TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل: الأسواق الإماراتية أمام تحديات قوية في سبتمبر

تحليل: الأسواق الإماراتية أمام تحديات قوية في سبتمبر
أحد أسواق المال الإماراتية

من: إيناس بهجت

أبوظبي - مباشر: منذ بداية تعاملات شهر أغسطس/ آب من عام 2019، مع تصاعد التوترات التجارية التي أثارت قلقاً اتسع بين المستثمرين حيال الثقة بالأسهم، تتفاقم خسائر الأسهم يوماً تلو الآخر.

ووفقاً للبيانات الرسمية، تكبدت أسواق الأسهم الإماراتية 34.208 مليار درهم منذ بداية تصاعد التوترات العالمية لأكثر من عامل، إذ تحاول أن تصمد الأسواق المحلية أمام تلك التحديات التي تُحاط بها.

ومع نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، خسرت القيمة السوقية للأسواق بقيمة 30 مليار درهم، إذ فقدت أسهم أبوظبي 13.492 مليار درهم، عبر تسجيلها 528.478 مليار درهم مع ختام تعاملات الشهر، مقابل نحو 541.970 مليار درهم بنهاية شهر يوليو/تموز الماضي.

وبلغت القيمة السوقية لسوق دبي المالي بختام الشهر عند 361.694 مليار درهم، مقابل نحو 377.040 مليار درهم نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، بخسارة 15.346 مليار درهم.

ومع إغلاق جلسة اليوم بداية أسبوع جديد، أضافت الأسواق المالية خسارة نحو 4.208 مليارات درهم، بعد هبوط القيمة السوقية لأسهم أبوظبي بقيمة 3.854 مليار درهم من 528.478 مليار درهم يوم الخميس الماضي الموافق 29 أغسطس/آب، إلى 524.624 مليار درهم في نهاية جلسة اليوم.

ووصلت القيمة السوقية لأسهم دبي إلى 361.340 مليار درهم بنهاية جلسة اليوم، بهبوط قدره 354 مليون درهم عن مستواها الذي بلغ 361.694 مليار درهم في جلسة يوم الخميس الماضي.

وأشار محللون لـ"مباشر" إلى أن الأسواق الإماراتية واجهت عدة تحديات خلال شهر أغسطس/آب، ضغطت على تعاملات المستثمرين بإثارة المخاوف لديهم وتعظيم عمليات بيع الأسهم.

وتتمحور تلك التحديات في تصاعد حدة الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة خلال الشهر حيال النفط ، وتوترات بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوربي، فضلاً عن المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي العالمي.

ووفقاً لحسابات "مباشر"،  نفذ المستثمرون الأجانب خلال الشهر الماضي عمليات بيع لأسهم سوقي دبي وأبوظبي بقيمة 3.695 مليار درهم، مقابل مشتريات أكبر بنحو 3.446 مليار درهم، ليصبح صافي البيع نحو 248.776 مليون درهم.

الحرب التجارية

وخلال شهر أغسطس/آب، شهد العالم عدة توترات اقتصادية خاصة بعد أن تبادل الولايات المتحدة والصين زيادة التعريفات الجمركية المطبقة على الصادرات، وسط قلق بشأن تصاعد وتيرة الحرب التجارية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر زيادة التعريفات الجمركية على الصين بنهاية الأسبوع الماضي رداً على التدابير الانتقامية التي اتخذتها الصين.

وشدد جيو فانج، المسؤول الصيني على أن بكين لديها تدابير انتقامية كافية يمكن اللجوء إليها في حالة أن اتجهت واشنطن في النهاية لتطبيق التعريفات المخطط لها.

تباطؤ النمو العالمي

وعلق إياد عارف، المدير التنفيذي لشركة نمازون للبحوث والاستشارات، بأن التوترات التجارية الأخيرة بين أكبر اقتصادين في العالم، ستجعل الأسواق تحت ضغط مستمر على المستوى المحلي والعالمي.

وأضاف عارف، أن العالم سيواجه صدمة كبيرة هذه المرة في حال ظهور أزمة ركود لأنها تختلف تماماً عن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في العام 2008.

هذا بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي واحتمالية خفض الفائدة أكثر خلال الفترة المقبلة.

وبحسب أداة "سي.إم.إيه" التي تتبع تداول العقود الآجلة لمؤشر الاحتياطي الفيدرالي، فإن الأسواق ترى احتمالية بنسبة 99.6 بالمائة لخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل ليتراوح بين 1.75 بالمائة إلى 2 بالمائة.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه القادم يومي 18 و19 سبتمبر/أيلول الجاري.

ومع مخاوف الركود الاقتصادي وعدم اليقين التجاري، اختفت احتمالات تثبيت معدل الفائدة والتي ظهرت مؤخراً بعد دعوة بعض أعضاء الفيدرالي لعدم خفض تكاليف الاقتراض، لتعود احتمالات الخفض 0.50 بالمائة وإن كانت لا تزال ضعيفة.

