TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

أوبر وليفت يكتبان نهاية عصر الرحلات الرخيصة لنقل الركاب

أوبر وليفت يكتبان نهاية عصر الرحلات الرخيصة لنقل الركاب

من: نهى النحاس

مباشر: مميزات عديدة اتسمت بها تطبيقات نقل الركاب مثل الأمان وسرعة الوصول، ولكن انخفاض الأسعار كان أحد أبرز تلك المميزات والتي قد تكون في طريقها للاختفاء قريباً.

ومنذ أن بدأت شركات "أوبر" و"ليفت" وغيرهم من شركات نقل الركاب في تقديم خدماتها اعتمدت على الخصومات أو الكوبونات حتى يتمكن مستخدمي التطبيق من تحمل تكاليف الرحلة، كما اعتمدت الشركتين على تقديم حوافز للسائقين لجعل الوظيفة أكثر جاذبية.

وكان يتم تمويل تلك المساعدات بكميات هائلة من رأس المال المخاطر، واستمر العمل بتلك الطريقة طالما أن المستثمرين مستعدون لتقديم المزيد من التمويل، ولكن مثل ذلك النظام من المستحيل أن يكون مستدام.

وفي الأسبوع الجاري أعلنت أبرز شركات نقل الركاب -ليفت وأوبر- نتائج أعمالهما الفصلية والتي أظهرت تسجيل خسائر كبيرة لا تتناسب مع حجم وانتشار أعمالهما.

ومع تلك النتائج المخيبة للآمال ليس فقط للقائمين على أعمال تلك الشركة بل ولمالكي أسهمها في البورصة بعد طرحهما للاكتتاب في العام الجاري، يبدو وأن الشركتين اعتزموا تخفيض تسهيلات الأسعار الذي كان يتم منحها مسبقاً للمستخدمين.

ليفت تلمح بشكل صريح لرفع الأسعار

وقال برين روبرتس الرئيس المالي لشركة "ليفت" إنهم متشجعين بشكل معقول لتعزيز أعمالهم وتحسين ظروف السوق.

ويبدو أن هذا ما يحتاج مستثمري "ليفت" أن يسمعوه في الوقت الراهن، فحينما تم طرح أسهمها للاكتتاب في نهاية مارس/آذار الماضي كانت الشركة تسجل خسائر، ولا يوجد مسار واضح لإمكانية تحقيقها للنمو.

ولم يتم تداول أسهم الشركة أعلى سعر الطرح العام البالغ 72 دولار منذ بداية أبريل/نيسان الماضي.

وفي الربع الأول من العام الجاري سجلت الشركة خسائر بقيمة 1.1 مليار دولار نتيجة المنافسة الباهظة والمتعلقة بالطرح الأولي لسهمها، لتحذر الشركة حينها من أن خسائرها المعدلة في العام الجاري قد تتجاوز خسائر العام الماضي التي بلغت 911 مليون دولار.

أما في الربع الثاني من 2019 فخسائر "ليفت" بلغت 644.23 مليون دولار، فيما سجلت خسائر للسهم باستثناء البنود والمواد غير المتكررة عند 0.68 دولار وهو مستوى أقل من التوقعات عند 1.74 دولار للسهم.

وأكد روبرت أن الأسوأ بالنسبة للشركة قد انتهى، فالشركة حققت زيادة بنحو 72 بالمائة في الإيرادات وهو مستوى قياسي عند 867.26 مليون دولار، مقابل توقعات بـ504.91 مليون دولار خلال الربع نفسه من العام الماضي.

ودلل المدير المالي لـ"ليفت" على وجهة النظر تلك بأن الإيرادات للراكب النشط الواحد زادت بنحو 22 بالمائة على أساس سنوي إلى 39.77 دولار.

وعدلت الشركة توقعاتها لإجمالي الأداء المالي في العام الجاري بالرفع، متوقعة أن تسجل خسائر أقل من التي حققتها في العام الماضي.

وقال روبرتس للمستثمرين إن مسار الربحية التي تراه الشركة يتمثل في رفع أسعار الرحلات، "بدأنا تعديل الأسعار في طرق محددة، ومدن محددة، وذلك اعتماداً على مرونة التكاليف والطلب".

وأضاف: "نتوقع أن تسرع تلك التغييرات من مسار الشركة نحو الربحية ونعتقد أن تلك التعديلات في الأسعار تعكس اتجاه الصناعة"، وبمعنى أخر فإن شركة "ليفت" تؤمن بأن زيادة الرسوم على الركاب هو اتجاه يلجأ إليه كل المنافسين في الوقت الراهن.

