحقيق رؤية المملكة 2030، الذي يقود تنفيذها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأشار الميموني لـ "مباشر"، إلى نجاح الاكتتاب ووصول القيمة السوقية لأرامكو إلى نحو تريليوني دولار.

وواصل سهم أرامكو السعودية، مكاسبه في رابع جلساته بالسوق السعودي، أمس الاثنين، لتتخطى قيمة الشركة مستهدفات الطرح العام عند تريليوني دولار، وأنهى السهم تعاملاته مرتفعاً 1.6 بالمائة، ليقفز إلى مستوى 38 ريالاً؛ وهو ما يرفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 7.6 تريليون ريال سعودي (2.03 تريليون دولار).

المحافظ الخاملة

وقال عضو مجلس الاقتصاد السعودي سعد آل ثقفان، أن انضمام أرامكو السعودية إلى مؤشر MSCI سوف يزيد من نسبة السوق السعودي ككل في MSCI من 2.8 بالمائة إلى 3.3 بالمائة أي بسيولة تتجاوز نحو 3 مليارات دولار، وسيكون أغلبها من نصيب المحافظ الخاملة.

كما رجح ارتفاع سعر السهم لمستويات تتجاوز 40 ريالاً مع التوقعات بارتفاع سعر النفط، إضافة إلى ارتفاع القيمة السوقية للأسهم الحرة لأرامكو.

وأضاف أن كل 10 مليارات دولار من طرح أرامكو سيؤدي إلى رفع وزن السوق السعودي 0.02 بالمائة على مؤشري فوتسي وإم.إس.سي.آي، موضحاً أن الـ100 مليار دولار سترفع وزن السوق بـ2 بالمائة من مؤشر الأسواق الناشئة.

وتابع: "كل 10 مليارات دولار ستعمل على رفع التدفقات الاستثمارية للسوق بنحو 1.1 مليار دولار لأرامكو السعودية وحدها من الصناديق التي تتبع مؤشرات فوتسي وإم.إس.سي.آي".

كما أضاف الثقفان أن انضمام أرامكو للسوق واحتسابها بالمؤشر سيشكل نقلة نوعية للسوق بالإضافة لدخول مستثمرين جدد للسوق بدخول أرامكو، كما أنه سيكون إضافة قوية لقطاع الطاقة بشكل عام في المملكة والخليج.

وبدأت "فوتسي راسل" و"ستاندرد آند بورز داو جونز" ضم أسهم سعودية إلى مؤشراتهما للأسواق الناشئة في آذار مارس الماضي، بينما أضافت إم اس سي آي السوق السعودية، وهي الأكبر في المنطقة، إلى مؤشرها للأسواق الناشئة في آب أغسطس الماضي بوزن قدره 2.8 بالمائة.

السوق السعودي

ولن يؤثر على مؤشر السوق السعودي في أول 5 أيام تداول؛ حيث لن يتم ضمه للمؤشر إلا بعد اليوم الخامس للتداول.

وفي هذا الصدد قال المستشار المالي محمد الشميمري لـ"مباشر" إن حركة سهم أرامكو الفترة الماضية بالسوق السعودي، جاءت للتأكيد على أن تقييم الشركة بسعر الطرح كان أقل من القيمة العادلة؛ وبالتالي المؤسسات المالية هي التي تطلب شراء السهم لتعويض عدم تخصيص المقدار الكافي لها بعد التغطية بأكثر من 5 مرات.

وأضاف الشميمري أن وزن أرامكو سيشكل نسبة قد تصل إلى 10 بالمائة من مؤشر سوق الأسهم السعودية، كما أنه سيؤدي لخفض نسبة الأسهم المتاحة للتداول من نحو 51.5 بالمائة من الأسهم المصدرة للشركات المدرجة حالياً إلى 12.6 بالمائة.

وتابع: "كما أن القيمة السوقية للسوق السعودي سترتفع إلى نحو 8.3 تريليون ريال، إضافة إلى انخفاض مكرر ربح السوق نحو 18.7 مرة، وسيؤدي لارتفاع أرباح السوق الفصلية لأكثر من 105 مليارات ريال."

كما لفت الشميمري إلى أن انضمام سهم شركة أرامكو لمؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة بعد الإدراج يعني تدفق أموال أجنبية من الكثير من الصناديق والمتوقع لها أن تكون بشكل تدريجي بحجم يتجاوز الــ 31 مليار ريال للسوق السعودي ليرتفع حجم تمثيل السوق السعودي في مؤشر الـ إم إس سي آي للأسواق الناشئة؛ مما يعطي إشارة إلى أن السوق السعودي مقبل على فرص واعدة بعد إدراج سهم شركة أرامكو.

وتمدد السوق المالية السعودية "تداول"، اليوم الثلاثاء، 17 ديسمبر/ كانون الأول، فترتي مزاد الإغلاق والتداول على سعر الإغلاق؛ تمهيداً لبدء انضمام أرامكو السعودية إلى مؤشر "MSCI" للأسواق الناشئة. 

وبدأت أرامكو السعودية تداولاتها بالسوق السعودي، يوم الأربعاء 11 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بالرمز 2222 ضمن قطاع الطاقة، بنسبة تذبذب يومي 10 بالمائة. 

ترشيحات:

اليوم.."تداول" تمدد مزاد الإغلاق تمهيداً لانضمام "أرامكو" لمؤشر "إم.إس.سي.ىي"

القيمة السوقية للسوق السعودي تتضاعف 5 مرات بعد إدراج "أرامكو"

تحليل.. إدراج سهم أرامكو قوة دفع للسوق السعودي

أرامكو السعودية تزيح أبل من صدارة أكبر الشركات المدرجة عالمياً