من: محمود جمال
دبي - مباشر: يبدو أن مارثون الاندماجات في الإمارات لن يتوقف عند القطاع المصرفي فحسب بل سيمتد ليشمل قطاعات أخري بعدما أعلنت شركة شعاع كابيتال مؤخراً عن الدخول بمباحثات مع مجموعة أبوظبي المالية بخصوص هذا الشأن.
وأكد اقتصاديون لـ"مباشر" أن صفقات الدمج والاستحواذ ستدعم الاقتصاد الإماراتي من خلال تأسيس كيانات قوية قادرة على المنافسة عالمياً وتحسين مستويات السيولة والخدمات، إضافة إلى المساهمة في تسهيل الحصول على تمويل المؤسسات المصرفية.
* الحوادث المرورية في الإمارات تتراجع 26%
* وكالة: إتمام استحواذ أوبر على كريم بـ3.1 مليار دولار.. الثلاثاء
وكشفت شركة شعاع كابيتال أمس وجود مناقشات مع مجموعة "أبوظبي المالية" بشأن إمكانية الاندماج فيما بينها؛ وذلك لخلق كيان مالي أكبر مدرج بالسوق حسب هيكل نهائي خاضع للموافقات القانونية والتنظيمية، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن غير مؤكد أن تؤدي المناقشات الحالية بين الطرفين إلى إبرام صفقة.
ويأتي ذلك الإفصاح من، بعد أن قامت مجموعة أبوظبي المالية في نوفمبر 2016 بالاستحواذ على 515 مليون سهم في شركة شعاع كابيتال التي مثلت حينها نحو 48.36% من رأسمالها.
نجاح متوقع
وتوقع عصام قصابية المحلل المالي الأول لدى "ميناكورب" للخدمات المالية لـ"مباشر" أن يشهد هذا الاندماج نجاحاً ويلقى قبولاً كبيراً تزامناً مع ارتفاع شهية مجموعة أبوظبي المالية للاندماجات وهو ما أظهرته مؤخراً باستحواذها على حصص بشركات مدرجة.
وأشار إلى أن الاندماج باعتقاده يستهدف التوسع الخارجي وخصوصاً بالسعودية ومصر ولا يستهدف التوسع بدولة الإمارات، لافتاً إلى أن الاستفادة من تلك الصفقة للطرفين لن يظهر في وقت قريب ولكنه سيظهر بأوضاعها المالية بنهاية العام الجاري.
ومجموعة أبوظبي المالية تستهدف التوسع في تعزيز حضورها بالإمارات والسعودية ومصر، هي شركة استثمار، وينصب تركيزها على الخدمات المالية، والقطاع العقاري، فيما تشمل عملياتها الاستثمارات البديلة، وإدارة الأصول، والاستشارات والأبحاث، وأنشطة أخرى.
وتعتمد المجموعة على استكشاف وقطف الفرص المتاحة عبر توزيع استثماراتها في قطاع مختار ومناطق جغرافية منتقاة بعناية؛ ما يمنحها القدرة على توفير حلول وخيارات استثمارية تتصف بالسرعة والمرونة والربحية.
وأكد قصابية أن تلك الفكرة جاءت بالوقت المناسب وذلك بالتزامن مع هبوط أرباح "شعاع كابيتال" السنوية بأكثر من النصف لتصل إلى 27.18 مليون درهم إماراتي بنهاية عام 2018.
وقال قصابية إن الحديث عن هذا الاندماج هو السبب الرئيسي في دفع سهم شعاع كابيتال للارتفاع نحو 15%، ليرتفع بأكبر وتيرة يومية في نحو أكثر من عامين ونصف، ليصل إلى مستوى 0.715 درهم.
وبين قصابية أن ذلك الاندماج جيد لتلك الكيانات التي تقوم بمهمة صانع السوق وشركات الوساطة بصفة عامة وسط هبوط القيمة السوقية للأسهم.
20 مليار
ومن المتوقع أن يخلق الاندماج كياناً بإجمالي أصول تحت الإدارة يفوق 20 مليار دولار ما يعادل 74 مليار درهم، بعد أن نجحت مجموعة أبوظبي المالية في تنمية أصولها لتصل إلى 20 مليار دولار وصول إجمالي حجم الأصول لدى «شعاع» لـ 1.5 مليار دولار.
ضمان الاستمرار
ومن جانبه، أكد وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في وقت سابق: أن قطاع الوساطة المالية من القطاعات التي تحتاج حالياً لمسألة الاندماج وذلك لضمان الاستمرار وسط الهبوط القوي لإيراداتها بسبب انخفاض السيولة بأسواق الأسهم التي تعتبر المورد الأساسي لها. ووفقاً لبيانات تراجع عدد شركات الوساطة لتصل إلى 43 شركة بسوق دبي المالي.
وأكد الطه، أن عمليات الدمج حال نجاحها ستؤدي إلى جود ستقود إلى نتائج إيجابية وجيدة على صعيد الاقتصاد الكلي والشركات وأسواق الأسهم المحلية.
وقال إن من القطاعات الحيوية التي تحتاج بشدة لتلك العمليات قطاع التأمين وذلك لتكون شركاته على مستوى الدولة قادرة على تأمين المشاريع. منوهاً إلى أن الوقت الحالي مناسب للمضي قدماً في ذلك.
وأكد أن مستويات رؤوس الأموال بين تلك الشركات محدودة من 150 إلى 200 مليون درهم وقد تعرضت للتآكل وما يتبقى يشكل القدرة الحقيقة لديها لتحمل مخاطر الأفراد.
الأكثر نشاطاً
توقع تقرير حديث لشركة بيكر ماكنزي، أن تكون الإمارات أكثر الدول نشاطاً بالشرق الأوسط وأفريقيا بعمليات الدمج والاستحواذ خلال العام الجاري، لتستحوذ على 11.598 مليار دولار (42.5 مليار درهم)، من 37.75 مليار دولار في المنطقة.
وسيستحوذ القطاع المصرفي على النصيب الأكبر من عمليات الدمج خلال العام الجاري خصوصاً وسط اقتراب إنفاذ الاندماج بين أبوظبي التجاري ومصرف الهلال والاتحاد الوطني وذلك في تاريخ 1 مايو المقبل.
تاريخ
وللاندماجات تاريخ في الإمارات وخصوصاً بالقطاع المصرفي حيث شهد العام الماضي إتمام أكبر عملية من هذا النوع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بين بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول وذلك ليأذن بميلاد عملاق مصرفي جديد هو "بنك أبوظبي الأول" الذي يحتل حالياً الترتيب الثاني بين أكبر بنوك المنطقة بحجم أصول 188 مليار دولار.
وشهدت الدولة أيضاً في أكتوبر 2007 عملية اندماج "بنك الإمارات الدولي" مع "بنك دبي الوطني"، الذي نفذ تحت قيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ليتمخض عنه خلق كيان مصرفي كبير باسم "بنك الإمارات دبي الوطني".
ترشيحات:
- منصور بن زايد يستقبل رئيس أوزبكستان لدى وصوله إلى أبوظبي
- بالصور.. أكبر مجمع من نوعه لإعادة تدوير النفايات في دبي
- الإمارات والسعودية تتشاركان لإنجاز المرحلة الرابعة لـ"بن راشد للطاقة الشمسية"
- المالية الإماراتية: 455.5 مليار درهم إيرادات الحكومة في 2018
