TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

رغم خفض الفائدة المرتقب..الدولار لايزال الخيار الأقوى في سوق العملات

رغم خفض الفائدة المرتقب..الدولار لايزال الخيار الأقوى في سوق العملات

تحرير: نهى النحاس

مباشر: طوال أكثر من عام تقريباً توقع المستثمرون والاستراتيجيون على السواء أن يبلغ الدولار الأمريكي قمة ارتفاعاته ليتحول للهبوط بعد ذلك.

وزادت تلك التوقعات منذ أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استعداده لخفض معدل الفائدة في الفترة المقبلة، وسط توقعات بخفضها الشهر الجاري، بحسب مقال نشرته صحيفة "فاينشال تايمز".

ولكن في الوقت الذي تبدو فيه صورة النمو العالمي أكثر ضعفاً من الاقتصاد الأمريكي، فإنه يصبح من السابق لأوانه الاعتقاد أن عهد ارتفاع الدولار قد انتهى.

تحول واضح في سياسات الفيدرالي

وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي انضم جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مسؤولي البنك الأخريين في الإشارة إلى أسباب تدعو لسياسة نقدية تيسيرية.

وبعد أن تعهد باول بالتصرف عند الحاجة لدعم الاقتصاد الأمريكي والإبقاء على النمو في مواجهة تباطؤ النمو العالمي والحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات أدنى مستوى 2 بالمائة كما هبط الدولار.

ومنذ ذلك الحين واصل الدولار تراجعه أمام أقرانه والعملات داخل الأسواق الناشئة، ما شجع المتشائمين حيال الدولار للاعتقاد بأن وقت تحقيقهم للمكاسب قد حان.

وبالنسبة لهؤلاء المستثمرون فإن المنطق وراء تراجع الدولار الأمريكي من لهجة الفيدرالي المتشائمة واضح، حيث أن السبب الرئيسي لقوة العملة الأمريكية في 2018 هو أن الاحتياطي الفيدرالي رفع معدل الفائدة في الوقت الذي تم الإبقاء عليها أو خفضها داخل المركزي الأوروبي والياباني وغيرها من البنوك المركزية الأخرى في الأسواق المتقدمة.

وإذا بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة فإن التفكير سيتجه حينها إلى أن الفجوة بين معدل الفائدة في الولايات المتحدة وباقي العالم ستبدأ في التراجع.

ومع حقيقة أن معدل الفائدة الأمريكية عند 2.5 بالمائة فإن الفيدرالي لديه مساحة كبيرة لخفض الفائدة بأكثر من أقرانه التي تبلغ معدل الفائدة لديهم مستوى صفر أو أدنى.

مستقبل الدولار

ولكن وكما يقول "كليفن تيسه" محلل العملات في سيتي جروب: "الاحتياطي الفيدرالي ليس هو من ينهي دورة الدولار".

وبينما يميل الدولار إلى الضعف مع وبعد تحرك الاحتياطي الفيدرالي لخفض معدل الفائدة مباشرة، فإن أبحاث "كليفن" تشير إلى أنه غالباً ما يستعيد قوته مجدداً في خلال الأشهر التالية.

كما أن العديد من وجهات النظر ترى أن الدورة المقبلة لخفض معدل الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي ليست بداية دورة تيسير مستدامة، إنما بداية حفنة من الإجراءات الوقائية التي يطلق عليها "تخفيض تأميني" تسعى لتفادي حدوث مزيد من التباطؤ الاقتصادي.

ويعتقد ديباك بوري كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة إدارة الثروات في "دويتشه بنك" أننا سنرى أول تخفيض من أصل 3 عمليات خفض مماثلة في يوليو/تموز ولكن بحلول مارس/آذار 2020 سيكون الاحتياطي الفيدرالي انتهى من تلك التخفيضات.

ومع ذلك يعتقد محلل "دويتشه بنك" أن الدولار في مركز قوى مقارنة بباقي عملات دول مجموعة الـ10، حتى في حال تراجعه على المدى القصير.

كما أن النقطة الأخرى التي تعيق حدوث اتجاه هبوطي ممتد للدولار هي أنه رغم حقيقة أن نمو الاقتصاد الأمريكي يتباطأ فإنه لايزال أفضل من باقي الاقتصادات.

ويشير زاك باندل رئيس استراتيجية النقد الأجنبي العالمية لدى "جولدمان ساكس" إلى أن تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة في سياق النظرة الاقتصادية العالمية السلبية لن تتسبب في انخفاض حاد في قيمة الدولار.

وبعد تسجيل الاقتصاد الأمريكي نمواً 3.1 بالمائة في الربع الأول من العام الجاري، فإن توقعات نمو الناتج الإجمالي المحلي في الربع الثاني تشير إلى أنه سيسجل 1.5 بالمائة، بحسب توقعات الاحتياطي الفيدرالي في "أتلانتا".

وبالرغم من ضعف البيانات الأخيرة لثقة المستهلك والصناعات التحويلية فإن المؤشرات الأخرى مثل البطالة ومبيعات التجزئة لاتزال قوية.

وعلى الجانب الآخر، فإن الاقتصاد الأوروبي يعاني مع تراجع الإنتاج الصناعي والتوظيف، ومنذ أسابيع قليلة ماضية خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو بالنسبة للصين بفعل تراكم المخاطر من النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.

وحتى يتحقق تخفيف ملحوظ لحدة التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين فإن طريق انخفاض الدولار ليس واضحاً بعد.

وكل ذلك يثير سؤال في غاية الأهمية بالنسبة لمحلل "جولدمان ساكس" "إذا لم تشتري الدولار، فما الذي تشتريه؟".

وسجلت عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك مكاسب أمام الدولار منذ تحول الفيدرالي لسياسة أكثر تيسيرية، ولكن بالنظر إلى مدى ارتباط مصير الفرنك السويسري بالاقتصاد الأوروبي فقد يكون من الصعب الحصول على مزيد من الارتفاع.

أما ساشين غوبتا الذي يرأس مكتب إدارة المحافظ العالمية المحلل لدى شركة "بيمكو" فيقول إن الين يظهر كفائز واضح نتيجة لأنه رخيص للغاية مقارنة بأقرانه من باقي العملات.

وأضاف غوبتا: "هناك أيضًا مبررات لصعود عملات الأسواق الناشئة مثل البيزو المكسيكي والروبل الروسي، وذلك على النقيض من عملتي الوون الكوري الجنوبي أو الدولار التايواني والتي تتعرض أكثر للتصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ولكن إلى أن تشرق صورة النمو الاقتصادي العالمي بشكل كبير أو يبدو الاقتصاد الأمريكي متجهاً نحو الركود، فإن الدولار يثبت أنه الخيار الأقوى.