من: محمود جمال
أبوظبي- مباشر: في يوم الاحتفاء بمولده، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات، أمس، بإطلاق مبادرة تحفيزية تستهدف جذب مستثمرين دوليين إلى مجال التكنولوجيا الزراعية بالعاصمة.
ورصدت الإمارة مجموعة من الحزم التحفيزية التي تصل قيمتها إلى مليار درهم (272 مليون دولار)، بهدف استقطاب الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الزراعية من جميع أنحاء العالم إلى أبوظبي.
مزايا كبرى
وقال اقتصاديون لـ"مباشر" إن تلك المبادرات ترسخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية في البيئات الصحراوية، مشيرين إلى أن المبادرة الأخيرة تحديداً تتيح مزايا كبرى للشركات الدولية.
ووفقاً للمبادرة سوف تستفيد الشركات من استرجاع نسبة تصل إلى 75% من تكاليف عمليات البحث والتطوير، وذلك وفقاً للشروط التجارية والاستحقاق.
تنمية قوية
قال إياد أبو حويج – المدير العام لشركة الشركاء المتحدون للاستثمار "تظهر المبادرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الدولة ملتزمة حقًا بدعم اقتصادها ودوافعها الرئيسية".
وأوضح إن إن سياسات التنمية الاقتصادية القوية هي مفتاح الاقتصاد المزدهر، مبينا أن الغرض من هذه المبادرات هو جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز قطاع التكنولجيا بالزراعة محليًا
ولفت إلى أن للتكنولوجيا التي تم تطويرها واختبارها محليًا منصة قوية للبيع في الشرق الأوسط من خلال واحدة من أسرع مراكز الأعمال تطوراً، أبو ظبي.
وتوقع أن تحقق المبادرة أكثر من 1.650 مليار درهم من إجمالي الناتج المحلي وخلق أكثر من 2900 فرصة عمل في الإمارات بحلول عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، ستضع أبوظبي في موقع الريادة في قطاع التكنولجيا على أساس إقليمي. سوف يستفيد قطاع التكنولجيا من وجود بنية تحتية متطورة للغاية وقطاع الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة المطورين لتحقيق النمو.
ومن المتوقع ألا تؤدي المبادرة إلى تعزيز مساحة التكنولجيا بالزراعة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فحسب، بل ستعزز أيضًا القطاعات الأخرى التي ستستوعب أعمالًا جديدة تولدها مساحة التكنولجيا بالزراعة .
حزمة مليارية
وقال مدير المخاطر المالية، رئيس قسم الاستثمارات والاستشارات لدى شركة سنشري فاينانشال، إن إعلان الشيخ محمد بن زايد عن حزمة بقيمة مليار درهم إماراتي للشركات المحلية والعالمية هو فكرة مدروسة جيداً لأنها ستساعد على تحديد مكانة الإمارات كمركز لتكنولوجيا الزراعة.
ورجح ديفيش مامتاني أن تلك المبادرة ستكون فرصة للبلاد؛ حيث من المتوقع أن تصبح الزراعة الدقيقة والزراعة الذكية محط أنظار العالم خلال المستقبل القريب.
وأضاف أنه مع وجود واحد من كل تسعة أشخاص أو 800 مليون يعانون بالفعل من الجوع يومياً، فإن تحديات تغذية النمو السكاني بالمستقبل هي أحد أهم الأمور التي يجب التركيز عليها! هذا ينطبق بشكل خاص على دولة الإمارات وذلك لضمان الأمن الغذائي لنفسها.
وقال إنه وفقاً للمبادرة إذا تم استيفاء الشروط المعينة، سيكون هناك خصم يصل إلى 75% تُخصص للبحث والتطوير، مما سيساعد على جذب الشركات الدولية.
وأشار إلى أنه في غضون سنوات؛ ستكون الأرباح الاقتصادية لهذه المبادرة أضعاف ما تم تقديمه من الحكومة الإماراتية كحوافز.
وتشير التوقعات إلى أن عدد سكان العالم سيرتفع من المستوى الحالي البالغ 7.3 مليار إلى 8.5 مليار بحلول عام 2030 و 9.7 مليار بحلول عام 2050.
