TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بلاك روك تحذر: المخاطر الجيوسياسية أكثر أهمية من الحرب التجارية

بلاك روك تحذر: المخاطر الجيوسياسية أكثر أهمية من الحرب التجارية

من: سالي إسماعيل

مباشر: الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم باتت من بين المخاطر التي تشغل الجميع في الآونة الأخيرة، لكن رؤية جديدة طرحتها أكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم تشير إلى أن المسألة تتخطى تلك الحرب.

وترصد كبير استراتيجي الأصول المتعددة بالشركة "إيزابيل ماتيوس" ومستشار رئيس معهد بلاك روك للاستثمار "كاثرين كريس" لمحة سريعة عن المخاطر الجيوسياسية المتمثلة في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين كما تسلطان الضوء على النزاعات التجارية الأخرى المحتملة والتي تلوح في الأفق.

ويرى التقرير أن المخاطر الجيوسياسية تظل عاملاً هاماً في السوق خلال عام 2019، لتتزامن مع بيئة تباطؤ النمو الاقتصادي وحالة عدم اليقين المتزايدة.

ويأتي في قلب المشهد الجيوسياسي: المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، حيث انتقلت العلاقات بين الجانبين في عام 2018من حالة تعاون على نطاق واسع إلى مرحلة أكثر تنافسية.

لكن الأمر لا يتعلق بأكمله بالتجارة، حيث يتسع التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين ليشمل الأبعاد الاقتصادية والإيديولوجية والعسكرية.

ويركز الخلاف الحالي بشكل حاد على التكنولوجيا.

وترى بلاك روك أن هذه التوترات هيكلية وطويلة الأمد وربما تقوم الأسواق بتقييمها بشكل أقل من المفترض.

وتركز الأسواق بشكل ضيق للغاية على نزاع التعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين، حيث من المحتمل بالفعل إحراز تقدم في هذ الملف بين الجانبين.

وفشلت الأسواق في تقدير تعقيدات المنافسة الشديدة بين الدولتين من أجل ريادة التكنولوجيا العالمية، حيث تتراوح المخاوف بين الأمن القومي والقدرة التنافسية الاقتصادية وحتى هيمنة على النظم العالمية.

ومن المرجح أيضاً أن تكون الأسواق تقلل من تقدير مشاكل التجارة الأخرى التي تلوح في الأفق بعيداً عن النزاع الأمريكي الصيني.

ويُعد اهتمام السوق بمخاطر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين منخفضة نسبياً في حين أن اهتمام السوق بمخاطر التوترات التجارية العالمية قد تراجعت.

ويعني ذلك أن هذه المخاطر لها تأثير محتمل أكبر نسبياً على الأسواق.

خلفية حول المنافسة بين الولايات المتحدة والصين

حلت المنافسة بين الولايات المتحدة والصين بشأن ريادة التكنولوجيا العالمية في صدارة النقاش حول شبكات الجيل الخامس "5G" للاتصال الخلوي.

ومن المتوقع أن يحافظ أول من يتبنى تقنية الجيل الخامس "5G"، وهي تكنولوجيا الهواتف المحمولة فائقة السرعة التي ستمكن الاتصالات المعززة وحلول التكنولوجيا المتقدمة، على ميزة تنافسية طويلة الأجل.

وتعزز كل من الولايات المتحدة والصين الجهود كي تكون أول من ينشر هذه التكنولوجيا ويضع المعايير الخاصة بالـ"5G" على مستوى العالم.

وفي الصين ، يتمتع تطور التكنولوجيا بالدعم الكامل من الحكومة الوطنية، حيث وضعت الحكومة خطة شاملة (صنع في الصين 2025) لتكوين شركات قادرة على المنافسة عالمياً فضلاً عن تقليل اعتماد بكين على التكنولوجيا الأجنبية.

أما في الولايات المتحدة، فإن الأمر على النقيض من ذلك حيث يقود القطاع الخاص تطوير التكنولوجيات الجديدة مع محدودية التنظيم أو التنسيق أو التوجيه من الحكومة الوطنية.

ويشعر البعض بالقلق من أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية لا تفعل ما يكفي لدعم البحث والتطوير.

