TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

هل حان وقت القلق بشأن الحرب التجارية في أوروبا؟

هل حان وقت القلق بشأن الحرب التجارية في أوروبا؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: الجميع يدرك طبيعة الوضع بين أكبر قوتين اقتصادين بالعالم فيما يتعلق بالاحتكاكات التجارية، لكن هل سيتفاقم الوضع بين الولايات المتحدة وأوروبا كذلك؟، وهل حان وقت القلق؟.

وتشرح "إيزابيل ماتيوس" كبير استراتيجي الأصول المتعددة بأكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم الآثار المحتملة جراء هذه المسألة وذلك خلال رؤية تحليلة نشرتها مدونة بلاك روك.

وتتوقع بلاك روك تعافياً في اقتصاد أوروبا في وقت لاحق من هذا العام لكن مع وجود خطر رئيسي بالنسبة لرؤيتهم: التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد تصبح في المقدمة مع استعداد الجانبين لبدء المفاوضات التجارية.

ومن المتوقع أن يكون الأثر الاقتصادي المباشر قابل للإدارة لكنه قد يكون ذو تداعيات كبيرة على الأسواق المالية.

اهتمام الأسواق

وتراجع اهتمام السوق بالتوترات التجارية العالمية من الذروات التي سجلت في الصيف الماضي، وتقف حالياً أقل من انحراف معياري واحد أعلى المتوسط على المدى الطويل وفقاً لقياسه عبر مؤشر المخاطر الجيوسياسية لبلاك روك، والذي يرصد تقارير المحللين والبيانات المالية والتغريدات للكلمات المفتاحية ذات الصلة بالمخاطر.

ويوضح المؤشر أن التأثير المحتمل على السوق من مخاطر معينة يكون أكبر عادةً عندما يكون اهتمام السوق بهذه المخاطر منخفضاً.

ومن المحتمل أننا نشهد مثل هذا الوضع فيما يتعلق بالتوترات التجارية العالمية، حيث هدأت مخاوف السوق بشأن التوترات التجارية خلال الأشهر الأخيرة مع اتجاه الولايات المتحدة والصين لعقد صفقة تجارية.

ويعتبر التركيز على تلك المسألة أو توقع حل المشاكل التجارية مع اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين بمثابة أمر محفوف بالمخاطر.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حريص على تطبيق قواعد اللعبة الخاصة به من المفاوضات الأمريكية الصينية - عبر استخدام التعريفات كأداة رئيسية - لإجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي.

وأوضح القادة الأوروبيون أنهم قد يقومون بالرد الانتقامي بشكل سريع، ومن غير المرجح أن يتراجع أياً من الجانبين سريعاً.

صعوبات محتملة

وتتوقع بلاك روك أن يشهد الاقتصاد الأوروبي تحسناً في النمو خلال النصف الثاني من 2019.

ويأتي ذلك على خلفية تيسير الظروف المالية بشكل كبير منذ بداية العام الحالي إلى جانب أن جهود الصين التحفيزية قد تعزز الإنفاق الرأسمالي، وهو أمر محتمل أن يكون إيجابياً بالنسبة للمصنعين الأوروبيين.

وربما يتراجع الضغط على النمو الاقتصادي الناجم عن بعض العوامل غير المتكررة في العام الماضي مثل انخفاض إنتاج السيارات في ألمانيا.

ومن شأن الانتعاش الاقتصادي أن يساعد في دعم الأسهم الأوروبية التي تعاني من التخلف عن مواكبة مكاسب الأسواق العالمية في غالبية فترة ما بعد الأزمة.

وتتداول الأسهم الأوروبية عند مستويات أقل بنحو 12 بالمئة مقارنة مع نظرائها في الأسواق المتقدمة.

لكن الأسهم عالية الجودة بما في ذلك أسهم الشركات متعددة الجنسيات، يتم تداولها بسعر أعلى مقارنة مع بقية السوق الأوروبي في حين أن القطاعات ذات الصعوبات الهيكلية تشهد هبوطاً.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد أن قرر الطرفان تعليق تعريفات "الند للند" في يوليو 2018.

وتبرز الأهداف التفاوضية الموضوعة من قبل الجانبين بعض التحديات الرئيسية.

وعلى سبيل المثال، فإن زيادة إمكانية وصول المنتجات الزراعية إلى الأسواق يعد بمثابة محور أساسي بالنسبة للولايات المتحدة، ويُستبعد بشكل علني من نطاق المحادثات التي يجريها الاتحاد الأوروبي.

كما أن التعريفات الأمريكية المحتملة على السيارات المصنعة في أوروبا قضية أخرى محل اهتمام.

ومن المرجح بشدة أن يتم احتواء الأثر المباشر على النمو الاقتصادي في أوروبا من أيّ تعريفات مفروضة على السيارات، بحسب دراسة مشتركة أجراها صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي.

ومن شأن تفاقم التوترات التجارية بين الجانبين كذلك أن يكون ذو تداعيات عالمية.

وترى بلاك روك أن الأثر الكامل على الاقتصاديات الأوروبية والعالمية سيكون أكبر على الأرجح إذا أدت التوترات التجارية إلى صدمة قوية في الثقة بالإضافة لتشديد فعلي بالظروف المالية، كما حدث في عام 2018.

وفي حال تفاقم الآفاق المستقبلية بشأن النمو الاقتصادي، ترى أكبر شركة لإدارة الأصول أن صناع السياسة الأوروبيون يمتلكون قوة محدودة لدعم الاقتصاد.

ولدى البنك المركزي الأوروبي مجالاً محدوداً لتخفيف سياسته النقدية، كما أن مستويات الديون المرتفعة تعني أن دول عديدة (باستثناء ألمانيا) ليس أمامها بالفعل المساحة لتوفير حوافز مالية كبيرة.

الخلاصة

يجب ألا يخطىء المستثمرون في اعتبار أن الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي لحل التوترات التجارية العالمية، حيث أن واشنطن حولت تركيزها نحو أوروبا.

ويفترض أن تؤدي المخاطر السياسية بما في ذلك التوترات التجارية لإبقاء الجميع حذراً تجاه الأصول الأوروبية الخطرة حتى عندما نرى إشارات إيجابية في الاقتصاد الأوروبي.

وتفضل بلاك روك تحمل مخاطر الأسهم في مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة والأسواق الناشئة.