TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

رئيس جامعة لندن للاقتصاد:"تراجع الحراك الاجتماعي السبب في مشكلات مصر"

رئيس جامعة لندن للاقتصاد:"تراجع الحراك الاجتماعي السبب في مشكلات مصر"
الدكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية

من فهد عمران

القاهرة – مباشر: قالت الدكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن "على عكس الرأي السائد، إن عدم المساواة في مصر في الواقع منخفض للغاية وفقًا للمعايير الدولية، وجزء من ذلك يرجع إلى أن دول الشرق الأوسط تميل إلى إعادة التوزيع بدرجة كبيرة".

وأشارت شفيق، المصرية التي كانت أصغر نائبة رئيس بالبنك الدولي، كما تولت منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي سابقاً وعملت أيضاً كنائبة محافظ بنك إنجلترا، إلى أهمية دور برنامج "تكافل وكرامة" في ضمان حصول ما بين 1.5 مليون و 2مليون عائلة من الأسر المحرومة في مصر على الحد الأدنى من الدخل الذي يمكّنهم من الإنفاق على التعليم والطعام المفيد صحيا.

  *السيسي يوجه الحكومة بإصلاح منظومة الأجور..والتطبيق يوليو القادم

  *فيتش ترفع تصنيف مصر الائتماني لـ"+B" مع نظرة مستقرة

وأضافت شفيق في محاضرة بعنوان "القيادة العالمية في عالم متغير"، على هامش الذكرى السنوية لتكريم الدبلوماسية نادية يونس في الجامعة الأمركيكية بالقاهرة، أنه بالرغم من تقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر، إلا أن الطبقة الوسطى أصبحت في وضع أسوأ نسبياً".

علاقة الحظ بتراجع الرضا عن الحياة بمصر

وذكرت رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: أنه "في العقد الماضي، تجاوزت نسبة المصريين المنتقلين من الطبقات الأعلى للأدنى نسبة المنتقلين من الطبقات الأدنى للأعلى."

لذا تعتقد شفيق أن الحظ أصبح أكثر أهمية من الاجتهاد للنجاح وتراجعت احتمالات الحراك الاجتماعي، حيث قالت: "أعتقد أن هذا هو السبب الكبير للانخفاض الملحوظ في الرضا عن الحياة الذي نراه في العديد من استطلاعات الرأي في مصر."

من خلال تسليط الضوء في محاضرتها على دور الحظ مقابل الاجتهاد لتحقيق النجاح، أثارت شفيق عدة أسئلة تتعلق بالفرص المتاحة للأشخاص مثل بلد الميلاد والمدارس المتوفرة على سبيل المثال وكيف تؤثر تلك العوامل على فرص نجاحهم.

قالت شفيق: "تختلف إجابات هذه الأسئلة بشكل كبير مع مرور الوقت واختلاف الأماكن، ولكن هناك أيضًا أسئلة عديدة تتعلق بالسياسة العامة لأن الكثير مما يفترض أن تفعله الحكومات هو مساعدة أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في الحياة على الحصول على فرص عادلة."

وناقشت شفيق العقد الاجتماعي والذي يمثل شبكات من الالتزامات والفرص التي تربط مجتمعاتنا ببعضها البعض، حيث قالت: " أعني بالعقد الاجتماعي حقوق وواجبات المواطنة، ودفع الضرائب في مقابل الخدمات العامة، والوعد الذي يمنحه المجتمع بالحراك الاجتماعي لأولئك الذين يعملون باجتهاد."

واستندت شفيق على تجربتها الشخصية للتدليل على أهمية التعليم في الحراك الاجتماعي والدور الذي تلعبه الفرص والاجتهاد في التقدم.

وذكرت كيف بدأت أسرتها من الصفر في الولايات المتحدة الأمريكية بعد خسائر والدها خلال التأميم في حقبة الستينيات في مصر قائلة: "كان أبي دوما يقول لنا إن بإمكانهم أخذ كل شيء منكم إلا تعليمكم".

وأضافت: "لقد كنا مهاجرين عندما ذهبنا إلى الولايات المتحدة، ولا شك أن عائلتي واجهت التمييز العنصري، ولكن سُمح لنا أيضًا بالمضي قدماً والاستفادة من الفرص المتاحة."

وقالت شفيق: "أؤمن أن المواهب، لا الفرص، منتشرة في جميع أنحاء العالم. ولهذا السبب قضيت الكثير من مهنتي في مجالات مثل التنمية الدولية والتعليم والتي تتعلق بإتاحة الفرص للآخرين".

وأوضحت أنها تمكنت من النهوض بحياتها المهنية في المنظمات التي تبني قراراتها على أساس الجدارة والتي لا تعتمد على العلاقات كأساس التقدم.

وأضافت: "كما حظيت أيضًا ببعض الرؤساء الجيدين الذين منحوني الفرصة للنمو. وبالنسبة لي هذا المزيج من التعليم الجيد والعمل بالمنظمات التي تعتمد على الجدارة هو ما مكنني من الحراك الاجتماعي."

وعن مفهوم القيادة والتي تناولته في حديثها، أكدت شفيق على أن القادة العظماء يلهمون ويشجعون ويمكّنون ويقومون بتشكيل قادة عظماء من حولهم، قائلة: "بالتأكيد لست بحاجة إلى أن أكون أذكى شخص في فريق العمل وأنه من الممتع أكثر أن أكون مع من هم أكثر ذكاءً مني في فريقي، كما أريد أيضًا أن أعمل مع أشخاص مختلفين ولديهم فكر مختلف عني."

واختتمت شفيق حديثها بمشاركة الحضور بعض الدروس من حياتها، حيث قالت: "إن النجاح في الحياة هو نتيجة للحظ والاجتهاد. وكما أقول لأبنائي باستمرار إذا كنتم محظوظين في يانصيب الحياة، فأنتم بحاجة إلى القيام بشيء ما لأولئك الذين لم يحالفهم الحظ. يمكن أن يكون ذلك على المستوى الفردي من خلال الأعمال الخيرية أو من خلال دفع الضرائب".

وأضافت رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أن الحراك الاجتماعي هو ما يمنح الناس وخاصة الشباب الأمل.

قالت شفيق إن الحراك الاجتماعي في معظم المجتمعات قد انخفض في العقود الأخيرة.

وتعتقد رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية أن الكثير من المشاكل الحالية التي نراها في دول مثل مصر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة هي السبب في ذلك.

وقالت: "لعل أكبر تحدي اجتماعي نواجهه هو إتاحة الفرص من خلال التعليم والحياة بشكل عام وتوفير فرص عمل أكثر عدالة ومنافسة حقيقية، وهو أيضا أمر حيوي لنجاحنا الاقتصادي، لأن الحصول على أقصى استفادة من مواهبنا هو الطريق إلى رخاء أعظم."