TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

6 حقائق عن اتهام الولايات المتحدة للصين بالتلاعب في العملة

6 حقائق عن اتهام الولايات المتحدة للصين بالتلاعب في العملة

تحرير: أحمد شوقي

مباشر: بعد عامين ونصف من توليه منصب الرئاسة، حقق الرئس الأمريكي دونالد ترامب أحد تعهداته الرئيسية في حملته باعتبار الصين "متلاعب بالعملة" رسمياً.

وجاء إعلان وزارة الخزانة الأمريكية - وهو أمر غير مألوف من بعض النواحي - بعد ساعات من سماح للصين لليوان بالضعف دون مستوى 7 يوانات لكل دولار وهو مستوى لم يسجله منذ أكثر من عقد.

ويوضح تحليل لوكالة "بلومبرج" كواليس وصف الولايات المتحدة رسمياً الصين بـ"متلاعب بالعملة".

ماذا يعني وصف "متلاعب بالعملة"؟

ربما لا شيء ملموس على الأقل حالياً، ووفقًا لقانون الولايات المتحدة الذي يحدد العقوبات، يمكن استبعاد الصين من عقود المشتريات الحكومية الأمريكية، وتوجيه وزير الخزانة الأمريكي لمطالبة صندوق النقد الدولي بمراقبة أكثر صرامة للسياسات النقدية للصين.

ولكن كل هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا وجدت الولايات المتحدة تقدمًا غير كافٍ بعد عام من هذا الوصف.

وفي  الوقت نفسه، هناك عقوبة واحدة محتملة وهي منع المساعدة من شركة "أوفرسيز برايفت انفيستمنت"، وهي وكالة حكومية أمريكية تساعد مشاريع التنمية – ولكنها ممنوعة بالفعل، حيث فرضها الرئيس جورج بوش في عام 1990 كجزء من حزمة من العقوبات رداً على حملة عام 1989 ضد المتظاهرين في ميدان "تيانانمن".

لماذا هذا الوصف في الوقت الحالي؟

منذ أن وصفت الولايات المتحدة الصين لأول مرة بأنها "متلاعب بالعملة" من عام 1992 حتى عام 1994، اتهم السياسيون الأمريكيون الدولة الآسيوية مرارًا بتخفيض قيمة اليوان مقابل الدولار لمساعدة مصدريها عن طريق جعل منتجاتهم أرخص في الخارج.

لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت ممتنعة عن تكرار هذه الخطوة، مع القلق بشأن التداعيات الدبلوماسية.

والآن ومع توتر العلاقات بين الجانبين بعد أن فرض ترامب تعريفات بقيمة مليارات الدولارات على الواردات من الصين، فإن وصف بكين بأنها "متلاعب بالعملة" أصبح أقل خطورة.

ما هو الأمر غير الطبيعي في هذه الخطوة؟

يبدو أن وزارة الخزانة الأمريكية أغفلت بعض معاييرها (التي تم تبنيها في عهد الرئيس باراك أوباما وتم تحديثها تحت قيادة ترامب في مايو/آيار الماضي) بالإضافة إلى جعل الإعلان خارج السياق.

وأخفقت الصين في تلبية شرطين من الشروط الأربعة التي حددتها الخزانة الأمريكية في آخر تقرير نصف سنوي للعملة في مايو/آيار الماضي.

وفشلت الصين في تحقيق شرط فائض الحساب الجاري بنحو 2 بالمائة أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك في وصول  قيمة المشتريات الصينية من العملة خلال ستة أشهر من الاثني عشر شهرًا 2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي

واتخذت وزارة الخزانة الخطوة غير العادية المتمثلة في اتخاذ القرار قبل صدور التقرير التالي، وفي غضون ساعات من تجاوز الدولار لحاجز 7يوانات.

هل الصين متلاعب بالعملة فعلياً؟

هذا يعتمد على من يُطرح عليه السؤال، لا يتحرك اليوان بحرية ولكن تتم إدارته باستخدام نظام معتم إلى حد ما حيث يحدد البنك المركزي السعر المرجعي اليومي.