ولم تمنح "ليفت" مزيداً من التفاصيل بشأن خطتها المستقبلية، حيث أنها لم تفصح عن أي طريقة ستلجأ لها لتنفيذ تلك التعديلات، ومع ذلك فإن المدير المالي أكد أن تلك التعديلات بدأت في نهاية يونيو/حزيران الماضي وأن الشركة حاولت تحديد الطرق والمدن التي سيكون فيها التأثير على الطلب صغير.

وتابع: "ليفت تعمل على تنفيذ المزيد من الرحلات المربحة مثل الرحلات الجوية".

ومن جانبه، قال الرئيس والمؤسس المشارك داخل "ليفت" إن شركته تتماشى مع أهداف المنظمين المتمثلة في زيادة أرباح السائقين وتقليص الازدحام.

وتابع: ومع ذلك لا نعتقد أن القواعد كما هي موجودة اليوم تحقق أفضل ما في هذان الجانبين فهي في الواقع تخلق عواقب سلبية لكل من السائقين والركاب".

وأضاف زيمر: "أي زيادة في الأسعار يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في فرص عمل السائقين بسبب قلة الرحلات، وهذه هي النقطة التي نحاول عبورها."

"أوبر" تصدق على تصريحات "ليفت"

وبعد 24 ساعة فقط من إفصاح شركة "ليفت" عن نتائج أعمالها الفصلية كشفت أوبر عن أدائها المالي في الربع الثاني من العام، حيث سجلت أكبر خسائر فصلية على الإطلاق.

وبلغت خسائر "أوبر" 5.23 مليار دولار أو ما يعادل 4.72 دولار للسهم، في مقابل توقعات بأن تُسجل خسائر للسهم عند 3.12 دولار.

أما على مستوى الإيرادات فشهدت زيادة خلال نفس الفترة بنحو 14 بالمائة عند 3.166 مليار دولار، لكنه مستوى أقل من التوقعات عند 3.36 مليار دولار.

وقال دارا خسروشي الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" إنها و"ليفت" يركزان على تحسين الربحية داخل سوق النقل التشاركي، ولكنه في الوقت نفسه يرى أن موقف الصناعة مستقر حتى الآن.

وجاء في إفصاح "أوبر" المالي أن الإيرادات الفصلية المعدلة تأثرت بنحو 300 مليون دولار مكافأت للسائقين بالإضافة إلى 2.9 مليار دولار مصروفات متعلقة بالطرح العام، وبدون ذلك العامل فإنه كان من الممكن أن تسجل "أوبر" إيرادات أعلى بكثير من التوقعات.

وباستخدام مقياس الربحية لـ"أوبر" للأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب، فأن الخسائر يبدو وأنها تحسنت عن مستويات مقارنة بالربع الأول، ومع ذلك فإن الخسارة التشغيلية الفصلية لـ"أوبر" بلغت حوالي 5.5 مليار دولار وهي الأكبر على الإطلاق.

وعلى الرغم أن نتائج أعمال "أوبر" تتحمل الكثير من المصاريف ذات صلة بالعرض الأولي لها إلا أنها تعكس منافسة شرسة وهو الأمر الذي يشكل الكثير من الإحباط للمستثمرين بشكل خاص بعدما أعلنت الشركة في الربع الأول أن خاصية تقديم أسعار دون مستوى الخدمة قد يتم خفضها.

وبالفعل فإنه بعد إفصاح الشركة عن نتائج أعمالها الفصلية، انخفض سعر السهم في تعاملات اليوم التالي بنحو 7 بالمائة.

ويرى الرئيس التنفيذي لـ"أوبر" أنه يرى وجود تحسن في البيئة التنافسية، وقد تقدم صافي الإيرادات المعدلة إلى الحجوزات دلالات واضحة على كيفية أداء "أوبر"، حيث فقدت الشركة الكثير من الأموال قبل التعديلات المعقدة والمنافسة التي لاتزال شديدة.

وقال خسروشي إن أوبر تنمو الآن بشكل أسرع في المناطق الأكثر ثراء حيث يمكن للمستهلكين تحمل الأسعار الأعلى، مشيراً في الوقت نفسه أنه من المحتمل أن يتراجع في بعض الأحياء "حيث قد يتوقف الطلب في أحياء يوجد بها سكان أكثر فقراً.

كما يرى أن الطريق الأفضل هو الحفاظ على مكانة السائقين المستقلة مع منحهم الحماية مثل تحديد حد أدنى من الأرباح والمزايا".