TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بلاك روك تتساءل: هل يستمر صعود الأسهم مع انخفاض التقلبات؟

بلاك روك تتساءل: هل يستمر صعود الأسهم مع انخفاض التقلبات؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: تزامن الصعود الأخير في الأسهم الأمريكية مع انخفاض معدل التقلب، لكن هل يمكن أن يستمر ذلك؟

الإجابة جاءت على لسان روس كوستريش، مدير محفظة المخصصات العالمية بأكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم "بلاك روك".

وفي حين يبدو أن ارتفاع الأسهم توقف بشكل مؤقت على الأقل، إلا أن الأسهم لا تزال قرب أعلى مستوياتها في 3 أشهر، وكان الانتعاش في أسعار الأسهم مدفوعاً بموجة قوية من التوسع في مضاعف الربحية.

وبعبارة أخرى، فإن المستثمرين مستعدون لدفع المزيد مقابل كل دولار من أرباح الشركات.

وخلال فترة الـ45 يوماً منذ تسجيل مستويات متدنية للأسهم الأمريكية في ليلة الكريسماس وبين الأول من مارس، ارتفع معدل السعر إلى الربحية في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تقل قليلاً عن 20%.

ونتيجة لذلك، فإن الأسهم الأمريكية تتداول مجدداً بعلاوة سعرية مقارنة بمستوياتها التاريخية وعملياً مقارنة مع كل سوق أسهم آخر.

وعند أكثر من 18 مرة من الأرباح المتتالية، يشهد السوق تداولات بعلاوة 4% مقارنة مع متوسطه في فترة ما بعد الأزمة وعلاوة 10% نسبة لمتوسطه على المدى الطويل و25% علاوة عن بقية أنحاء العالم.

وفي البيئة التي من المرجح أن يتباطأ فيها نمو أرباح الشركات، فإن التقييمات ستحدد ما إذا كان يمكن للأسهم الاحتفاظ أو حتى زيادة مكاسبها الهائلة بالفعل.

التقييمات المنخفضة والمضاعفات المرتفعة

ويصاحب الارتفاع في الأسهم هبوط حاد في معدل التقلبات، ففي أوائل شهر مارس الجاري، تراجع مؤشر "في.آي.إكس" والذي يرصد معدل التذبذب في الأسهم الأمريكية، دون مستوى 14 نقطة، وهي أدنى قراءة منذ أوائل أكتوبر الماضي.

وتم رصد نفس الظاهرة في أسواق الأصول ذات الدخل الثابت، حيث سجل مؤخراً مؤشر "إم.أو.في.إيه" والذي يقيس التقلبات في أسواق السندات، أدنى مستوى في 5 أشهر.

ومنذ نهاية الأزمة المالية العالمية، يميل مضاعف الربحية (سعر السهم نسبة إلى نصيبه من أرباح الشركة) إلى التحرك في اتجاه معاكس لتقلبات السوق.

وفي حين أن هذا الأمر يبدو بديهياً، إلا أنه ظاهرة حديثة نسبياً، حيث لم يكن هناك ارتباط بين تقلبات السوق وتقييمات الأسهم في الفترة السابقة لعام 2010.

وعلى سبيل المثال، كانت فترة أواخر التسعينيات هي الوقت الذي شهد وجود تقلبات وتقييمات أعلى بكثير من المتوسط.

وخلال الفترة بين عامي 1998 و2000، بلغ معدل سعر السهم إلى الربحية (12 شهراً متتالية) في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نحو 27 مرة.

ومن الأمور المثيرة للاهتمام أن المضاعفات المرتفعة توافقت تاريخياً مع التقلبات العالية، حيث بلغ متوسط مؤشر "في.آي.إكس" 25.5 نقطة، أيّ أعلى بنحو 30% من متوسطه على المدى الطويل.

وفي أعقاب الأزمة المالية، أصبحت فترات مضاعفات الربحية العالية والتقلبات المرتفعة أقل تكراراً.

وبداية من عام 2010، كان مستوى مؤشر "في.آي.إكس" يوضح 35% تقريباً من التباين في معدل سعر السهم إلى الربحية في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

ومع كل نقطة هبوط في مؤشر "في.آي.إكس"، فإن معدل سعر السهم إلى الربحية في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" كان أعلى تقريباً 0.25 نقطة.

وتساعد هذه الديناميكية في تفسير سبب ارتفاع أسعار الأسهم باستمرار في أواخر عام 2016 وفي 2017.

ومع ذلك، فإنه مع بدء التقلبات في الارتفاع خلال فبراير 2018، فإنه أصبح من الصعب تاريخياً الحفاظ على المعدل المرتفع لمضاعف الربحية.

وفي حال استمرار التقلبات في العودة نحو متوسطها على المدى الطويل، والبالغ 19 نقطة تقريباً في مؤشر "في.آي.إكس"، فإن العلاوة السعرية اليوم تبدو ضعيفة ومعرضة للخطر.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لبقية عام 2019؟

يتماشى الانخفاض الأخير في معدل التقلبات مع تيسير الشروط المالية لكنه لا يتوافق مع حالة عدم اليقين الأكبر بشأن الاقتصاد بالإضافة للتباطؤ الاقتصادي.

ومن أجل أن تظل أسعار الأسهم مرتفعة فإن الأوضاع المالية يجب أن تبقى تيسيرية.

وخلاف ذلك، فإن توقع ارتفاع أسعار الأسهم بناءً على صعود مضاعف الربحية فقط قد ينتهي سريعاً.