TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"بلاك روك" تشرح: ما الذي سيحرك أسواق الأسهم الأمريكية؟

"بلاك روك" تشرح: ما الذي سيحرك أسواق الأسهم الأمريكية؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: لا تعتبر أسواق الأسهم الأمريكية باهظة الثمن كما أنها ليست رخيصة للغاية، لكن ما هو المحرك القادم لتلك الأسواق؟

يوضح "روس كوستريش" مدير محفظة المخصصات العالمية في أكبر شركة لإدارة الأصول بالعالم عبر رؤية نشرتها مدونة "بلاك روك" لمحة حول ما قد يكون هو المحرك القادم للأسواق المالية في الولايات المتحدة.

كانت أسواق الأسهم الأمريكية أكثر تراجعاً في الفترة الأخيرة، ففي حين أن السبب كان تدهوراً مفاجئاً (ربما انهيار؟) في المحادثات التجارية مع الصين، فإن العديد من المستثمرين كانوا يشعرون بالتوتر حتى قبل أحدث مجموعة من التغريدات.

كما كان البعض متشككاً لسبب مفهوم بشأن الارتفاع الذي دفع مؤشرات الأسهم الأمريكية لتحقيق مكاسب بنحو 25 بالمائة في أربعة أشهر.

وتفاقمت هذه الشكوك أكثر بفعل حقيقة أن الارتفاع كان مدفوعاً بشكل تام بارتفاع تقييم الأسهم (مضاعف الربحية) أي دفع المزيد مقابل كل دولار من الأرباح.

وبالنظر إلى هذه الديناميكية، وبغض النظر عن أي مخاطر تجارية، هل أصبحت الأسهم باهظة التكلفة؟ من المثير للدهشة أن الإجابة هي "ليس بالضرورة".

ويتداول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الوقت الحالي تقريباً عند 17 مرة من أرباح العام المقبل (بحسب قياسه وفقاً لمعدل السعر إلى الأرباح) وأقل قليلاً من 19 مرة من الأرباح السابقة.

ويعتبر تقييم اليوم مرتفعاً لكنه ليس مبالغاً فيه.

ويعد معدل السعر إلى الأرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أعلى بقليل من متوسط ما بعد الأزمة وأعلى بشكل متواضع عن المتوسط على المدى الطويل.

ورغم ذلك، فإن تقييم اليوم يقل 20 بالمائة تقريباً عن قمة يناير/كانون الثاني 2018 وأقل بنحو 35 بالمائة عن الذروة المسجلة في عام 1999.

التقييمات مقارنة بظروف السوق

والأهم من ذلك، ما هو وضع تقييمات الأسهم اليوم مقارنة بظروف السوق؟ مع حقيقة أن التقييم مشروط بالبيئة والظروف المحيطة.

وربما يكون المستثمرون أكثر أو أقل استعداداً للدفع مقابل الأسهم اعتماداً على الظروف المالية وتوقعات النمو الاقتصادي والتضخم.

وبالنظر إلى ستة نماذج مختلفة والتي تفسر في المتوسط نحو 40 بالمائة من التباين في مضاعفات الربحية، فإن التقييمات الحالية تبدو صحيحة.

وبالتعمق أكثر قليلاً في التفاصيل، فإن الأسهم تبدو مكلفة أكثر بناءً على مستوى النمو الاقتصادي مقارنة بالتوقعات، مثل مؤشرات المفاجأة الاقتصادية.

وفي العموم، فإن الحد الذي تتبع فيه البيانات الاقتصادية الأمريكية التوقعات، يمكن توقع أن تتداول الأسهم نحو 10 بالمئة أرخص مما هي عليه في الوقت الحالي.

وعلى العكس، فإنه مقارنة بثقة المستهلك والذي يعتبر أحد أفضل العوامل المتزامنة في نظام ما بعد الأزمة، تبدو تقييمات الأسهم أرخص بنحو 10 بالمئة.

وتشير معظم المقاييس الأخرى، والتي تُعد في الأساس إصدارات مختلفة من الظروف المالية، إلى أن معدل السعر إلى الأرباح على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تقع تقريباً عند الحد المتوقع تماماً.

ما الذي يمكن أن يغير التوقعات؟

من الواضح أن التغيير في الظروف بغض النظر عن التأثير على الأرباح، قد يشير إلى بعض التعديلات في مضاعفات الأسهم.

ويمكن أن يتمثل السيناريو الأسوأ في تباطؤ النمو الاقتصادي وبعض التشديد في الظروف المالية.

ومن شأن قفزة مفاجئة في الدولار أن تشكل كذلك خطراً يجب مراقبته.

كما أن هناك احتمالاً واقعياً للغاية آخر: نزاع تجاري طويل الأمد وخاصةً إذا تسببت التعريفات في حدوث صدمة مستمرة في التضخم.

ومن شأن هذا الأمر أن يمنع كل من النمو الاقتصادي والنطاق المتاح أمام الاحتياطي الفيدرالي لتعديل الظروف النقدية.

وعلى الجانب الآخر، فإن السيناريو الأكثر حكمة قد يكون اللجوء إلى نظام تيسيري استباقي من جانب الفيدرالي.

وبمقتضى هذا السيناريو، فإن الظروف المالية قد تساعد الأسهم حتى إذا تباطأ النمو الاقتصادي قليلاً.

وللتوضيح، فإن أياً مما سبق لا يشير إلى أن المستثمرين يفترض أن يتزاحموا على شراء أو بيع الأسهم اعتماداً على فكرة أن الأسواق مسعرة بالكامل.

لكن ما يشير إليه هو أن المسار المستقبلي للسوق سيكون أكثر اعتماداً على التطورات والوضع بدلاً من التقييمات.