TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

كيف تستثمر وتربح في مرحلة الركود الاقتصادي القادم؟

كيف تستثمر وتربح في مرحلة الركود الاقتصادي القادم؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: منذ انتهاء فترة الكساد العظيم في يونيو/ حزيران 2009؛ فإن المستثمرين تعاملوا مع مجموعة من التوقعات تحذر من أن هناك ركوداً اقتصادياً آخر يلوح في الأفق.

وكما رأينا، لم تثبت هذه التكهنات صحتها، كما لم يولِ المستثمرين الأذكياء اهتماماً كبيراً حيال تلك التوقعات التي كانت ذاتية وذات قيمة ضئيلة، بحسب رؤية تحليلية نشرتها وكالة بلومبيرج الأمريكية.

وهنا يأتي دور "كامبل هارفي"، فهو أستاذ المالية في كلية فوكوا لإدارة الأعمال بجامعة ديوك، وباحث مشارك في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، الذي يوفر من بين أشياء أخرى التواريخ الرسمية لبداية ونهاية فترات التوسع والانكماش الاقتصادي.

والأهم من ذلك كله هو أنه يحتفظ بواحد من أكثر النماذج دقة لتحليل إمكانية حدوث انكماش اقتصادي في المستقبل.

وهارفي ليس من المحللين المتخصصين في إطلاق التحذيرات، بل على النقيض فهو باحث حكيم.

وفي مناقشة حديثة على موقع يوتيوب حول إشارات التحذير من الركود الاقتصادي الوشيك، استشهد بـ4 إشارات.

وتتمثل إحدى هذه الإشارات في مسح النظرة المستقبلية للمديرين الماليين للشركات العالمية التابع لجامعة ديوك، الذي توصل أن أكثر من ثلثي المديرين الماليين للشركات يتوقعون أن يحدث الركود الاقتصادي بحلول نهاية عام 2020.

أما العامل الثاني فهو الحمائية التجارية المضرة بالنمو الاقتصادي والمتمثلة في التعريفات وتوترات الحرب التجارية المتنامية.

في حين أن الإشارة الثالثة تكمن في تقلبات السوق التي يلاحظ هارفي في كثير من الأحيان أنها تعطي إشارات خاطئة لكنها كانت في اتجاه صاعد بشكل عام خلال الأشهر القليلة الماضية.

وبالنسبة للإشارة الأخيرة والأكثر أهمية فهي منحنى العائد أو عوائد السندات المخططة اعتماداً على تواريخ الاستحقاق.

وينصب تركيزه على عوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل خمس سنوات، الذي يمنح حالياً عائد أقل من تلك الذي توفره أذون الخزانة لآجل ثلاثة أشهر.

ووفقاً لبحث هارفي، فعندما يستمر هذا الانعكاس -معدل الفائدة على الديون قصيرة الآجل أعلى من الفائدة التي توفرها طويلة الآجل- لمدة فصل كامل أو 90 يوماً؛ فإن الركود الاقتصادي سيحدث في غضون فترة تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً.

وحدث الانعكاس في منحنى العائد يوم 7 مارس/آذار الماضي وفي أوائل الشهر الماضي كسرنا حاجز الـ90 يوماً.

وهكذا فإن الشروط الأربعة التي تشير للركود الاقتصادي في المستقبل بحسب نموذج هارفي قد تم تحقيقها.

وبما أن هناك توافقاً حول أن حدوث ركود اقتصادي آخر أمر حتمي، فيشير الكاتب إلى أن الوقت قد حان للتخطيط لهذه المرحلة.

وربما تساعد تلك النقاط الأربعة التالية على المرور من هذه المرحلة دون ضرر نسبياً:

النقطة الأولى.. قم بتنظيف محفظتك الاستثمارية: نحن جميعاً نواصل حيازاتنا لبعض الأسهم لأسباب تبدو سخيفة، مثل توصية بشأن الأسهم من شخص قريب أو عروض الطرح العام الأولي التي لم تنجح.

بِع كل هذا.. مع اقتراب الأسواق من مستوياتها القياسية تعتبر هذه أفضل فرصة لتقليص خسائرك إلى الحد الأدنى.

تذكر أن الشركات الأضعف ستؤدي بشكل أسوأ بكثير من الشركات المتوسطة في فترات الركود الاقتصادي.

وإذا كنت تملك أي سندات خردة (السندات ذات الدرجة غير الاستثمارية) قم ببيعها كذلك.

النقطة الثانية.. سدد ديونك: اليوم أسواق الأسهم قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق كما أن معدلات البطالة قرب أدنى مستوى في نحو 50 عاماً فيما أن الأجور آخذة في الزيادة.

وربما قد لا يكون من السهل خفض الالتزامات المستحقة لفترة من الوقت، لكن امنح نفسك مساحة صغيرة للمناورة وربما احتفظ ببعض الأموال في صندوق الطوارئ الخاص بك.

النقطة الثالثة.. كن مستعداً للشراء عندما تنخفض أسعار الأسهم: عادةً ما تتراجع الأسواق في فترات الركود الاقتصادي.

استخدم الكاش الذي جمعته من بيع الأصول المهملة التي بحوذتك وقم بتطوير خطة عمل بينما لا يزال الوضع هادئاً وموضوعياً.

كما يجب أن يكون لديك الثقة للتصرف عندما يحين الوقت.

ويمكن أن يكون الوضع بسيطاً كذلك، فعلى سبيل المثال، خطط لتوزيع أموالك في شرائح: قم بشراء شهادات استثمارية في صندوق لمؤشر الأسهم الأمريكية عندما تنخفض الأسواق بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25 بالمائة، إضافة لصندوق لمؤشر عالمي متطور عندما تهبط الأسواق بنحو 30 بالمائة.

وإذا كنا محظوظين بما يكفي للاستمتاع بانخفاض يتراوح بين 35 إلى 40 بالمائة (على افتراض أنك مستعد لهذه اللحظة)، اشتر في صندوق للاستثمار في أسهم الأسواق الناشئة.

والأمر الهام هو وضع هذه الخطة الآن، عليك بتحديد بعض التنبيهات وأن تكون مستعداً لاستخدام الكاش عندما يتم الوصول إلى المستويات المحددة مسبقاً.

ويمكن أن تبدو (وتشعر) بالحماقة لبضعة أشهر لكنك ستبدو عبقرياً بعد عدة سنوات.

النقطة الرابعة.. التحقق وتحسين تصنيفك الائتماني: يقول الكاتب إنه وجد خطئاً في التصنيف الائتماني الخاص به قبل بعض الوقت وهو الأمر الذي استغرق عامين من العمل الشاق للتخلص منه.

ويسمح تحسين درجة الائتمان الخاصة بك بالاقتراض مقابل معدل فائدة أقل.

ويساعد هذا إذا كنت ترغب في إعادة التمويل عندما تنخفض معدلات الرهن العقاري، التي تحدث عادةً خلال فترات الركود الاقتصادي أو تستفيد من انخفاض الأسعار لشراء منزل.

ولكن حتى إذا كنا محظوظين بما يكفي بعدم وجود ركود آخر أبداً؛ فإن جميع الخطوات سالفة الذكر ستساعدك في تحسين مركزك المالي وتجعلك مستثمراً أفضل.