TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل: أرادت أوبر احتكار السوق من كريم.. فهل ستنجح؟

تحليل: أرادت أوبر احتكار السوق من كريم.. فهل ستنجح؟
تطبيق شركة أوبر

من: إيناس بهجت

دبي - مباشر: درست المنافس عن قرب.. حددت نقاط قوة غريمتها.. عرفت مميزات العلامة التجارية لنظيرتها، تأكدت من خطط خصمها التسويقية والتوسعية.. استشعرت بنقاط الضعف لديها.. أرادت الاحتكار والهيمنة على السوق لزيادة دخلها وتحقيق عوائد غير مسبوقة.

في قاموس التجارة العالمية الصحيحة، لا بد من وجود منافسة حتى ينجح الاستثمار ويعود بالنفع على المستهلكين، لكن الأمر يختلف كلياً فيما يتعلق بصفقة أوبر وكريم..

  * فيديو.. "مباشر تريند".. أوبر وكريم أضخم صفقات الاستحواذ بالشرق الأوسط

  * إنفوجرافيك: كيف وصلت قيمة شركة كريم إلى 3.1 مليار دولار؟

حيث قضت شركة أوبر الأمريكية على منافستها الوحيدة "كريم"، وهي شركة إماراتية في الأساس، من خلال صفقة لم تتردد فيها الأولى بكل قوتها لحسم الموقف.

هكذا أرادت "أوبر" عبر سعيها على مدى الأشهر الماضية حتى تصل إلى ما نحن عليه الآن من وجود كيان استثماري ضخم بمنطقة الشرق الأوسط.

وإذا رجعنا قليلاً إلى الوراء، نجد تفكير "أوبر" في 4 محاور رئيسية، نستعرضها خلال السطور التالية:

بعد صفقة أوبر وكريم.. 4000 موظف حالياً.. أصحاب ثروات مستقبلاً

 

- استثمار وتوسعات كريم بالشرق الأوسط

من منطلق أن شركة كريم تتواجد بقوة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من نظيرتها الأمريكية التي يتركز معظم نشاطها في أوروبا والولايات المتحدة، وجهت أوبر تفكيرها نحو كيفية استغلال تلك الميزة التي لم تتوافر لديها.

وتعمل شركة كريم الإماراتية في أكثر من 70 مدينة في 10 دول تمتد من شمال أفريقيا إلى باكستان.

أما عن الدول العربية فتتوغل بقوة في دول عاتية أكبرها السعودية، بنحو 24 مدينة سعودية و14 مدينة مصرية و5 إماراتية، في حين لا تتواجد في تلك المدن خدمة أوبر للنقل.

فتقريباً تتواجد أوبر في العواصم الرئيسية فقط في أشهر الدول، فعلى سبيل المثال في مصر تتواجد في القاهرة الكبرى والإسكندرية من بين كل المدن المصرية.

هذا فضلاً عن الخطط التوسعية التي أعلنت عنها الشركة الإماراتية خلال الفترة الأخيرة، حيث تستهدف الدخول في أسواق جديدة لم تكن تتواجد بها من قبل.

ومع علو صوت المنافسة مع "أوبر" بدأت "كريم" في تخفيض أسعار الخدمات المقدمة للجمهور وتقديم مزيد من العروض التسويقية التي من شأنها أن تجعل من كريم القبلة الأولى للجمهور بالمنطقة حتى بالمدن التي تتواجد بها أوبر، في الوقت الذي كانت أسعار خدمات الشركة الأمريكية تتصاعد.

وغير ذلك من توسعات كريم في الفترة الأخيرة بتقديم خدمات مثل كريم باص، في حين أطلقتها أوبر في القاهرة فقط، ومؤخراً توصيل طلبات الأكل للمنازل في المدن المتواجدة بها أولها الإمارات مع نهاية 2018 باستثمار تجاوز 150 مليون دولار.

فدائماً لكريم الخطوة الأولى السبَّاقة عن أوبر في الاستثمار بالشرق الأوسط، فمثلاً في الإمارات بدأت كريم عملها بشكل متعمق عام 2012، لتأتي أوبر بتقديم أولى خدماتها بـ"أوبر بلاك" للسيارات الخاصة والفاخرة، ثم أعقب ذلك خدمة "أوبر إكس" للسيارات الاقتصادية، مما يدفع "الأمريكية" لكبح جماح "الإماراتية" أو ضمها لها.

Image result for careem driver

 

- طرح أسهم أوبر للاكتتاب العام وتركيزها لتهيئة السوق لتلك الخطوة

ومع نية أوبر لطرح أسهمها، وجدت استحالة المنافسة بقوة في الشرق الأوسط أمام التوغل الاستثماري لكريم بالمنطقة.

هذا بالإضافة إلى أن ذلك الاستحواذ من المتوقع أنه سيرفع من القيمة السوقية لأوبر العالمية، مما ينعكس إيجابياً على التمهيد لأضخم الاكتتابات في العالم. 

فتحاول أوبر تقوية مركزها المالي وكسب ثقة المستثمرين قبل الطرح العام المرتقب.

وتوقعت تقارير دولية أن شركة أوبر تعتزم طرح أسهمها في بورصة نيويورك الأمريكية خلال أبريل المقبل لعام 2019.

