من: نهى النحاس

مباشر: أحياناً ما تتسبب الأخطاء غير المقصودة أو الصغيرة في خسائر فادحة، وهذا ما حدث مع شركة الملابس الرياضية نايكي، التي خسرت نحو ملياري دولار من قيمتها السوقية نتيجة تمزق حذاء لاعب رياضي.

ماذا حدث؟

بدأت الأزمة حينما كان زيون ويليامسون لاعب كرة السلة لجامعة ديوك والمرشح للانتقال للعب إلى دوري "إن.بي.إيه" للمحترفين يلعب في مباراة يوم الأربعاء الماضي، ليتمزق حذاؤه ماركة نايك بعد أقل من دقيقة من بدء المباراة ما تسبب في إصابة اللاعب.

وتسبب ذلك الحادث والذي كان محط أنظار العديد من المشجعين في الولايات المتحدة بإصابة في "الركبة للاعب"، ما اضطره لمغادرة أرض الملعب وعدم استكمال المباراة.

والأمر الذي تسبب في تدهور الأمر هو أن المباراة كانت مذاعة على الهواء عبر شبكات التلفزيون، كما أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان من ضمن الحضور، وكان من السهل رؤيته وهو يقول "لقد تمزق حذاؤه".

كما عقب أوباما على المسألة بتغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر" يتمنى فيها الشفاء العاجل للاعب الأمريكي.

رد الشركة

وحاولت نايكي تدارك الأزمة، وقدمت اعتذاراً ووعداً بالتحقيق في الأمر عقب انتهاء المباراة، وقالت الشركة في بيان على موقعها إنهم معنيون وبشكل واضح بالأمر، "ونتمنى الشفاء العاجل لزيون".

وأكدت الشركة أن جودة وأداء منتجاتها أهمية قصوى لها، ومؤكدة في الوقت نفسه أن الحادث عارض، "نعمل على التعرف على المشكلة".

وكانت جامعة ديوك وقعت عقداً مع شركة "نايكي" منذ 4 سنوات ومدته 12 عاماً، ويقتضي إمدادها بالأحذية والملابس الرياضية لبرامج كرة السلة الخاصة بها.

الاعتذار غير كافٍ

وعلى الرغم من الوعود بالوقوف على حقيقة الأمر والاعتذار المقدم من نايكي، فإن الأمور سارت نحو الأسوأ، واتضح ذلك عبر أداء سهم الشركة، في اليوم التالي مباشرة للمباراة، حيث هبط بأكثر من 1.7%

وأغلق السهم عند مستوى 83.95 دولار، وذلك بعد أن سجل مستوى 83.47 دولار أثناء الجلسة، مقابل إغلاق جلسة الأربعاء عند مستوى 84.86 دولار.

وتسبب هذا الانخفاض في تراجع القيمة السوقية لشركة "نايكي" بمقدار 1.1 مليار دولار، بعد أن وصلت الخسائر إلى نحو ملياري دولار في بداية جلسة الخميس.

وعلى الرغم أن البعض قد ينظر إلى تفاعل سهم الشركة مع الحادث على أنه مبالغ فيه، فإن الأمر ينبع من أهمية رياضة كرة السلة لشركة نايكي؛ حيث إن الشركة تستحوذ على 90% من سوق الملابس والأحذية الرياضية لكرة السلة.

ويؤكد ذلك التقرير المالي لشركة نايكي عن العام المالي 2018، حيث أعلنت تسجيل إيرادات قيمتها 4.35 مليار دولار من مبيعات الجملة المكافئة لرياضة كرة السلة ما يمثل 14% من إجمالي مبيعاتها.

وعلى الرغم من أن الهبوط في أداء سهم الشركة الأمريكية على مدار الجلسات الماضية، فإنها لا تزال محتفظة بمكاسب بنحو 13.9% منذ بداية 2019، كما أن السهم سجل مكاسب بنحو 25% في العام الماضي.

أما فيما يتعلق بالأداء المالي لشركة نايكي فإنها منعزلة عن الخلافات أو الأزمات التي تشهدها، ووفقاً لآخر إفصاحات مالية للشركة وذلك عن الربع الثاني من العام المالي 2018-2019، فإنها سجلت زيادة في الإيرادات إلى 9.3 مليار دولار، مقابل مستوى 8.55 مليار دولار في الربع المقارن.

كما أنها شهدت ارتفاعاً في صافي الأرباح عند 847 مليون دولار، مقابل صافي أرباح بقيمة 767 مليون دولار في الربع المالي المقارن.

أزمات مشابهة

ويبدو أن شركة نايكي لديها سجل من الأزمات مع رياضة كرة السلة، حيث أنه في عام 2017، حينما حصلت الشركة على حقوق رعاية الاتحاد الوطني الأمريكي لكرة السلة، فإنها تورطت في حوادث مشابهة متمثلة في تمزق ملابس بعض نجوم اللعبة منهم ليبرون جيمز.

وفي سبتمبر العام الماضي امتدت مشاكل الشركة لتصل إلى أزمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، وحدث ذلك حينما وقع اختيار نايكي على لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كابيرنيك كواجهة إعلانية في حملة الذكرى الثلاثين لـ"Just Do It"، وهو الأمر الذي أثار حفيظة ترامب.

وعلّق الرئيس الأمريكي على الأمر عبر تغريدة على موقع التوصل "تويتر" بأن الغضب والمقاطعة هما مصير الشركة الأمريكية العاملة في مجال الملابس والأحذية الرياضية، وتساءل الرئيس الأمريكي خلال التغريدة إذا ما كانت "نايكي" لديها أدنى فكرة بأن الوضع سيكون بمثل هذه الطريقة.

والسبب وراء غضب ترامب لاختيار "نايكي" هو أن كابيرنيك" قام بالركوع أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي بدلاً من الوقوف اعتراضاً منه على ممارسات الشرطة ضد السود، وقاد حركة احتجاجية بين بعض اللاعبين.

أما في الشهر الجاري فإن نايكي"واجهت أزمة مع بعض المستهلكين بعد أن أصدرت الشركة حذاءً رياضياً ذكياً بدون رباط أحذية، لكن يتم ربطه باستخدام تطبيق على الهاتف الذكي الخاص بهم، ويصل ثمن الحذاء إلى 350 دولاراً.

ولكن الحذاء الجديد واجه موجة انتقادات واسعة، حيث إن بعض مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل "أندرويد" لم يتمكنوا من ارتداء الحذاء لأن التطبيق لا يعمل على هواتفهم.

وعلى الرغم من ذلك فإن نايكي تقدمت باعتذار لعملائها وتقدمت بوعود لحل الأزمة في وقت قريب.