من: محمود جمال
دبي - مباشر: توقع محللون لـ"معلومات مباشر" استمرار شرارة الصعود بأسواق المال الخليجية في جلسة اليوم الثلاثاء مع تزايد الأنباء الإيجابية عن رفع ملكية الأجانب ببعض البنوك والتهيئة لطروحات حكومية كبرى والارتفاع الطفيف الذي تشهده أغلب البورصات العالمية تزامناً مع هدوء التصريحات بشأن الحرب التجارية، والأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة.
وارتفعت 5 أسواق خليجية في نهاية جلسة أمس الاثنين مع عودة عمليات الشراء للأسهم الكبرى، فيما خالفت بورصتا الكويت ومسقط هذا الاتجاه وتراجعت. وخلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت وتيرة الأنباء عن اقتراب طرح شركات من كبرى الشركات الحكومية في مجال البتروكيماويات والطاقة وهما "أرامكو" وشركة شمال الزور.
وقالت منى مصطفى المحللة الفنية وعضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي لـ"معلومات مباشر" إن الأسواق الخليجية بدأت تتنفس الصعداء بعد الهبوط المدوي الذي شهدته في الشهر الماضي بسبب عمليات البيع القوية التي جاءت بسبب تصاعد وتيرة الحرب التجارية والأجواء السياسية بالمنطقة.
وبدأت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمائة على مجموعة من السلع الصينية أمس الأحد في الوقت الذي بدأت فيه الصين فرض رسوم جديدة على الخام الأمريكي وهو أحدث تصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. كما أقامت الصين دعوى ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية بعد فرض رسوم على الواردات الصينية.
وتوقعت منى مصطفى أن تستمر تلك المكاسب في جلسة اليوم ظهور رغبة شرائية في أسواق الأسهم الإماراتية التي وصلت أسهمها إلى مستويات مغرية ومكررات ربحية منخفضة عن الأسهم المدرجة بالأسواق المجاورة.
وأشارت إلى أن أسواق الأسهم الإماراتية من الممكن أن يستمر بها تلك الارتفاعات إلى نهاية الأسبوع بسبب المحفزات الرئيسية التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية.
وأوضحت مصطفى أن من تلك المحفزات الرئيسية هي القرارات السيادية عن القطاع الأبرز بالاقتصاد الإماراتي وهو قطاع العقارات حيث بدأت الحكومة بقيادة الشيخ محمد بن راشد بوضع آليات لتصحيح مسار القطاع وإقامة مشاريع مفيدة ومن ثم جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وذلك بعد تباطؤ وتيرتها بالفترة الماضي.
ولفتت إلى أن تلك التوجيهات مع تشكيل لجنة عليا تنفيذية للتطبيق سيدفع الأسهم العقارية لمواصلة الانتعاش وهو ما شهدته بالفعل في جلسة أمس.
بنوك كبرى
ومن جانبه، قال إيهاب رشاد خبير أسواق الأسهم ونائب رئيس مجلس إدارة مباشر كابيتال هولدنج إن من الدعائم الرئيسية للأسواق الإماراتية حالياً هي محاولة البنوك الكبرى جذب رؤوس أموال أجنبية وذلك من خلال رفع ملكية غير المواطنين بأسهمها وهو ما أعلن عنه بالأمس، حيث فعل بنك الإمارات دبي الوطني رفع نسبة تملك الأجانب من 5 بالمائة إلى 20 بالمائة ويعتزم إيصالها لـ40 بالمائة.
وأشار إلى أن الأسواق الخليجية بصفة عامة تمر بمرحلة تصحيح مستحقة وفي مقدمتها السوق السعودي الذي شارف على الانتهاء من تلك المرحلة، لافتاً إلى أن التراجعات القوية التي شهدها الجلسات الماضية كان بسبب هبوط الأسهم المصرفية التي حققت نتائج نصفية دون التوقعات.
ورجح أن يستمر السوق السعودي في الارتفاعات المؤقتة هذا الأسبوع مع هدوء الأنباء عن الحرب التجارية وغيرها من الضغوط التي كانت تؤثر على أدائه الفترة الماضية.
