TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حدث الأسبوع.. الإغلاق الحكومي الأمريكي يتحول لمأساة تاريخية

حدث الأسبوع.. الإغلاق الحكومي الأمريكي يتحول لمأساة تاريخية

من: سالي إسماعيل

مباشر: تحول الوضع إلى مأساة تراجيدية في الولايات المتحدة تزامناً مع وصول الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية إلى لقب الأطول عبر التاريخ.

والصدام الكبير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين حول المبلغ الذي سيتم من خلاله تمويل بناء جدار عازل بين الولايات المتحدة والمكسيك، هو السبب الرئيس لإغلاق الحكومة مع بداية يوم 22 ديسمبر والذي لا يزال جارياً حتى الآن.

ومع حلول يوم السبت 12 يناير، فإن الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية أصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بعدما تجاوز أكبر فترة إغلاق مسجلة على الإطلاق والبالغة 21 يوماً في عهد الرئيس بيل كلينتون.

وكان آخر أطول إغلاق حكومي في التاريخ ذاك دام لمدة 21 يوماً في الفترة من 15 ديسمبر 1995 وحتى 6 يناير 1996.

ورغم الاجتماعات المتكررة والخلافات حول تمويل يتجاوز خمسة مليارات دولار إضافة إلى الاتهامات المتبادلة فإن المحاولات كافة باءت بالفشل في إنهاء هذا الإغلاق الحكومي الذي بدأ يومه الثاني والعشرين، إلى جانب تحذيرات عالمية من خفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة.

بطالة تلوح في الأفق

وفي الوقت نفسه، فإنه يوجد نحو 800 ألف موظف فيدرالي لا يعلمون موعد راتبهم المقبل، قام البعض منهم بتنفيذ مظاهرات خارج المباني الفيدرالية للمطالبة بإنهاء الإغلاق الحكومي والعودة للعمل.

في حين لجأ آخرون إلى التقدم بطلب للالتحاق بوظائف أخرى وإن كان دون جدوى، مع حقيقة أن العديد اتجه لطريق القروض البنكية أو تقدم بطلب للحصول على إعانة البطالة.

ومن المتعارف عليه أنه خلال فترة الإغلاق الحكومي تتوقف الجهات الحكومية الفيدرالية عن العمل وكذلك الخدمات وهو ما يعني بطبيعة الحال أن الموظفين لن يذهبوا للعمل وبالتالي لن يحصلوا على راتبهم.

ومن هؤلاء الموظفين، يوجد ما يقرب من 420 ألف موظف فيدرالي يشغل وظيفة أساسية وبالتالي يعمل لكن بدون أجر في حين أن هناك 380 ألف آخرين يقيمون في منازلهم بدون أجر.

ورغم أنه في فترات الإغلاق الحكومية السابقة حصل الموظفون على رواتبهم لكن هذا أمر غير مضمون في الواقع في حين أن الوظائف التعاقدية لا تحصل على تعويضات نهائياً.

الصدام والمواجهة

ولا يزال الرئيس وقادة الكونجرس يتبادلون وجهات النظر التي لا تكشف عن شيء سوى مزيد من التباعد والخلاف، حتى أن آخرها انتهى بغضب وسط أقاويل بأن ترامب ضرب طاولة التفاوض بالاجتماع.

لكن الرئيس نفى في تغريدة عبر "تويتر" صحة واقعة الانسحاب بهذه الطريقة من الاجتماع الذي جمعه مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر.

وكان ترامب وصف هذا الاجتماع الذي غادره دون التوصل إلى حل وسط ينهي هذا الأغلاق، بأنه "مضيعة للوقت".

وأعلن الرئيس الأمريكي أيضاً اعتذاره رسمياً عن حضور منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا والمزمع عقده في وقت لاحق من هذا الشهر، مرجعاً السبب في ذلك إلى تعنت الديمقراطيين حول مسألة أمن الحدود.