ولتهيئة نفسها لذلك الطرح الأولي في سوق الأسهم، تقوم بعدة خطوات لتعزز ثقة المستثمرين بها، لتصبح صفقة استحواذها على كريم آخر تلك الخطوات.

 

- عدم إلغاء تطبيق كريم والاستفادة من العلامة التجارية

وللاستفادة من الاسم التجاري من كريم وما وصلت له الشركة الإماراتية بالشرق الأوسط بعد تثبيت أرجلها بالمنطقة، ستعمل كريم بشكل مستقل باسمها التجاري.

فلا ترغب أوبر في بدء مسيرة الاستثمار باسمها التجاري من جديد في الشرق الأوسط، فأرادت الشركة الأمريكية أن تبدأ من حيث انتهت كريم.

وتقوم كل من أوبر وكريم بتشغيل خدماتهما الإقليمية وأسمائهما التجارية بشكل مستقل.

- العائد المغري في المستقبل من السيطرة على كريم

من المتوقع خلق كيان استثماري ضخم يرفع من الحصة السوقية لشركة أوبر، فضلاً عن أرباح سخية جراء تلك الصفقة، خصوصاً أن أوبر تتكبد خسائر في الآونة الأخيرة بلغت 1.8 مليار دولار، وبالرغم أن خسائرها تقلصت من 2017 البالغة 2.2 مليار دولار، إلا أن تلك الأرقام لم تكن هي المستهدفة.

في حين أن كريم تسعى لتحقيق ربحية عبر خلق فرص استثمار قوية تعود عليها بالنفع في منطقة الشرق الأوسط، ليس بمقدور أوبر التوسع فيها ومجاراتها.

وفي نفس الاتجاه، توقع فادي غندور، رئيس مجلس إدارة شركة "ومضة كابيتال" لتمويل المشاريع الناشئة، تأثيراً إيجابياً كبيراً على ولادة أصحاب ثروات جدد في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح فادي غندور، بأنه من المتوقع أن ينال نحو 300 موظف مليون درهم، فيما سيحصل كل موظف من بين 75 موظفاً آخرين على مليون دولار.

وفضلاً عن ذلك، سيصل عدد الموظفين إلى نحو أربعة آلاف، حصل العديد منهم على أسهم كريم لدى التعاقد معهم.

وأضاف غندور بقوله: "هذه المكاسب ستشجع هؤلاء للمضي بمبادرات لتأسيس شركات خاصة بهم؛ نظراً للخبرات الهائلة لديهم، مما سيكون له تأثير كبير في توليد مبادرين جدد وسأسميهم خريجي كريم".

وفي تقرير حديث صادر عن شركة ماغنيت، يشير إلى أن شراء شركة كريم نجاح لمنطقة الشرق الأوسط ككل.

ولفت التقرير إلى أن أحد عوامل نجاح شركة كريم هو توسعها الإقليمي الذي لم يكن ممكناً دون وجود قابلية النمو.

وهو ما يفسره، تقرير صحيفة ذا ناشيونال إلى أن الصفقة تولد ما يسمى ظاهرة "باي بال" في الشرق الأوسط، وهي ظهرت عقب بيع منصة البيع الرقمي الأمريكية باي بال، حين اتجه موظفوها لتأسيس شركاتهم الخاصة بعد مكاسبهم من أسهم الشركة.

وفي حينها، قاموا بتأسيس مجموعة كبيرة من الشركات التقنية الناجحة مثل تيسلا التي أسسها إيلون ماسك "خريج باي بال" وريد هوفمان مؤسس لينكدإن ومؤسسي يوتيوب ستيف تشن وجايد كريم وتشاد هرلي.

وتشير تلك التوقعات إلى أن أوبر أرادت الاستفادة من كل هذا حتى تحقق كيان ضخم يجلب لها استثمارات واعدة تمكنها من تحقيق أرباحا وجذب المستثمرين مع طرح الأسهم، مع وجود منافع عائدة على المستهلكين أيضاً.

فتعهدت أوبر وكريم بموجب الصفقة الأخيرة، بزیادة في تنوع الخدمات على نقاط أسعار مختلفة، زیادة عدد المركبات، أنواع مختلفة مثل السيارات والباصات للنقل الجماعي، خدمات مختلفة أكثر تشعباً عن النقل توصيل الطعام قريباً، فضلاً عن أسواق جديدة للتوسعات.

أما بالنسبة للشركاء والسائقین، فتوقعت زیادة عدد الرحلات وتحسین الخدمات، وتوفير فرص عمل واعدة، وتحويلهم إلى مليارديرات في المستقبل.

وهنا يمكن القول إن الاحتكار له مقاييس خاصة في صفقة استحواذ أوبر وكريم.

 

ترشيحات:

أوبر تمهد الطريق للطرح العام المرتقب بقرارات وتوسعات جذرية

بروفايل: "كريم" من رحلة آلاف الدولارات إلى المليار

أوبر تعلن استحواذها على كريم بـ3.1 مليار دولار

أوبر وكريم.. تفاصيل أكبر صفقة استحواذ بالشرق الأوسط خلال 2019

ماذا ينتظر "أوبر وكريم" في مصر عقب الاستحواذ؟