من: نهى النحاس

مباشر: يبدو أن عصر الطائرات الجامبو على أعتاب الدخول إلى مرحلة الانقراض بالإعلان التاريخي لشركة "إيرباص" بوقف تصنيع أكبر طائرة ركاب في العالم "إيه 380"، بعد مرور 12 عاماً على دخولها الخدمة.

و"إيه380" ليست مجرد طائرة تحلق جواً بين الدول، فهي تسع لـ800 راكب، ويصل طولها 72.7 متر فيما يصل طول جناجيها إلى 79.8 متر.

ويوجد 14 خط جوي حول العالم يمتلكون طراز "إيه 380"، ومن خلالهم يتم إجراء 300 رحلة يومية.

ورغم ذلك أعلنت شركة "إيرباص" أن أخر شحنة من أكبر طائرة ركاب في العالم من حيث الحجم سيتم تسليمها في عام 2021.

وعلى الرغم أن مصنعة الطائرات الأوروبية أرجعت السبب الرئيسي لهذا القرار إلى خفض أكبر مستهلك لـ"إيه380" وهي شركة طبران الإمارات إلا أن ذلك الطراز يعاني منذ فترة طويلة.

وقررت طيران الإمارات خفض طلباتها من طائرة "إيه380" إلى 123 طائرة بانخفاض 39 طائرة، لتقوم بدلاً من ذلك بطلب 40 طائرة من "إيه330" و30 طائرة من طراز "إيه350".

وأكدت الإمارات أنها ستستلم 14 طائرة أخرى من طراز "إيه 380" خلال العامين المقبلين.

وقدم الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص توم اندرز توضيحاً لهذا القرار بأن الشركة ليس لديها كم كبير من التراكمات من طراز "إيه380" وبالتالي فإنه لا يوجد أساس تستند عليه الشركة للحفاظ على الإنتاج، "على الرغم من جميع جهود المبيعات مع شركات الطيران الأخرى في سنوات الأخيرة".

وسيؤثر قرار إلغاء التصنيع على نحو 3500 موظف بشركة التصنيع بما في ذلك حوالي 300 شخص من مصنعيها في بروتون الواقعة شمال ويلز والتي تقوم ببناء أجنحة الطائرة.

ويبدو أن قرار إيرباص كان حتمياً، حيث أن مبيعات "إيه380" في العام الماضي هي الأقل بين أقرانها من الطائرات التجارية، وذلك عبر طلبات توصيل 12 فقط من إجمالي طلبات على الطائرات التجارية عند 800 طائرة.

كما أن الشركة أكدت أن قرارات الخفض في الطلبات كان لها تأثير مالي سلبي على أرباح ما قبل الضرائب قيمته 463 مليون يورو في العام الماضي.

كما أنه بعد 12 عاماً من تصنيع الطائرة فإنها لم تتلق سوى 331 طلب توصيل.

وفي العام الماضي خفضت "إيرباص" عمليات إنتاج الطائرة إلى 6 طائرات بدلاً من 15 طائرة في 2017.

كما أن أحد الأسباب الأخرى وراء ذلك القرار يرجع إلى سعي الحكومات حول العالم إلى توسيع المطارات لمواكبة الطلب المتزايد، وتمكين الطائرات الجديدة من الربط المباشر بين المدن وهو الأمر الذي يهدد بتقويض بعض النماذج الضخمة لطائرات بعض الشركات واستبدالها بنماذج أصغر، وهو ما حدث بالفعل مع "إيه380".

ويشهد قطاع الطيران التجاري حالياً تحولاً ملحوظاً لصالح الطائرات الأصغر حجماً والأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

وواجهت "إيه380" مشاكل مبكرة في رحلتها التطويرية والتي أخرت المشروع، وحينما بدأت أولى رحلاتها فإن ذلك تزامن مع بداية الأزمة الاقتصادية العالمية في 2007، الأمر الذي جعل الشركات مترددة في تبنيها في طرازاتها.