وكان المركزي الأمريكي قرر خفض معدل الفائدة في اجتماع يوليو/تموز الماضي للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية.

نتيجة بحث الصور عن الركود العالمي

تقلبات البريكست

ويزيد من الأمر سوءًا، موافقة ملكة بريطانيا على طلب جونسون بتعليق البرلمان والذي من شأنه أن يرفع احتمالات البريكست دون اتفاق.

ويعني ذلك أن مجلس النواب الذي يعود للانعقاد في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، لن يكون لديه وقت على الأرجح لتمرير أي قوانين يمكنها أن تمنع بوريس جونسون من إتمام البريكست دون اتفاق في 31 أكتوبر/تشرين المقبل.

وأثار هذا القرار غضب الكثير من أعضاء البرلمان والشخصيات رفيعة المستوى في بريطانيا لأنهم يرون أن مثل هذا القرار من شأنه أن يعرقل رأي مجلس النواب في مسألة البريكست.

ويساهم ذلك في تقلبات حادة في أسواق الأسهم بسبب مخاوف المستثمرين بشأن استقرار الوضع الحالي.

النفط والتوترات الجيوسياسية

وفي خضم تلك التوترات، يعاني سوق النفط العالمي خلال الفترة الأخيرة، من تذبذب واضح حيال تصاعد المخاف الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي نتيجة هجوم مستمر على ناقلات النفط مما يهدد الملاحة البحرية على مستوى العالم.

وبالفعل، انخفضت أسعار النفط مع نهاية الأسبوع الماض، مع زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة لمستوى تاريخي ومخاوف ركود الاقتصاد العالمي وتباطؤ الطلب على الخام.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع الإنتاج بمقدار 200 ألف برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس/آب عند مستوى 12.500 مليون برميل يومياً.

ويأتي ذلك تزامناً مع تخفيض بنك مورجان ستانلي توقعاته لأسعار النفط خلال العام الجاري، مع ضعف التوقعات الاقتصادية وتراجع الطلب وزيادة النفط الصخري الأمريكي والذي يعوض جهود أوبك لدعم السوق.

وأضاف محللو البنك الأمريكي في مذكرة للعملاء: "التباطؤ في نمو الطلب على النفط الذي بدأ في أوائل عام 2019 لم ينته بعد"، قائلين: "لقد تراجع الطلب حيث تباطأ النمو الاقتصادي العالمي".

وخفض البنك الأمريكي توقعات سعر خام برنت لعام 2019 إلى 60 دولاراً للبرميل من 65 دولاراً للبرميل في التوقعات السابقة.

نتيجة بحث الصور عن النفط

كما قلص تقديراته للخام الأمريكي نايمكس خلال بقية العام الجاري إلى 55 دولاراً من 58 دولاراً للبرميل في السابق.

وأوضح المحللون: "ستكون هناك حاجة لمزيد من التخفيضات في عام 2020 إذا كانت أوبك تهدف لتحقيق التوازن في السوق، ويعتمد ذلك على نمو الطلب العام المقبل".

يُشار إلى أن منطقة الخليج تشهد تصاعداً للتوترات بالفترة الماضية، مع تعرض سفن للتخريب قرب المياه الإقليمية الإماراتية في مايو/أيَّار الماضي، فضلاً عن هجوم على ناقلتي نفط أخريين في خليج عُمان.

 ومؤخراً، وافقت السعودية على استقبال المملكة لقوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها.

وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إلى أن الخطوة تعد "رادعاً إضافياً" في مواجهة التهديدات بمنطقة الخليج.

وعلى إثر تلك التداعيات دعت ميركل،  جميع أطراف النزاعات في منطقة الخلیج والمجتمع الدولي باغتنام جمیع الفرص المتوفرة من أجل إنھاء حالة التصعید التي تضر بدول المنطقة وبإمدادات الطاقة وبالاقتصاد الدولي.

وقال وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات، لـ"مباشر"، إن المستثمرين خلال الفترة الحالية يتجهون إلى الملاذات الآمنة الأكثر قدرة على الصمود أمام تلك التحديات وحالات عدم اليقين العالمي لأكثر من جهة في وقت واحد.

وأكد الطه أن كل تلك العوامل تعد ملامح لخلق عدم اليقين في الأسواق المالية لدى المستثمرين، وتصاعد النظرة الضبابية للاستثمار في الأسهم.

ترشيحات:

في أغسطس.. الأجانب يفضلون البيع على الشراء بالأسهم الإماراتية

بالأرقام.. أكثر الجنسيات بيعاً لأسهم أبوظبي في أغسطس

الحرب التجارية تعيد بورصة أبوظبي للخسائر المليارية بأغسطس

عودة المخاوف العالمية تهبط بسوق دبي 5% في أغسطس