من: محمود جمال
دبي - مباشر: استطاعت شركة "كريم"، العلامة التجارية البارزة بين شركات تكنولوجيا النقل البري، والتي تتخذ من دبي مقراً، لها خلال 4 سنوات فقط، أن تحقق إنجازات قياسية وتصل قيمتها من مائة ألف دولار إلى مليار دولار.
وجذبت "كريم" مؤخراً شركات عالمية للتشارك معها بمسيرة نجاحها؛ حيث من المتوقع أن تستحوذ عليها شركة أوبر الأمريكية للنقل التشاركي منافسها الشرس بمنطقة الشرق الأوسط بقيمة 3 مليارات دولار.
و"أوبر" و"كريم" شركتان تعملان عبر مبدأ "المشاركة في الركوب" عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية، حيث يستطيع المواطن بسيارته بمواصفات فنية العمل مع الشركتين المذكورتين، وتحميل الركاب، والذين بدورهم يستدعون السيارة دون الحاجة للانتظار في الشارع.
ويتيح تطبيق الشركتين للراكب التعرف على معلومات السيارة والسائق قبل وصوله، بالإضافة إلى تتبع مكان "التاكسي" بشكل إلكتروني وفوري على الخريطة ومشاركة هذه المعلومات مع أي شخص آخر قد يرغب به الراكب.
عام التأسيس
و"كريم" هي الشركة التي تأسست في عام 2012 من قبل الباكستاني مثر شيخة والسويدي ماغنوس أولسن والسعودي عبدالله إلياس بقيمة تبلغ 100 ألف دولار فقط بدأت مسيرتها من دبي بمكتب لتأجير السيارات للشركات.
ومنذ ذلك الحين بدأت تجني "كريم" ثمرة سعيها للنجاح من خلال تقديم أسرع خدمة بالتكلفة المناسبة لمستخدمة هذه النوعية من النقل بالخليج ومنطقة الشرق الأوسط.
وفي العام الأول من تأسيها واجهت "كريم" مشكلة بارزة تتلخص في عدم توفر البطاقات الائتمانية لدى عملائها، لذلك كانت سباقة في فتح قبول الرحلات عن طريق الدفع النقدي وهذا جعلها تنمو بشكل كبير وزاد من عدد الرحلات التي تقدمها للعملاء.
واستطاعت "كريم" أن تتوسع في ظل منافستها الشرسة مع "أوبر" الأمريكية ليبلغ عدد مكاتبها بالشرق الأوسط 18 مكتباً وليصل عدد السائقين لديها 150 ألف سائق، وذلك من خلال التطبيق الخاص بالهواتف الذكية.
وكانت شركة "أوبر" أول من بدأت بتطوير نموذج العمل هذا، بداية من عام 2009 ومنها بدأ النمو الكبير لهذه الشركة حتى وصلت حاليًا لتقديم خدماتها في 540 مدينة حول العالم وتقييم مالي للشركة يناهز 60 مليار دولار.
خدمات ذكية
وقامت "كريم" بالانتشار بالإمارات وهي البلد الأبرز والأولى من جهة التحول التكنولوجي حيث وفرت خدمات ذكية مبتكرة وأبرزها خدمة توصيل الطعام ودخلت بتلك الخطوة في منافسة مع خدمات أوبر إيتس وديليفرو وزوماتو وطلبات، التي تعمل بالفعل بالمنطقة.
كما قامت بتجربة أول سيارة ذاتية القيادة في دبي بالتعاون مع شركة "نيكست فيوتشر ترانسبورتيشن" الأمريكية خلال الربع الثالث من عام 2018.
وتناغم ما تبذله "كريم" مع تسعى إليه حكومة دبي وأبوظبي والتي عقدت معها عدة اتفاقيات من خلال هيئة مواصلات دبي والدائرة بهذا الشأن بأبوظبي.
وحظيت شركة "كريم" خلال السنوات القليلة الماضية من عملها في بالمنطقة ومنافستها لنظيرتها الأمريكية أوبر، بحصة سوقية كبيرة فاقت حصة "أوبر" لغالبية المدن التي تعمل بها بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان والبالغ عددها 52 مدينة.
ومع احتدام المنافسة الشرسة مع "أوبر" خفضت "كريم" في مايو الماضي كلفة أجرة مركباتها في أبوظبي 40 و60%.
السعودية الأكبر
وتعد السوق السعودية من أكبر الأسواق التي تعتمد عليها شركة كريم بالمنطقة، حيث أصبحت فعلياً أكبر شركة بفريق عمل سعودي بنسبة تقدر بين 40 و50% من إجمالي عدد موظفيها، خاصة بالمدن الرئيسية كالرياض وجدة والدمام.