في حين أن منافسي الصين بما في ذلك دول أخرى غير الولايات المتحدة، ظلوا يشكون منذ فترة طويلة من أن اليوان المنخفض القيمة عن عمد يمنح المصدرين الصينيين ميزة غير عادلة، فقد شهد العقد الماضي اتخاذ الصين خطوات للسماح لتقلب قيمة اليوان مقابل الدولار الأمريكي.

وأصبحت العملة الصينية واحدة من عملات الاحتياطي الخمسة المحددة لصندوق النقد الدولي في عام 2016، وهذا انعكاس على أن الصين بدأت في ممارسة "اللعبة الاقتصادية وفق القواعد"، على حد تعبير رئيس صندوق النقد الدولي المنتهية ولايتها كريستين لاجارد، حتى أن الولايات المتحدة توقفت عن وصف العملة بأنها "أقل من قيمتها الحقيقية" في عام 2016.

ويقول المسؤولون الصينيون إنهم يفضلون عملة مستقرة، فيما يقول خبراء الاقتصاد إن بعض الضعف في قيمة اليوان له ما يبرره مع تباطؤ الاقتصاد.

ومن جانبه قال البنك المركزي الصيني، الذي يرفض ادعاء التلاعب بالعملة، إن السوق حدد انخفاض قيمة اليوان في الآونة الأخيرة وأن تحرك الولايات المتحدة لتسمية "متلاعب العملة" سوف يسبب اضطرابات مالية عالمية.

ماذا حدث منذ بدء الحرب التجارية؟

تعرض اليوان لانخفاض لفترة طويلة مع الحرب التجارية عقب ارتفاعه في يونيو/حزيران 2018، ومع ذلك، في شهر أغسطس/آب من ذلك العام، جعل بنك الشعب الصيني مراهنات اليوان أكثر تكلفة للتجار المحليين، وهي خطوة مفاجئة قال محللون إنها أظهرت أن الهبوط تجاوز المسموح به بالنسبة للبنك المركزي.

في حين ارتفع اليوان بعد أن دعا ترامب إلى هدنة بشأن التعريفات الجمركية الجديدة، لكنه بدأ يضعف مرة أخرى بعد انهيار المحادثات في مايو/آيار الماضي.

وأرجع المحللون ذلك إلى تدهور معنويات الأسواق، حيث توقعت الصين أبطأ نمو في الناتج المحلي الإجمالي خلال عقود، واستمرت تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية.

وعندما حدد بنك الشعب الصيني في يوم 5 أغسطس/آب الجاري السعر المرجعي اليومي عند مستوى أضعف مما توقعه المحللون، ما ساعد على هبوط اليوان إلى ما دون مستوى 7 يوانات لكل دولار، كان يُنظر إليه على أنه إشارة إلى أن بكين كانت مطمئة للسماح بخفض قيمة العملة.

هل ضعف اليوان هو كل الأخبار السارة للصين؟

ومن شأن ضعف اليوان أن يخفف أثر الرسوم  الأمريكية المفروضة على الصين من خلال جعل السلع الصينية أكثر تنافسية مقارنة بالدولار، ولكن هذا يأتي مع تكلفة على الصين.

والعملة الأضعف تخلق حوافز للعائلات والشركات لنقل أموالهم إلى خارج البلاد وإلى عملات أقوى، وهذا من شأنه أن يجبر الحكومة الصينية على السحب من احتياطياتها - أكبر احتياطي في العالم بأكثر من 3 تريليونات دولار - لشراء اليوان ودعم قيمته.

وفي عام 2015، أدى التخفيض المفاجئ في قيمة العملة إلى إثارة الأسواق العالمية وتسبب في تدفقات رأس المال إلى الخارج، وتسبب ذلك في إنفاق حوالي تريليون دولار من الاحتياطيات لوقف هذا النزوح.

كما أنه من الممكن أن يؤدي اليوان الضعيف أيضًا إلى تسارع التضخم، حيث تصبح الواردات أعلى تكلفة.