3 قضايا رئيسية

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الصين لتجاوز الولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية بحلول عام 2030، ما أثار رد فعل قوي في الولايات المتحدة.

وتنظر واشنطن بشكل متزايد إلى التكنولوجيات المتقدمة باعتبارها لعبة يفوز بها طرف على حساب الأخر، أي أن كل تقدم تحققه الصين سيكون على حساب الولايات المتحدة.

ويركز التحدي الحالي بين الولايات المتحدة والصين على 3 قضايا رئيسية: الأمن القومي، والقدرة التنافسية الاقتصادية، والهيمنة على النظم العالمية.

ويتخوف العديد من مسؤولي الحكومة الأمريكية من أن التقدم التكنولوجي الذي حققته الصين سيهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.

وتقوم الولايات المتحدة باتخاذ تدابير لحماية التكنولوجيا الخاصة بها إضافة إلى الملكية الفكرة من عمليات النقل والاستحواذ والتهديدات الأخرى على الأمن القومي الأمريكي.

وكذلك تستشهد الصين بمبررات الأمن القومي في تحركها لتطوير التكنولوجيا، حيث ترغب بكين في تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب لمعدات الاتصالات والمعدات الرقمية وبدلاً من ذلك تقوم بتوسيع قدراتها والدفاعات السيبرانية.

ومن ناحية القدرة التنافسية الاقتصادية، فإن كل دولة تتخذ نهجاً مختلفاً للغاية نحو تحقيق الريادة التكنولوجية العالمية، وهذا يمتد إلى النزاع التجاري.

وتعتمد استراتيجية صنع في الصين 2025 على الإعانات الحكومية ونقل التكنولوجيا وتعزيز وحماية الشركات الوطنية الكبرى.

وتُعد هذه نقطة خلافية بالنسبة للولايات المتحدة، والتي ترى دعم الحكومة الصينية كتهديد لقدرة الشركات الأمريكية على التنافس عالمياً.

وقامت الإدارة الأمريكية بتعزيز المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 كنوع من الاستجابة لهذه التهديدات، لتفرض تعريفات على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار.

ويعتبر إلغاء التعريفات الحالية بالإضافة إلى القضايا الهيكلية الأساسية هو محور المفاوضات الجارية بين الاقتصادين الأكبر عالمياً.

 

وفي النهاية، على مدى نصف قرن تقريباً وجهت الولايات المتحدة نمو وتطوير الإنترنت في نموذج يتسم بمحدودية في التنظيم، والخصوصية، وحرية التعبير.

وتقدم الصين في الوقت الحالي نموذجاً بديلاً للأنظمة العالمية يرتكز على الإنترنت الذي يوجه الرأي العام ويعزز النمو الاقتصادي، كما يتم السيطرة عليه لضمان استقرار النظام.

وتثير المنافسة بين الولايات المتحدة والصين آفاق مجالات التأثير التكنولوجي.

وفي حالة الجيل الخامس "5G"، أوضحت الإدارة الأمريكية أن الدول والشركات قد تضطر قريباً إلى اختيار جهة واحدة لتنضم إليها بين واشنطن وبكين.

ومن شأن هذا أن يؤدي إلى توترات بين الولايات المتحدة والحلفاء التقليديين مع وجود إشارات مبكرة بشأن استعداد المملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى لتحدي الموقف الأمريكي.

التوترات التجارية الأخرى التي تلوح في الأفق

وبخلاف النزاع الأمريكي الصيني، يبرز بالخوف حيال تجدد المشاحنات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا قررت واشنطن تطبيق التعريفات الجمركية على السيارات وقطع الغيار المستوردة من أوروبا.

ويشدد بلاد روك على أن الأسواق لا تقوم بتسعير مثل هذا السيناريو.

كما يبرز مصدر قلق أخر بشأن الصفقة التجارية الأمريكية الجديدة مع كندا والمكسيك، حيث أصبحت عملية دخولها حيز التنفيذ غير مؤكدة.

وبشكل عام، يشير بلاك روك إلى أن التجارة تبقى في قلب السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عام 2019 مع المحافظة كذلك على احتمال أن تكون مخاطر التوترات التجارية العالمية على مستوى عالٍ.