وتعتمد "كريم" في الخدمة على أكثر من 50 ألف سائق في السعودية ويتراوح متوسط الدخل الشهري لهم بين 6 إلى 9 آلاف ريال يخصم منها تكاليف مصروفات السيارة المستخدمة، وتصل نسبة النمو بأعمال خدمة تطبيق كريم بالسعودية لـ30%.
وأطلقت الشركة مؤخراً خدمة التوصيل والشحن في السعودية، بهدف الاستحواذ على حصة سوقية من إجمالي قطاع يقدر بنحو 70 مليار ريال.
وكانت الشركة أطلقت خدمة التوصيل تجريبياً في فبراير 2017 بمكة المكرمة، ومع نجاحها أطلقت الخدمة في أبريل من العام ذاته في منطقتي الرياض والقصيم وواصلت حينها الانتشار بالمملكة وجميع الدول التي تعمل فيها شركة كريم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ودخلت شركة "كريم" في أعمال التوصيل بالسعودية وسجلت خلال الأسبوع الأول بالرياض فقط أكثر من 10 آلاف طلب، ما يؤكد حاجة السوق بالمملكة لهذه الخدمة.
ولتوفير فرص عمل للسيدات أيضا، أعلنت شركة كريم لخدمات النقل عبر التطبيقات الذكية في سبتمبر 2017، توفير 100 ألف فرصة عمل للنساء السعوديات، مؤكدة جاهزيتها لتسجيلهن للعمل في وظيفة كابتن.
ومستقبلاً، قد تكون "كريم" منافساً قوياً لكبريات شركات الشحن بالسعودية كشركة "أرامكس"وشركة "دي إتش إل" بالإضافة إلى شركة "سمسا".
دعم سيادي
ووجدت الشركة دعماً سيادياً بالمملكة ففي عام 2016، أعلنت شركة الاتصالات السعودية أنها أصبحت تمتلك الآن 10% من شركة "كريم".
والأموال التي ضختها شركة الاتصالات السعودية بقيمة 100 مليون دولار ما يعادل 375 مليون ريال سعودي في "كريم" كانت أحد الأسباب الرئيسية في دفع قيمة "كريم" للارتفاع من 100 ألف دولار إلى مليار دولار.
وعلى الجانب الآخر، كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي "السيادي السعودي" أعلن عن استثمار 3.5 مليار دولار بـ"أوبر" في يونيو من عام 2016، ويملك الصندوق 70% من شركة الاتصالات السعودية.
أما مجموعة "الطيار للسفر القابضة"، والتي تم إيقافها عن التداول بالسوق السعودي أمس بناءً على طلبها إلى حين الإيضاح بشأن الصفقة المحتملة، فإنها فتمتلك حصة بنحو 14%، في شركة "كريم".
وعلى ذات الصعيد، ففي مستهل العام الجاري وبدون مقدمات، قال طلال بن إبراهيم الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة التي يملكها الأمير الوليد بن طلال والتي اقتنصت حصة تصل لـ 7% بـ"كريم": إن الشركة تدعم الاندماج المحتمل بين"أوبر" و"كريم".
تفاصيل الصفقة
وكشفت وكالة "بلومبرج" في مستهل الأسبوع الجاري في تقرير لها، أن "أوبر" تستعد للإعلان عن صفقة قيمتها 3.1 مليار دولار، للاستحواذ على منافستها "كريم"، التي تتخذ من دبي مقراً لها.
وقالت الوكالة أن شركة "أوبر"ستدفع 1.4 مليار دولار نقداٍ، و1.7 مليار دولار في صورة أوراق قابلة للتحويل إلى أسهم في "أوبر" بسعر يعادل 55 دولاراً للسهم.
وتأتي الصفقة قبل إعلان وشيك، لشركة "أوبر" بطرح أسهمها في البورصة، بحسب "بلومبرج"، التي أشارت إلى أن قيمتها يمكن أن تصل إلى 120 مليار دولار.
ومن المقرر أن يتم طرح أسهم "أوبر" للاكتتاب العام في بورصة نيويورك للأوراق المالية خلال أبريل المقبل، إذ ستكون واحدة من أكبر عمليات طرح الأسهم في بورصة نيويورك، بحسب الوكالة.
ومن أكبر المساهمين في كريم، على الجانب الآخر، كل من RAKUTEN، وDidi Chuxing، وDaimler.
وتعتبر هذه الصفقة الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط في مجال التقنية، والثانية بعد استحواذ أمازون على سوق دوت كوم عام 2017.
ترشحيات:
- موديز تثبت التصنيف السيادي للإمارات عن Aa2 مع نظرة مستقرة
- السعودية: السماح للمواطن والمقيم باستضافة 5 معتمرين.. قريباً
- الزكاة السعودية تدعو المنشآت المسجلة بـ"المضافة" لتقديم إقرارات فبراير
- تعليمات من "التجارة" السعودية بشأن بطاقة كفاءة الطاقة في المنشآت