أضمن لكم حضارة
والمبادرة ضمن وعي مبكر بأهمية الزراعة يظهر بوضوح في سياسات تتجه نحو التنمية المستدامة وتسعى إلى حماية البيئة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتأتي ضمن توجهيات أيضاً أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تلخص لنا مدى الوعي المترسخ لدى قيادة دولة والذي قال "أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة".
وتسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 لتحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء، والمحافظة على الموارد المائية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتفعيل التنمية الخضراء. ولدى وزارة التغير المناخي والبيئة قناعة، بأن أي استراتيجية تنموية لتحقيق الأمن الغذائي لا بد وأن تتخذ من التنمية الزراعية المستدامة غاية لها.
4 محاور
والمبادرة نالت إشادة كبيرة من قبل الوزراء حيث أكد ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة أن اعتماد حزم استثمار تحفيزية بمليار درهم، لاستقطاب شركات التكنولوجيا الزراعية العالمية ضمن برنامج «غداً 21»، من شأنه تحقيق إفادة مباشرة على مستوى القطاع الزراعي المحلي.
ولفت إلى أن برنامج «غداً 21»، يمثل نموذجاً مهماً على المبادرات البناءة، التي تمثل في حد ذاتها منظومة متكاملة لدعم وتعزيز الابتكار، حيث يركز في محتواه على 4 محاور رئيسة، هي: تحفيز الأعمال والاستثمار، وتنمية المجتمع، وتطوير منظومة المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة، فيما تشمل المرحلة الأولى منه ما يزيد على 50 مبادرة جديدة، تتوافق مع أولويات المواطنين والمقيمين والمستثمرين.
ولفت الزيودي إلى أن المبادرة تؤسس لتحول دولة الإمارات، وإمارة أبوظبي على وجهة الخصوص، إلى حاضنة للابتكار والبحث والتطوير الزراعي العالمي.
قوة وجاذبية
وأكدت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، أن القرار يعد دليلاً قوياً على إيمان قيادتنا الرشيدة العميق بأهمية تمكين القطاع الزراعي بالتكنولوجيا الحديثة، وضرورة إيجاد بيئة حاضنة جاذبة للمستثمرين في مجال التكنولوجيا الزراعية وتحفيز البحث والتطوير الهادف والداعم للقطاع الخاص، وصولاً إلى تعزيز موقع الإمارات عموماً وأبوظبي خصوصاً كوجهة عالمية مفضلة ومركز للأمن الغذائي القائم على الابتكار.
واختتمت الوزيرة: "سيساهم القرار الجديد في تعزيز عمليات البحث والتطوير وتوظيف مخرجات البحث العلمي في تطوير عمليات الإنتاج الغذائي، وتوظيف أحدث التكنولوجيا في كافة مراحل سلسلة الإمداد، الأمر الذي يعد ركيزة رئيسية للارتقاء بالأمن الغذائي".
حيوية القطاع
وفي الإمارات باتت الاستدامة في الزراعة هدفاً واضحاً لدى الجهات المعنية بتطوير هذا القطاع الحيوي المنوط به تحقيق الأمن الغذائي، وتقليص الفجوة الغذائية، بحيث يتم الحفاظ على التربة وأيضاً تحقيق الاستخدام الأمثل للمياه سواء الجوفية أو ما يتوفر من مياه الأمطار، ولم تقف الخصائص المناخية ولا الطبيعة الجغرافية سواء ما يتعلق بشح المياه وقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وضعف التربة عائقاً أمام التفكير خارج المربع في هذا القطاع.
فالمزارعون في أبوظبي محبون لمهنتهم، ومطلعون على كل ما هو جديد، ولديهم وعي بيئي قل نظيره في المنطقة. هم يشيدون بالجهد الحكومي في التوعية والإرشاد الزراعي وتقديم الدعم.
والأهم أن فكرة التكامل داخل المزرعة واضحة في أذهانهم، فبعضهم يربط الاستزراع السمكي ببيوت محمية لإنتاج الخضراوات بنظام الزراعة المائية، ومنهم من يربط الاستزراع السمكي بالإنتاج الزراعي للأعلاف والخضراوات وفق نظام الحقل المفتوح.
ترشيحات:
سلطة دبي الطبية تلغي وتخفض رسوم الخدمات بالمنطقة الحرة"
البركة المصرفية" تعتزم التوسع في الصين وإندونيسيا
ارتفاع نسبة إشغال فنادق روتانا في 2019
