من: إيناس بهجت
دبي – مباشر: توقع محللون حدوث تذبذب في الأسواق الخليجية خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة إثارة مخاوف المستثمرين بشأن تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة مع إيران.
ومع نهاية الأسبوع الماضي، سجلت أغلب بورصات الخليج تراجعاً، فيما عدا الأسواق الإماراتية التي سجلت ارتفاعات تاريخية اليوم مدفوعة ببعض محفزات خاصة بالسوق الإماراتي على غير العادة من بورصات الخليج.
ووسط نتائج مالية إماراتية مبشرة بالآمال، قال رائد دياب نائب الرئيس بقسم بحوث الاستثمار في شركة كامكو، لـ"مباشر"، إن القطاع المصرفي هو على رأس النتائج الإيجابية خلال النصف الأول؛ بفضل توقعات انخفاض الفائدة لما لها من أثر كبير على معنويات المستثمرين.
أكد رائد دياب أن خفض الفائدة المحتمل سيحرك الأسواق خلال النصف الثاني من عام 2019، ويجعل المستثمرين يوجهون أنظارهم نحو النتائج الفصلية للشركات.
في حين نوه إبراهيم الفيلكاوي، المحلل بأسواق المال العربية والعالمية في تصريحات خاصة لـ"مباشر"، بأن بورصة البحرين تبدأ عملية جني الأرباح بعد أن تخطت أعلى مستوى له وهي مستويات عام 2015 وعام 2014 عند مستوى 1500 نقطة.
وأوضح الفيلكاوي، أن جميع المؤشرات متضخمة جداً وتوحي بعملية جني أرباح كبيرة، خصوصاً أن يتوافق جني الأرباح مع شهر الركود وبداية الإجازة الصيفية.
تصاعد التوترات
وتزامناً مع ذلك تتصاعد التوترات في المنطقة وسط توقعات بانعكاسات سلبية على بورصات الخليج؛ إذ كشفت تقارير إعلامية عن احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وسط مزاعم بأنها انتهكت اللوائح البحرية الدولية.
وأكدت الشركتان المالكتان لهذه السفينة فقد الاتصال بناقلة النفط البريطانية التي تحمل على متنها 23 بحاراً.
كما أعلنت الشركة السويدية المالكة لناقلة النفط البريطانية "ستينا امبيرو Stena Imperio " التي احتجزتها إيران مساء الجمعة، أن الناقلة كانت في المياه الدولية ولم تدخل المياه الإقليمية الإيرانية.
وقال إريك هانيل، الرئيس التنفيذي لشركة Stena Bulk المالكة للناقلة خلال تصريحات صحفية مؤخراً، إنه من الواضح أنه سيكون للواقعة تأثير على الوضع المتوتر في المنطقة، لكن في هذه الحالة، لا يكمن إلا أن نركز على إخراج السفينة في أسرع وقت ممكن.
وفي سياق آخر، نفت طهران تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تدمير سفينة أمريكية لطائرة "درون" إيرانية بمضيق هرمز.
تداعيات مقلقة
وعلى إثر تلك التداعيات الخطيرة، وافقت السعودية على استقبال المملكة لقوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها.
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إلى أن الخطوة تعد "رادعاً إضافياً" في مواجهة التهديدات بمنطقة الخليج.
وأكدت المستشارة الألمانیة، أنجیلا میركيل، قلق حكومتها من التوترات التي تشھدھا منطقة الخلیج العربي.
ودعت ميركيل، جميع أطراف النزاعات في منطقة الخلیج والمجتمع الدولي باغتنام جمیع الفرص المتوفرة من أجل إنھاء حالة التصعید التي تضر بدول المنطقة وبإمدادات الطاقة وبالاقتصاد الدولي.
وعلق المدير التنفيذي لشركة نمازون للأبحاث والمحلل الفني، أنه التصعيد في الخليج ينبئ بقرب وقت الصدام بالمنطقة.
وتوقع إياد عارف، أن تكون لتلك الخطوة تأثيرات سلبية على أسواق المال الخليجية.
يُشار، إلى أن منطقة الخليج تشهد تصاعداً للتوترات بالفترة الماضية، مع تعرض 4 سفن للتخريب قرب المياه الإقليمية الإماراتية في مايو/أيَّار الماضي، فضلاً عن هجوم على ناقلتي نفط أخريين في خليج عُمان.
وذكر تقرير حديث أن الأسطول الخامس الأمريكي أعلن عن عملية بحث جارية في بحر العرب بعد سقوط بحار من فوق حاملة الطائرات أبراهام لينكون.
وارتفعت أسعار النفط عند تسوية جلسة نهاية الأسبوع الماضي، بعد هذه الأنباء التي أدت إلى تزايد التوترات الجيوسياسية، لكنها لم تكن كفيلة أن تحد من الخسائر الأسبوعية القوية للخام الأمريكي التي بلغت 7.6 بالمائة.
على صعيد آخر من التطورات بشأن الحرب التجارية، ذكرت "صحيفة وول ستريت جورنال" أن التقدم في اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين قد تعطل بسبب القيود المفروضة على هواوي.
وفي حينها صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أمامها طريق طويل للتوصل لصفقة تجارية مع الصين على غير المتوقع مسبقاً.
من جانبها، لفتت منى مصطفى، المحللة الفنية عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إلى أن من العوامل المؤثرة على نفسيات المستثمرين توالي إعلان الشركات المدرجة بالأسواق عن نتائجها.
وأكدت المحللة الفنية أن وسط ذلك تأتي المخاوف الإقليمية التي قد تعصف بالتعاملات المالية للأسواق المالية خلال الأسبوع ما يدفع مؤشرات بورصات الخليج للتذبذب الأسبوع المقبل.
ترشيحات:
الولايات المتحدة: قواتنا ومواردنا بالسعودية بالتنسيق وبدعوة من المملكة
السعودية توافق على استقبال قوات أمريكية لتعزيز أمن المنطقة
