TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. العقبات تهدد بنهاية رحلة مكاسب النفط المستمرة

تحليل.. العقبات تهدد بنهاية رحلة مكاسب النفط المستمرة

تحرير: نهى النحاس

مباشر: توقفت رحلة صعود أسعار النفط بشكل مؤقت في منتصف الأسبوع الجاري عقب الكشف عن بيانات المخزونات الأمريكية والتي أظهرت زيادة بأكثر من المتوقع.

وتشهد أسعار النفط صعوداً قوياً منذ بداية العام الحالي، بدعم خفض أوبك وحلفائها للإنتاج، بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية ضد إيران وفنزويلا، والتي أثرت سلباً على صادرات البلدين.

ويشير مقال نشره موقع "أويل برايس" أن سوق النفط لا يزال يسير في الاتجاه الصعودي للأسعار، ولكن طريق الارتفاع ليس خالياً تماماً من العقبات.

تقارير مطمئنة

كما أن وكالة الطاقة الدولية حاولت طمأنة الأسواق عبر إصدار تقرير قالت فيه إن الأسواق الآن تشهد معروضاً بشكل كافٍ، وأن الطاقة الاحتياطية الإنتاجية لا تزال عند مستويات مريحة.

وفي الوقت الذي سيؤدي فيه وقف الاستثناء الأمريكي من العقوبات الإيرانية إلى تشديد السوق بشكل كبير فإن أوبك تمتلك القدرة على سد أي فجوات في المعروض.

وأشار تقرير الوكالة إلى أنه نتيجة لارتفاع معدل التزام أوبك بتخفيضات الإمدادات والمتفق عليها مع حلفائها، فإن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية ارتفعت عند مستوى 3.3 مليون برميل، مقسمة على 2.2 مليون برميل لدى السعودية ونحو مليون برميل لدى الإمارات والكويت والعراق.

وأدى ذلك إلى تخفيف الضغط الصعودي على الأسعار، ما أدى إلى تقليص النفط بعض مكاسبه يوم الثلاثاء.

أوبك لا تمتلك الحل السحري

ومع ذلك فإنه من المهم التأكيد على أن أوبك وحفاءها لن يرفعوا الإنتاج بصورة تلقائية لتعوض المفقود في السوق مثلما تعتقد إدارة ترامب.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في أوبك قوله: "لا بُدَّ أن يكون هناك تأثير حقيقي على السوق وطلب حقيقي من المستهلكين"، مضيفاً أن أي زيادة في المعروض ربما لن تحدث حتى يونيو.

من جانبه، ذكر "كوميرز بنك" عبر مذكرة بحثية، أنهم لا يستطيعون أن يتوقعوا أن يرتفع الإنتاج على المدى القريب، "بعبارة أخرى، لم يتضح بعد كيف سيكون أثر التراجع في الصادرات الإيرانية في النهاية".

كما أن بيانات المخزونات الأمريكية الصادرة مؤخراً أشارت إلى أنه لا توجد حاجة إلى تدخل فوري من جانب أوبك.

وكانت إدارة معلومات الطاقة قد أعلنت ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بأكثر من 5 ملايين برميل في الأسبوع الماضي.

والزيادة الواضحة في المخزونات تدعم استراتيجية أوبك الداعية إلى الانتظار حتى يظهر السوق إشارات على التشديد المفرط.

السوق يتجه نحو العجز

ومع كل الذي قيل، فإن احتمالات انقطاع إمدادات النفط الإيراني تدفع سوق النفط بلا أدنى شك نحو اتجاه صعودي.

والسوق كان يتجه بالفعل نحو العجز، والانخفاضات الكبيرة في الصادرات الإيرانية ستخدم هذا الاتجاه.

من جانبها، أعلنت الحكومة الأمريكية أنه بعكس الأشهر الستة الماضية فإنه توجد وفرة الآن في المعروض، والتي تجعل صرامة الإجراءات على إيران أمراً ممكناً.

ومع ذلك فإن هناك آخرين يختلفون مع وجهة النظر هذه، وفي مذكرة عن "ستاندرد تشارتد" أوضحت أن تحليلها أظهر وجود فائض عالمي من النفط يبلغ 2.3 مليون برميل يومياً في الربع الأخير من العام الماضي، ولكن في الربع الحالي فإنه السوق يشهد عجزاً بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً.

وتابعت المذكرة أن السوق في الوقت الحالي يشهد تشدداً في الإمدادات يبلغ 2.5 مليون برميل يومياً أكثر مما كان عليه منذ 6 أشهر.

وجادل البنك بأن أوبك وحلفائها لن يتصرفوا بسرعة نتيجة المخاوف المتعلقة بتكرار انهيار الأسعار في أواخر العام الماضي.

ونتيجة للعقوبات الأمريكية فيمكن أن يستمر السوق في تحرك أكثر عمقاً في منطقة عجز الإمدادات.

صعوبة التكهن بالأوضاع الفترة الراهنة

ومع ذلك، في حين أن السوق يشهد تراجعاً في المعروض حالياً فإن الوضع قد يشهد حلولاً لاحقاً في العام الجاري، خاصة إذا قررت أوبك وحلفاؤها زيادة الإنتاج مرة أخرى.

وكان بنك "جولدمان ساكس" أكد عدة مرات، تبنيه سيناريو صعودي لأسعار الخام على المدى القريب، وسط توقعات انخفاضه في نهاية العام الجاري و2020.

وحتى بعد إعلان الرئيس الأمريكي المرسوم الخاص بإلغاء الاستثناءات فإن "جولدمان ساكس" تمسك بتلك التقديرات.

وقال جولدمان ساكس: "في الوقت الذي نقر فيه بمخاطر الاتجاه الصعودي على المدى القريب فإننا نعيد التأكيد على أن خام برنت سيتم تداوله عند 70 إلى 75 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من 2019".

وقال البنك إن هناك احتمالاً لحدوث انخفاض في الأسعار في وقت متأخر قليلاً عما كان يعتقد سابقاً، لكن مع ذلك فإنه أكد أن ذلك لن يغيّر من وجهة نظره الأساسية.

وأضاف البنك: "نظراً لثقتنا في المعروض الجيد في الأسواق في العام المقبل والشكوك التي لا تزال مرتفعة حول مسار الإنتاج الكلي لأوبك وحلفائها في الأشهر المقبلة، فإننا لا نغيّر هذا التوقع في الوقت الحالي."

ويجادل بنك الاستثمار مستشهداً بتقرير وكالة الطاقة الدولية بأن المستويات المرتفعة للقدرة الفائضة من المرجح أن توقف من تأثير الإعلان الأمريكي على الأسعار.

وأشار جودلمان ساكس إلى أنه في الوقت الذي تهدد فيه العقوبات الأمريكية من الناحية النظرية بتوقف تدفق مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني فإن أسعار النفط قفزت فقط بمقدار دولارين للبرميل بعد على تلك الأنباء، وهي زيادة متواضعة.

ويقول "جولدمان ساكس": "نحن نؤمن بأن رد الفعل الهادئ يعكس اختلافا كبيرا في الأساسيات عن العام الماضي، بالنظر إلى وضوح القدرة الاحتياطية المتاحة".