TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حدث الأسبوع.. تقلبات العملات الكبرى تبرز مخاوف وآمال الأسواق العالمية

حدث الأسبوع.. تقلبات العملات الكبرى تبرز مخاوف وآمال الأسواق العالمية

من: سالي إسماعيل

مباشر: تعرضت عملات اقتصاديات الدول الكبرى حول العالم إلى حالة من التذبذب الواضح خلال الأسبوع الماضي، لتكون محل اهتمام الأسواق العالمية.

وكان الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني أبرز ثلاثة أمثلة على هذه التحولات الحادة في الأداء خلال الأسبوع الماضي تزامناً مع التطورات السياسية والاقتصادية والتجارية.

وعلى نقيض عملات الأسواق الناشئة التي تشهد الخسائر والمكاسب بوتيرة كبيرة، فإن العملات المحلية للاقتصاديات المتقدمة في العادة تتحرك في نطاقات ضيقة للغاية وهو ما لم يحدث هذا الأسبوع.

وتتماشى التقلبات التي تتعارض بشكل صارخ مع المألوف، مع المخاوف العالمية من حدوث ركود اقتصادي مزمن على خلفية الاحتكاكات التجارية المتنامية بين أكبر اقتصادين فضلاً عن الوضع السياسي في كل من بريطانيا وإيطاليا.

وفي حين أن الدولار واليورو والإسترليني كانوا عرضة للتطورات التجارية العالمية وكذلك الأوضاع السياسية والأداء الاقتصادي الضعيف إلا أن عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري كانتا أبرز المستفيدين.

الشق الأول من الأداء

في بداية الأسبوع الماضي، اتجهت العملات الرئيسية الكبرى إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة في عدة سنوات قبل أن يكون هناك تحولات كبيرة لاحقاً.

وكسر الدولار الأمريكي حاجز أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2017 في تعاملات الإثنين رغم وجود عطلة رسمية احتفالاً بعيد العمال، ما يعني أن أحجام التداول تكون منخفضة، حيث وصل المؤشر الرئيسي للورقة الأمريكية إلى 99.37.

ويأتي أداء الورقة الخضراء بعد بدء سريان مفعول التعريفات المتبادلة بين أكبر اقتصادين حول العالم لكن وسط تأكيدات من قبل الرئيس الأمريكي بأنه لا يزال من المقرر عقد جولة محادثات تجارية بين الجانبين وبالتزامن مع خطوات حذرة من بكين.

لكن في المقابل ألقت قوة العملة الأمريكية بظلالها على اليورو والجنيه الإسترليني، ليسجل الأول أدنى مستوى في 27 شهراً والأخير يتهاوى لأضعف مستوياته منذ الانهيار اللحظي للعملة في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وتأتي خسائر العملة الأوروبية الموحدة بالتزامن مع تأزم الموقف السياسي داخل إيطاليا على خلفية مسألة تشكيل حكومة جديدة بالإضافة للصورة الضبابية حول التوقعات الاقتصادية بمنطقة اليورو وأداء النشاط الصناعي والخدمي بفعل الحرب التجارية التي تلوح في الأفق.

وكان اليورو تهاوى دون 1.10 دولار للمرة الأولى في نحو عامين في الجلسة الأخيرة من الشهر الماضي قبل أن يواصل تعميق خسائره في الأسبوع المنصرم.

ومع استمرار الصدام السياسي بين رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون وأعضاء مجلس العموم حول مسألة البريكست، كانت المعاناة من نصيب الجنيه الإسترليني ليتراجع دون مستوى 1.21 دولار.

وفي اليوم التالي سجلت العملة البريطانية أضعف مستوى أمام الورقة الأمريكية منذ الانهيار اللحظي الذي شهده الإسترليني في أكتوبر/تشرين الأول 2016 قبل أن يتعافى قليلاً بنهاية تعاملات الثلاثاء.

الشق الثاني من الأداء

لكن مع حلول منتصف الأسبوع كان التحول في الأداء هو السمة الرئيسية لتنتقل العملة الأمريكية إلى جبهة الخاسرين في حين أن اليورو والإسترليني شقا طريق التعافي قبل أن يخيّم اللون الأحمر على العملات الثلاثة في نهاية تعاملات الأسبوع.

وتعرض الدولار إلى خسائر يوم الأربعاء مع تراجع حدة التوترات التجارية وآمال إيجابية بشأن الأوضاع السياسية ليواصل اتجاهه الهابط عالمياً في تعاملات الخميس والجمعة متأثراً سلباً بالبيانات الاقتصادية وتقرير الوظائف الشهري.

وفي المجمل سجل مؤشر الدولار الأمريكي خسائر بأكثر من 0.5 بالمائة خلال الأسبوع الماضي بأكمله قبل أن يتراجع دون مستوى 99 مجدداً بنهاية تعاملات الأسبوع، بالتزامن مع التفاؤل التجاري وتحديد موعد جولة المحادثات في الشهر المقبل.

وبالنظر إلى وضع الإسترليني فكانت رحلة الصعود من نصيبه في النصف الثاني من الأسبوع الماضي ليتحول للمكاسب وسط تحركات في البرلمان البريطاني تهدف لمنع البريكست الصعب وهو ما دفع العملة لمكاسب قوية في جلسة الأربعاء.

وواصلت العملة المحلية لبريطانيا الارتفاع الملحوظ في تعاملات الخميس مع تزايد احتمالات إعاقة مغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد الأوروبي ورفض طلب رئيس الوزراء بشأن عقد انتخابات مبكرة قبل أن يمرر مجلسي البرلمان مشروع القانون انتظاراً للموافقة الملكية.

وحقق الجنيه الإسترليني مكاسب تتجاوز 1 بالمائة خلال الأسبوع المنقضي بعدما أنهى تعاملات الجمعة الماضية قرب مستوى 1.23 دولار على الرغم من تصميم بوريس جونسون على تنفيذ عملية الخروج في موعده بقوله: "أفضل الموت في حفرة عن تأجيل البريكست".

وفيما يتعلق بأداء اليورو فتمكن من التعافي من أدنى مستوياته في عامين ونصف العام وسط شكوك حول الخطوة التحفيزية المقبلة التي من المقرر أن يتخذها البنك المركزي الأوروبي، كما واصل الاتجاه الصعودي في تعاملات الخميس أعلى 1.10 دولار، وهو ما مكنه من تسجيل مكاسب 0.4 بالمائة في الأسبوع الماضي.

واستفادت العملة الأوروبية الموحدة كذلك من التطورات السياسية الإيجابية في إيطاليا، حيث تم تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في روما بقيادة "جوسبي كونتي" مجدداً لكن مع اختلاف الأحزاب المشكلة للحكومة.

إلى أين؟

من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه من التقلبات داخل العملات الكبيرة خلال الأسبوع المقبل ومن بينهم زوج العملات (اليورو-الدولار) و(الإسترليني-الدولار)، بحسب بيانات وكالة "طومسون رويترز" وتداولات الفوركس اليومية.