TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بعد "ليبرا".. البنوك المركزية تدرس إصدار عملات رقمية قريباً

بعد "ليبرا".. البنوك المركزية تدرس إصدار عملات رقمية قريباً

من: عبد الرحمن ممدوح

مباشر: أثار إعلان فيسبوك نيتها إطلاق عملة إلكترونية جديدة "ليبرا" الدعوات لقيام البنوك المركزية حول العالم بتبني عملات رقمية.

وأعلنت عملاق التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي عزمها إطلاق عملة "ليبرا" التي حازت على دعم شركات عملاقة.

ويرى بنك التسويات الدولية أن إصدار البنوك المركزية عملاتها الرقمية بات أقرب من المتوقع، ويبدو أن السبب هو دخول فيسبوك هذا المجال.

وأوضح أوجستن كارستنس، المدير العام للبنك، والذي يُعد بنك البنوك المركزية، في تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" أن المؤسسة تدعم جهود بنوك مركزية لإصدار نسخ إلكترونية من عملاتها المحلية، وأن وجود سوق لها ربما يكون أقرب من التوقعات، مضيفاً: "نحن بحاجة لأن نكون قادرين على توفير عملات رقمية للبنوك المركزية".

وسيكون إصدار البنوك المركزية عملاتها الرقمية بمثابة تسهيلاً للعامة للوصول إلى أموالها، في حين أن حالياً يقتصر الاقتراض مباشرة من البنك المركزي على المصارف التجارية فحسب.

وستختلف العملات الإلكترونية للبنوك المركزية عن الأصول المشفرة، مثل بيتكوين وإثيريوم؛ إذ ستخضع  الأولى لضوابط وقوانين ورقابة البنوك المركزية، كما أنها لن تتعرض للتقلبات والمضاربات السوقية.

واعترض مسؤولو بنوك مركزية وبينهم كارستنس، من قبل على العملات المشفرة مثل بيتكوين وإثيريوم، لتقلب قيمتها مقارنة بالعملات الواسع انتشارها مثل الدولار الأمريكي واليورو، ولشيوع استخدامها كوسيلة للمضاربة، كما أنها لا يمكن وصفها نقود بالمعنى المُتداول.

لكن عملة "ليبرا" التي أعلنت عنها "فيسبوك" ستكون قيمتها مرتبطة بسلة أصول لم تُحدد بعد، وهي مصممة بحيث تحافظ على استقرار قيمتها، كما أن توسع "فيسبوك" العالمي الضخم سيحافظ على زخمها.

و"فيسبوك" ليست الشركة الوحيدة التي تحاول غزو الخدمات المالية، فقد أوضح بنك التسويات في تقريره السنوي الجديد أن شركات تكنولوجية أخرى، مثل "علي بابا" و"أمازون" و"جوجل" و"تنسنت" بدأت تنظر في مسألة دخول مجال الخدمات المالية، مثل المدفوعات وإدارة الأموال والتأمين والإقراض.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن العملات المدعومة من الشركات التكنولوجية قد ترتقي إلى مركز مهيمن بسرعة على صعيد التمويل العالمي، وربما تمثل خطراً للتنافسية والاستقرار والرفاهية الاجتماعية.

وذكر كارستنس أن المشكلة تكمن في كيفية استخدام العملة، وما إذا كانت هناك إمكانية لاكتشاف معلومات أو بيانات، معرباً عن مخاوفه من طرق حماية الخصوصية.

ويعتقد كارستنس بأن وضع ضوابط قانونية للعملة، مثل قواعد مكافحة غسل الأموال، ربما تكون بداية.

وقال: "هناك حاجة لظهور أدلة على وجود طلب على عملات رقمية تصدرها البنوك المركزية، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هناك طلب".

رفض رسمي لـ"ليبرا"

ولاقى إعلان فيسبوك نيتها إصدار عملة إلكترونية تحت اسم "ليبرا" ردود أفعال متباينة حول العالم، وإن كانت المخاوف حيال هذه الخطوة هي السمة البارزة.

