TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بيل جروس.. ملك السندات يعتزل بعد حياة عملية مثيرة للجدل

بيل جروس.. ملك السندات يعتزل بعد حياة عملية مثيرة للجدل

من: نهى النحاس

مباشر: قرار الاعتزال لا يقتصر فقط على أهل الرياضة أو الفن في كونه خبراً صادماً للجمهور، ففي عالم الاستثمار قرار الاعتزال يعني أشياءً كثيرة.

ويرجع الصدى الكبير الذي يتركه ذلك الخبر في نفوس الشركات والمستثمرين معاً إلى الأهمية التي يتمتع بها صاحب القرار، وإعلان شخص بحجم بيل جروس صاحب الـ74 عاماً اعتزاله عالم الاستثمار بعد 40 عاماً من الصولات والجولات في الأسواق كان بمثابة ضجة كبيرة لن يزول أثرها بسهولة.

وسيتجه جروس بعد اعتزاله نحو إدارة أصوله الشخصية ومؤسسته الخيرية مع اثنين من أولاده الثلاثة.

وقال جروس في بيان صحفي: "لقد قمت بعمل رائع لأكثر من 40 عاماً في مسيرتي المهنية حيث حاولت في جميع الأوقات أن أضع اهتمامات العميل أولاً أثناء إعادة إدارة السندات النشطة".

ونجح جروس على مدار العقد الماضي في أن يحقق إجمالي عوائد لمستثمريه بقيمة 50%.

أما في الفترة من 2009 حتى عام 2014 داخل شركة "بيمكو" فكانت مليئة بالإنجازات، حيث حقق مكاسب بنسبة 46% مقابل زيادة بنسبة 31% في مؤشر السندات.

وجروس الذي عُرف بـ"ملك السندات" امتلأت حياته المهنية بكثر من الجدل كما تكللت بالكثير من النجاح الذي يستحق التوقف عنده.

وعُرفت السنوات الأخيرة في حياة جروس المهنية بالكثير من الاخفاقات، خاصة في عام 2014 والذي كان شاهداً على رحيله من شركة باسفيك انفيسمنت مانجمينت والتي تعرف بـ"بيمكو" والتي شارك في تأسيسها في عام 1971 وتدير الآن أصول قيمتها تريليوني دولار.

ومنذ 4 سنوات تصاعدت التوترات داخل أكبر شركة إدارة أصول في العالم، نتيجة لاستياء المديرين الشباب من أسلوب إدارة جروس والذي وصف بأنه استبدادي إلى كونه عُرف بأنه شخص حاد المزاج.

واتضح ذلك مع استقالة الاقتصادي محمد العريان والذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بيمكو" وذلك في مطلع عام 2014، مما أدى إلى مزيد من الخلافات الداخلية.

وانتشرت تكهنات مختلفة وقتها حول السبب الرئيسي في استقالة العريان وذلك من وصوله إلى طريق مسدود في علاقته مع جروس، إلى الأداء السيء للشركة والتي شهدت تدفقات خارجة بمستوى قياسي في 2013 عند مستوى 41.1 مليار دولار.

وبعد ذلك بأشهر قليلة جاءت استقالة جروس مكتوبة بخط اليد قبل دقائق من افتتاح الأسواق الأمريكية في 26 سبتمبر 2014.

وبعد استقالة جروس بعدة أشهر من "بيمكو" قام بمقاضاة الشركة حيث اتهمها بالفصل التعسفي، وانتهت تلك القضية في عام 2017 حينما تم التوصل لتسوية تقضي بحصول جروس على تعويض قيمته 81 مليون دولار.

وفي 2015 فقدت "بيمكو" لقب أكبر صندوق استثمار مشترك بالسندات في العالم ليكتسب اللقب صندوق "فانجارد توتال بوند ماركت"

وإن كانت تلك هي نهاية الطريق بالنسبة لجروس في بيمكو، فإن البداية كانت في أول سبعينات القرن الماضي وحدثت حينما تحول إلى الاستثمار بعدما شغل منصب ضابط بحري أمريكي، وذلك بعد أن أنهى دراسته في مجال علم النفس في جامعة ديوك عام 1966.

وبعد رحلته القصيرة في المجال العسكري شارك جروس في تأسيس شركة إدارة شركة "باسفيك انفيسمنت مانجمنت" وأصبح نجماً في مجال الاستثمار حيث اجتذب مئات مليارات الدولارات من الأصول.

وعقب انتهاء رحلة جروس داخل "بيمكو" والتي استمرت طوال 4 عقود اتجه بعد ذلك نحو شركة "يانوس هندرسون"، ولكنه لم يكن قادراً على تكرار نجاحه السابق، حيث أن ترتيب الصندوق الذي قام بإدارته كان بالقرب من القاع.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية يقف ترتيب أداء صندوق يانوس هندرسون العالمي للسندات غير المقيدة والبالغ قيمتها 950 مليون دولار أقل من 90% من أقرانه.

ويتضح إخفاق جروس داخل شركة "يانوس هندرسون"، التي سيستقيل منها في مارس المقبل في حجم ثروته الذي تقلص مؤخراً.

وتبلغ ثروة ملك السندات الفترة الراهنة مستوى 1.5 مليار دولار، وهو مستوى أقل من 2.5 مليار دولار المسجلة في يونيو 2018.