الطروحات.. و"أرامكو" بالمقدمة
وأضاف إيهاب رشاد أن الكشف عن السعي لطرح "أرامكو" وتهيئة الأجواء بالمنطقة لذلك وتوالي الأنباء يوماً بعد يوم عن الاستعداد على قدم وساق لهذا الطرح الأكبر عالمياً سيدفع بعض السيولة لتلاشي المتاجرة بأسواق الخليج خلال الأشهر المقبلة. وبالأمس أكد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح تعيين ياسر عثمان الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيساً لمجلس إدارة أرامكو السعودية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق إن المرحلة الأولى من طرح شركة أرامكو السعودية التي حققت أرباحاً قاربت 47 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام ستكون هذا العام في "تداول" السعودية. وذكرت الصحيفة أن "أرامكو" تميل لطرح أسهمها عالمياً في طوكيو وذلك بعد تأجيلِها لإتمام صفقة استحواذِها على 70 بالمائة من "سابك".
وفي عملية يتوقع أن تكون أكبر عملية طرح للأسهم بالعالم، تخطط "أرامكو" لطرح 5 بالمائة من أسهمها في العاميين المقبلين.
"شمال الزور الأول"
وعن السوق الكويتي، أشار إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي لـ"معلومات مباشر" إلى أن السوق الكويتي سيمر بمرحلة سحب لجزء من السيولة أيضاً خلال الفترة القادمة، ولا سيما من قبل المواطنين وبالنصف الثاني من الشهر الجاري خاصة ذلك بعد الكشف عن تفاصيل طرح شركة حكومية متخصصة بمجال الطاقة للاكتتاب العام للكويتيين فقط.
وبالأمس، أعلنت هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالكويت عن فتح باب الاكتتاب في 50 بالمائة من أسهم شركة شمال الزور الأول للطاقة والمياه، اعتباراً من يوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين أول 2019، مشيراً إلى أن الاكتتاب سيتم فتحه لجميع المواطنين الكويتيين المُسجلة أسماؤهم لدى الهيئة العامة للمعلومات المدنية كما في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقت الشراء
وأكد إبراهيم الفيلكاوي أن الأسواق الخليجية ستمر هذا الأسبوع ببعض الارتفاعات الفنية المؤقتة التي توقد شرارة الشراء، مشيراً إلى أن بعض الأسهم بالسعودية والكويت ما زالت تحتاج إلى بعض التصحيح للعودة إلى المسار الصعودي مجدداً.
وأشار إلى أن التوصيات الصادرة من البنوك العالمية لشراء الأسهم من جديد ستؤثر على أداء بعض المتعاملين طويلي الأجل وستدفعهم إلى شراء الأسهم وخصوصاً التي حققت أداءً مالياً متميزاً وتتجه لتوزيعات نقدية جيدة عن العام الماضي وذلك لضمان الأموال حال تقلب الأسواق.
وقالت مؤسسة "جي.بي.مورجان" إن هذا هو الوقت المناسب لشراء الأصول الخطرة، مشيراً إلى أن المؤشرات الفنية الإيجابية التيسير النقدي من المحتمل أن تتجاوز الأسهم أثار حالة عدم اليقين التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وعاد الفيلكاوي ليؤكد أن الأسواق الخليجية ستكون تحت ضغط متواصل حال ظهور أي أنباء عن تصعيد الحرب التجارية، مشيراً إلى أن بعض المحافظ ستكون مراقبة عن كثب اليوم افتتاح الأسواق الأمريكية التي تعتبر بوصلة كثير من المتعاملين بأسواق الأسهم بالمنطقة حالياً.
وكانت البورصة والهيئات الحكومية في الولايات المتحدة أغلقت أبوابها أمس الاثنين في عطة رسمية احتفالاً بعيد العمال. وكانت الأسهم الأمريكية ارتفعت في نهاية جلسة الجمعة الماضية لتحقق مكاسب أسبوعية، لكنها عانت من خسائر قوية خلال الشهر الماضي مع مخاوف الركود الاقتصادي وتزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
ترشيحات:
بعد رسائل محمد بن راشد.. نقلة نوعية مرتقبة للعقار الإماراتي
