TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا تشهد أسعار خام الحديد عالمياً مكاسب قوية مؤخراً؟

لماذا تشهد أسعار خام الحديد عالمياً مكاسب قوية مؤخراً؟

تحرير: نهى النحاس

مباشر: يبدو أن الأيام المشرقة لخام الحديد تعود من جديد، بعد أن قفز في بورصة سنغافورة لأعلى مستوى منذ 2014 ووصل إلى 93.83 دولار للطن المتري في نهاية الأسبوع قبل الماضي.

كما عانت مخزونات الموانئ في الصين من الخام من أعلى انخفاض أسبوعي منذ 2015، في إشارة إيجابية على اتجاه سعر الحديد، بحسب تحليل نشرته وكالة "بلومبرج أوبنيون".

لماذا ذلك الارتفاع؟

وذكر محلل شركة "شنغهاي ستيل هوم إنفورميشن" أن الأسعار بصدد مزيد من الارتفاع بدعم إغلاق المناجم في أعقاب كارثة انهيار سد "تيلنج" في البرازيل، معتبراً أن مصانع الصلب الصيني لا تدرك مدى إمكانية تشدد المعروض.

كما أن شركة "ريو تينتو" قالت هذا الأسبوع إن الإنتاج سينخفض عن التقديرات السابقة.

 ومع التيسير الحاد في ظروف الائتمان وقيادة تحفيزات اقتصادية جديدة فإن هذه أسباب تدفع للاعتقاد بأن وضع سوق الخام في باقي العام سيكون مشرق.

وبداية، فإن أسعار الأسمنت الذي هو بمثابة مادة بناء في المراحل الأولية ويمكن استخدامها كمؤشر لسلع البناء الأخرى مثل الصلب قد ارتفع لأعلى مستوى في 4 سنوات على الأقل خلال ديسمبر.

وفي الوقت الحالي يبلغ سعر الأسمنت ذو الدرجة المتوسطة مستوى 446.5 يوان للطن وهو مستوى ضعف الذي سجله منذ 3 سنوات.

كما أن المساحة الأرضية للمباني السكنية تحت الإنشاء ترتفع بطريقة أيضاً بأكبر وتيرة في أكثر من 4 سنوات مع زيادة بنحو 8.3% عن مستويات فبراير من العام الماضي.

وفي بكين وتينجين والمقاطعات الشرقية لشاندونج وغوانغدونغ وفوجيان وتشيجيانغ فإن استثمار الدخل الثابت العقاري تتزايد بمستويات تتجاوز الـ10%، وهو مستوى أكثر من كاف لأن يعوض إشارات الضعف في خبي وجيانفسو وشنغهاي المجاورين.

عدم الإفراط في التفاؤل

ومع ذلك فإنه على الرغم من أن تلك الأرقام تشير إلى القوة إلا أنه لايزال هناك بعض الأسباب لإثارة الشك، حيث إن بعضاً من أجزاء سوق العقارات لا تزال محفوفة بالمخاطر.

وفي أكبر وأغنى المدن الساحلية في الصين فإن أسعار العقارات التي كانت مسكونة مسبقاً هناك ترتفع بالكاد، أما في مدن الصف الأول فإنها زادت 0.3% في فبراير على أساس سنوي، فيما تهبط الأسعار في بكين وشنغهاي

كما أن صناعة السيارات والتي تعتبر أحد المصادر الكبيرة لاستهلاك خام الحديد تتراجع أيضاً، وفي فبراير الماضي انخفضت مبيعات السيارات الصينية بأكثر من 17% على أساس سنوي، لتستمر في أسوأ أداء على الإطلاق.

كما أن الضعف يبدو أيضاً في سوق العقود المستقبلية، وعادة ما تكلف عمليات التوصيل قريبة الآجل لحديد التسليح ولفائف المدرفلة عدة مئات من عملة اليوان أكثر من نظيرتها طويلة الآجل حيث أن البنائين والمصنعين يحاولوا الحصول على المنتج بأسرع ما يمكن.

ولكن هذا الفارق يشهد تراجعاً ملحوظاً، حيث اختفت الفجوة تقريباً بين سعر عقود التسليم في الشهر التالي ونظيرتها بعد 3 أشهر.

وبالتالي فإنه ليس من الغريب أن هناك محللين يرسمون صورة قاتمة من التوقعات للإنتاج خلال العام الجاري.

ويرى "مو ونكسن" المحلل في مجموعة "جيانغ سو يونغ قانغ" أن إنتاج الصلب سينخفض بنحو 2.5% ليصل إلى 900 مليون طن متري في 2019، وسيمثل ذلك الانخفاض الثاني فقط في العقود الأخيرة، بعد التراجع الذي حدث في عام 2015 حينما خفضت الصين قيمة العملة.

وبخلاف تلك التوقعات القاتمة فإن التلميحات الأكثر تفاءل من السهل استنباطها من التحفيز المالي الذي يشق طريقه حاليًا عبر النظام، حيث أن مع وصول إجمالي القروض الجديدة إلى أكثر من 50% عن التقديرات السابقة مسجلاً 2.86 تريليون يوان (426.5 مليار دولار) في مارس فإنه من الصعب تصديق أن بقية العام لن يشهد أداءً أقوى مما كان متوقعًا في الوقت الحالي.

والحكومة الصينية تواجه مجموعة من المناسبات السنوية الجيدة والسيئة هذا العام والتي تتراوح بين ذكرى تأسيس الجمهورية الشعبية والحزب الشيوعي الصيني إلى احتجاجات ميدان تيانانمن، ولهذا سيكون من الصعب مقاومة إغراء دعم الاقتصاد.