ويرى ترامب أن التمويل لبناء الجدار العازل محل الخلاف، لن يكلف اليلاد شيئاً، حيث ستقوم المكسيك بتمويله من خلال تحديث صفقة النافتا التي من شأنها أن تجلب مليارات الدولارات للولايات المتحدة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، هدد رئيس الولايات المتحدة باستخدام السلطة التنفيذية لتمويل بناء الجدار ما لم يتم التوصل لاتفاق كما أكدت سكرتيرة البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدرس إعلان حالة الطوارئ.

وحذر ترامب مراراً من العواقب السلبية لعدم بناء الجدار العازل والتي من بينها تسريب المخدرات إلى البلاد إلى جانب تدفق المجرمين والعصابات بطرق غير شرعية.

الوضع المأساوي

الوضع المأساوي سيطر على عدد كبير من الموظفين، حيث تحكي كبير مستشاري وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية "راتشيل ويزرالي" في حديث مع وكالة "أسوشيتد برس"، أنها تفكر في الحصول على وظيفة بمتجر بقالة.

وتقول "ويزرلي" وهي مقيمة بولاية ماريلاند وأم لطفلين، إنها تقدمت بطلب للحصول على إعانة البطالة لكنها لا تزال تشعر بالقلق حيال مدفوعات الرهن العقاري المتأخرة.

وبحسب الوكالة الفرنسية، فإن إحدى المناطق التعليمية في "فولز تشيرش" بولاية فرجينيا تخطط لإقامة معرض توظيف للموظفين الفيدراليين الراغبين في العمل كمعلمين بديلين كما قامت منظمات وجمعيات بتوفير الغذاء للموظفين غير القادرين.

وفي قصة أخرى، تحاول "تياونا غيرا" وهي أحد موظفي مصلحة الضرائب في ولاية يوتا الأمريكية، الحصول على وظيفة لكن أصحاب العمل لا يرغبون في توظيفها خوفاً من مغادرة العمل بعد أسابيع قليلة حال إنهاء الإغلاق الحكومي.

وذكرت أنها تحصل على قرض لتسديد أقساط سيارتها كما تؤجل هي وزوجها خطط مغادرة منزل والديهم لحين انتهاء عملية الإغلاق.

وتشير "ميشيل والاس" وهي أم لأربعة أطفال إلى أنهم لن يتمكنوا من تلبية احتياجات أولادهم، حيث أن زوجها وهو عامل فيدرالي فقد راتبه مع التوقف الحكومي، قائلة: "ليس هناك نهاية تلوح في الأفق، لا أعرف متى سنحصل على أموال كافية".

وعلى صعيد موازٍ، اشتكى عدد من سائقي شركات خدمات التنقل مثل "أوبر" و"ليفت" من الآثار السلبية التي يخلفها الإغلاق الحكومي، على خلفية توقف رحلات انتقال الموظفين للعمل والذين يعتبرون بمثابة عملاء رئيسيون، نقلاً عن شبكة "إيه.بي.سي7" الإخبارية.

ماذا عن النتائج؟

رغم أنه حتى الآن لم تظهر إشارات واضحة على تأثر الاقتصاد الأمريكي أو الأسواق سلباً بالإغلاق الحكومي الحالي، إلا أن وكالة "فيتش" العالمية حذرت من احتمالية خفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة في وقت لاحق من العام حال استمرار هذا الإغلاق حتى الأول من مارس المقبل.

وخلال الأسبوع الماضي، تراجع المؤشر الرئيسي للدولار والذي يرصد أداء الورقة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية من مستوى 96.197 المسجل في أول الأسبوع لينهي تعاملات الجمعة الماضية عند 95.670 ما يعني أنه حقق خسائر أسبوعية بنحو 0.5% لكن خسائر المؤشر بلغت 1.3% خلال أيام الإغلاق حتى الآن.

وبالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية، فإن "وول ستريت" تمكنت من حصد مكاسب أسبوعية على الرغم من أنها أنهت تعاملات الجمعة على استقرار في ظل ترقب المستجدات.