من: إيناس بهجت

أبوظبي - مباشر: يسود العالم حالة من الفزع والقلق حيال التدخين الإلكتروني، باعتباره مسبباً للأمراض الخطيرة التي من الممكن أن تصيب الإنسان على غرار التدخين التقليدي، وهو ما تتخذه الإمارات كرد فعل مسارع ومسبوق ضد السجائر الإلكترونية وفرض قيود ضريبية عليها.

وبحسب بيانات رسمية حكومية، ففي غضون نحو 50 يوماً سيكون استخدام السجائر الإلكترونية تحت المجهر داخل حدود الإمارات عبر اتخاذ السلطات المعنية بإجراءات الحد من استخدامها.

ومن المقرر أن تفرض الإمارات الضريبة الانتقائية على أنواع السجائر الإلكترونية بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وطالبت الهيئة الاتحادية للضرائب، وهي المعنية بفرض الضرائب بالدولة، جميع منتجي ومستوردي ومخزني أجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية والسوائل المستخدمة فيها والمشروبات المحلاة المبادرة إلى التسجيل في النظام الإلكتروني للهيئة كخاضعين للضريبة الانتقائية في حال عدم تسجيلهم حتى الآن.

وتتراوح نسبة الضريبة الانتقائية وفقاً للقانون الذي صدر سابقاً بين 50 و100 بالمائة على التبغ ومشتقاته ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.

وكانت الإمارات بدأت بتطبيق الضريبة الانتقائية اعتبارا من بداية شهر أكتوبر/تشرين أول 2017 على السلع ذات الضرر على الصحة العامة أو البيئة؛ وذلك بهدف الحد من استهلاكها من جهة والمساهمة في الوقت ذاته بزيادة الإيرادات الحكومية التي تخصص لتغطية تكاليف الخدمات العامة ذات المنفعة العامة.

وتهدف حكومة الإمارات، إلى الوصول لتقليص استخدامات السجائر والتبغ بمختلف مشتقاته وفقا لما تؤكده وزارة المالية، فضلاً عن استغلال حركة الشراء التي ستتراجع عليه عبر فرض نظام ضريبي عليه، بحيث تجني من ورائه إيرادات بعيداً عن الإيرادات النفطية.

التدخين الإلكتروني.. إنذار أحمر

أظهرت دراسة أمريكية حديثة نقلتها التقارير الصحفية الدولية، ان السجائر الإلكترونية لا تنتج أول أكسيد الكربون، والذي يعد من أكثر العناصر الضارة في دخان التبغ، لكن في المقابل السائل والبخار يحتويان على بعض المواد الكيميائية التي قد تكون ضارة لكن بمستويات أقل من دخان السجائر.

وحذرت الدراسة من أن دخان السجائر الإلكترونية قد يسبب سرطان الرئة رغم خلوه من التبغ.

ومن بين أسباب ذلك، التعرض لبخار النيكوتين من هذا النوع من السجائر على مدار عام متواصل، من الممكن أن يسبب إصابة بأورام في الرئة، كما أن هناك احتمالية بالإصابة بتضخم المثانة، ما قد يؤدي إلى مرض السرطان.

رد فعل إماراتي

وقررت دولة الإمارات التوسع في قائمة السلع التي ستشملها الضريبة الانتقائية بدخول الأجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية والسوائل المستخدمة فيها، ضمن قائمة السلع التي ستشملها الضريبة.

ويتجاوز عدد السلع التي تم حصرها وتخضع للضريبة الانتقائية 1700 سلعة، خلال أكتوبر/تشرين أول من عام 2017 علما بأن نسبة 60 بالمائة منها مدرجة ضمن منتجات المشروبات الغازية، فيما نسبة 26 بالمائة مصنفة ضمن قائمة التبغ ومشتقاته، ونحو 14 بالمائة أُدرجت ضمن قائمة مشروبات الطاقة.

ويأتي ذلك منسجماً مع الجهود الحكومية لترسيخ أنماط الحياة الصحية لمجتمع الإمارات، من خلال الحد من الأمراض المرتبطة باستهلاك السلع الضارة بصحة الإنسان، وهو الهدف الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في "رؤية الإمارات 2021" التي تسعى لأن تكون الإمارات ضمن قائمة أفضل الدول على مستوى العالم.

ونتيجة لذلك، بدأت الهيئة الاتحادية للضرائب الإجراءات التنفيذية لقرار مجلس الوزراء، بشأن "السلع الانتقائية والنسب الضريبية، التي تُفرض عليها وكيفية احتساب السعر الانتقائي" الذي صدر خلال أغسطس/آب الماضي، وبموجبه يتم توسيع نطاق السلع التي تطبق عليها الضريبة الانتقائية.

وأوضح القرار أن السوائل المستخدمة في أجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية المشمولة بالقرار تشمل جميع السوائل المستخدمة في تلك الأجهزة والأدوات.

ويقصد بأجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية التي تطالها الضريبة، جميع أجهزة وأدوات التدخين الإلكترونية وما يماثلها سواء احتوت على نيكوتين أو تبغ أو لم تحتوِ.

الانتقائية.. مرآة لنهج الإمارات

وبدأت دولة الإمارات يوم الأحد الموافق الأول من أكتوبر 2017، تطبيق أول "ضريبة انتقائية" في تاريخها، وسط إقبال المستهلكين على تخزين السلع المستهدفة من تلك الضريبة قبل ساعات من دخولها حيز التنفيذ.
وتعتبر الإمارات ثاني دولة خليجية بعد السعودية تطبق هذه الضريبة، فيما ستطبق باقي دول الخليج تباعاً وفق الاتفاقية الموحدة الموقعة هذا العام.

والضريبة الانتقائية هي ضريبة غير مباشرة يتحملها المستهلك النهائي، تفرض على السلع ذات الأضرار على الصحة العامة أو البيئة أو السلع الكمالية بنسب متفاوتة، وتحصل على مرحلة واحدة من قبل الموردين والمصنعين.

وتشمل الضريبة الجديدة، جميع أنواع التبغ ومشتقاته والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وتشمل إنتاج السلع الانتقائية في الدولة واستيرادها، والإفراج عنها من المناطق الحرة، وتخزينها، فيما تستثنى السلع المصدّرة منها.

وتأتي ضريبة السلع الانتقائية في الإمارات ودول الخليج الأخرى، لتعزيز الإيرادات التي تقلصت جراء هبوط أسعار النفط، الذي تعتمد عليه ميزانيات تلك الدول بشكل رئيسي.

وتتوقع دولة الإمارات تحقيق إيرادات تصل إلى ملياري درهم (544.5 مليون دولار) سنوياً من فرض الضرائب الانتقائية على التبغ ومشتقاته، مع استكمال التطبيق الفعلي للمعايير الدولية.

ترشيحات:

3 عوامل وراء توسيع نطاق الضرائب الانتقائية بالإمارات 

تحليل.. الإمارات والضرائب

إنفوجرافيك.. السلع الجديدة المشمولة بـ"الانتقائية" في الإمارات

تحليل.. الإمارات تتوسع في النظام الضريبي على أنواع التبغ حتى2020

الطوابع الرقمية على السجائر بالإمارات.. البداية وآلية التطبيق