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عبر تغريدات على حسابه الشخصي بموقع تويتر يصف مثل هذه العملات بأن قيمتها تخضع لتقلبات شديدة، لافتاً إلى أن "الأصول الرقمية غير الخاضعة لنظام" بإمكانها تسهيل تصرفات غير قانونية، بما في ذلك تجارة المخدرات وأنشطة غير قانونية أخرى.

ويرى ترامب أنه حال أرادت "فيسبوك" وشركات أخرى أن تصبح بمثابة بنك، فهي بحاجة لميثاق مصرفي وأن تخضع لكل الضوابط المصرفية مثل البنوك المحلية والدولية.

كما أبدى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول 4 مخاوف بشأن عملة فيسبوك الجديدة، في حين أكد وزير الخزانة الأمريكية أن "ليبرا" تحتاج ضمانات ضد غسل الأموال.

كما صرح مسؤول لدى وزارة المالية الفرنسية أن بلاده لن تسمح لمجموعة من الشركات الخاصة بتدشين ما قد يرقى لعملة وطنية، أو أن تمنح نفسها سمات دولة أو سياسة نقدية ذات سيادة.

إصدار العملات في الحسبان

وتعمل بنوك مركزية عالمية بالفعل، بينها المركزي السويدي، على إصدار نسخها الخاصة من العملات الرقمية، كما طالب صندوق النقد الدولي العام الماضي بضرورة التحرك نحو إصدار عملات رقمية وبحثه "بصورة جادة ودقيقة وإبداعية".

وأوضح تقرير نشرته وحدة الأبحاث التابعة لوكالة "بلومبرج" أكتوبر الماضي إلى أن البنوك المركزية بإمكانها الإجهاز على قيمة العملات المشفرة، مثل بيتكوين، وغيرها من العملات الأخرى حال إصدارها عملاتها الخاصة، إذ ستكون الأخيرة أكثر ضماناً عكس الأخرى التي تعرضت مكاتب صرافتها إلى هجمات الكترونية تسببت في تكبد أصحابها مليارات الدولارات.

ويرى محللون أن العملات الإلكترونية الخاصة بالمصارف المركزية من شأنها إنهاء الاهتمام بالعملات المشفرة مثل البيتكوين وغيرها، مع تحقيق الشمول المالي.

وجاء في تقرير منفصل أصدره بنك التسويات مطلع العام الجاري ردود 63 بنكاً مركزياً على مسألة إصدار عملات رقمية.

وبحسب التقرير، يدرس بنكان مركزيان ضمن الأسواق الناشئة إصدار عملات رقمية لأغراض عامة على المدى القريب، فيما افاد بنك مركزي آخر أنه ربما يصدر عملة رقمية على المدى المتوسط.

وخَلُصّ إلى وجود دوافع متنوعة تحرك عدداً متزايداً من البنوك المركزية لإجراء بحوث تصورية حول مسألة عملات البنوك المركزية الرقمية، ولكن عدد قليل منها لديه نوايا قوية لإصدار تلك العملات خلال العِقد القادم.

وفرّق التقرير بين أغراض إصدار العملات الرقمية، سواء لأغراض عامة أو لأغراض البيع بالجملة، فبالنسبة للأغراض العامة فستكون متاحة للجمهور من أجل معاملات البيع بالتجزئة، فيما سيكون هدف الأخرى هو تسويات تجارية للبيع بالجملة.

واستبعدت نسبة 85% من البنوك التي شملها التقرير، على حد ما أو إلى حد كبير، إصدار أي نوع من العملات الرقمية، كما استبعدت كل البنوك المركزية إصدار عملات لأغراض البيع بالجملة على المدى القريب.

 

وأعلن المركزي السويدي من قبل عن مشروع الكرونا الالكترونية e-Krona، وأشار إلى تراجع اللجوء للنقد في المعاملات في بلاده، وأنه يحاول أن يظل مؤثراً في سوق الدفع عن طريق عملته الالكترونية.

ونجحت خمسة بنوك مركزية، بحسب التقرير، في تدشين مشاريع تجريبية، كمركزي أوروجواي في 2017 الذي دشن برنامجاً لإصدار بيزو الكتروني e-Peso، كما أعلن المركزي الأوكراني سبتمبر الماضي اعتزامه إصدار عملة محلية رقمية.