TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

4 عوامل قد تجعل الذهب الحصان الرابح في الأسواق العالمية

4 عوامل قد تجعل الذهب الحصان الرابح في الأسواق العالمية

من نهى النحاس

مباشر: بداية قوية يحققها الذهب مع انطلاق العام الحالي، فالمعدن ربح ما يعادل 10 دولارات منذ بداية العام ووصل لأعلى مستوى في 6 أشهر.

ونجح الذهب في تجاوز مستوى 1300 دولار في الأيام الماضية، قبل أن يتراجع بالقرب من هذا المستوى.

وليس الأداء فقط ما يثبت تفوق الذهب ولكن أيضاً توقعات المحللين التي ترى أن المعدن النفيس لا يزال أمامه فرصة لحصد مزيد من المكاسب.

وتتعدد الأسباب وراء مكاسب الذهب؛ من ضمنها هبوط الدولار الأمريكي بفعل تكهنات تراجع وتيرة رفع الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والبادي في عدد من البيانات السلبية حول العالم.

الفيدرالي يتخلى عن وعوده

منذ نهاية العام الماضي وبنك الاحتياطي الفيدرالي بدأ يخفف من لهجته التشددية تجاه معدل الفائدة، حيث خفض في اجتماعه الأخير توقعاته لعدد مرات زيادة معدل الفائدة في 2019 إلى مرتين بدلاً من ثلاث مرات.

ومع الأسبوع الأول من العام الجاري صرح جيروم باول رئيس الفيدرالي بأن المركزي الأمريكي سيكون صبوراً أكثر تجاه رفع معدلات الفائدة، مضيفاً إلى أنه سينتظر تطورات النمو الاقتصاد نظراً للإشارات المتضاربة من السوق والبيانات.

وأضاف بأول بأنه لا يعتقد أن تقليص ميزانية البنك هو جزء مهم من قصة اضطراب السوق الذي بدأ في الربع الأخير من العام الماضي، "ولكن إذا توصلنا إلى نتيجة مختلفة فإننا لن نتردد لإجراء تغيير".

كما أبدى محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأخير نظرة مشابهة لتوقعات رئيسه بشأن معدل الفائدة، وذكر المحضر أن مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة أقل وضوحاً، مشيراً إلى أن عدد من أعضائه يرون إمكانية التحلي بالصبر حيال المزيد من التشديد النقدي.

وتخدم السياسة النقدية الأقل تشددية الذهب مع حقيقة أنها قد تحجم من صعود قيمة الدولار الأمريكي.

انفراجه وشيكة بالأزمة التجارية

شهد الأسبوع الثاني من 2019 لقاءً على ثلاثة أيام بين ممثلين تجاريين أمريكيين ونظرائهم في الصين بالعاصمة بكين، وخرجت بنتائج إيجابية.

وأكد الجانب الصيني على أنه تم إحراز تقدم في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة التي عقدت هذا الأسبوع، وأن المفاوضات التي كان مخططاً لها في البداية أن تستمر يومين فقط، امتدت لثلاثة أيام كون الجانبان جادين.

كما أكدت التقارير الصحفية على أن مفاوضين تجاريين من الصين والولايات المتحدة قلصوا حدة الخلاف خلال محادثاتهم التجارية.

ويخطط رئيس مجلس الدولة في الصين إلى زيارة واشنطن مع نهاية الشهر الجاري ليلتقي بروبرت ليثيزر الممثل التجاري الأمريكي ووزير الخزانة ستيفن منوشين.

وعلى الرغم أن المعدن الأصفر كان يُنظر له على أنه ملاذ آمن وقت الخلافات الجيوسياسية العالمية، فإن الخلاف التجاري الأمريكي لم يدعم مركز الذهب، بعكس الدولار الذي حقق مكاسب كبيرة على اعتباره الطرف الرابح في الأزمة.

تدهور البيانات الاقتصادية

مع بداية العام الجديد اتجهت الكثير من الدول للكشف عن البيانات الاقتصادية عن الشهر أو الاثنين الأخيرين من 2018، والتي جاءت في مجملها سيئة.

وكانت البداية مع الصين حيث كشف مؤشر كاسين لمديري المشتريات، أن النشاط الصناعي انكمش في ديسمبر مسجلاً 49.7 نقطة وهو أقل مستوى في 19 شهراً، كما تراجع النشاط الصناعي الأمريكي في الفترة ذاتها لأدنى مستوى منذ سبتمبر 2017 مُسجلاً 53.8 نقطة.

أما عن النشاط الصناعي في منطقة اليورو فتراجع لأدنى مستوى في 4 سنوات في الشهر الماضي مُسجلاً 51.1 نقطة، كما أن ثقة المستثمرين في اقتصاد منطقة اليورو تراجعت لأدنى مستوى في 4 سنوات خلال يناير الجاري.

وفي بريطانيا تباطأ نمو الاقتصاد في الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر الماضي عند مستوى 0.3% وهي أبطأ وتيرة في 6 أشهر، كما أنه مستوى أقل من المسجل في الأشهر الثلاثة المنتهية أكتوبر عند 0.4%.

وخرج تقرير البنك الدولي الأخير مخفضاً تقديراته للنمو الاقتصادي العالمي عن العام الجاري و2020.

وحذر التقرير من أن زيادة عدم اليقين السياسي العالمي منذ منتصف العام الماضي ترفع من التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية، كما حذر من أن التباطؤ بأكثر من المتوقع في أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن يكون له عواقب بالنسبة للاقتصاد العالمي كافة.

تراجع أداء الأصول الخطرة

لعب التراجع في أداء الأصول الخطرة منذ نهاية العام الماضي دوراً بارزاً في دعم أسعار الذهب، حيث أن العملة الأمريكية تراجعت مع بداية العام الجاري لأدنى مستوى في شهرين.

وأصيبت الورقة الخضراء بنوبة هبوطية على الرغم أنها كانت الفائز الوحيد تقريباً في 2018 على مستوى العملات الرئيسية وذلك بعد تصريحات الفيدرالي، والبيانات الاقتصادية السلبية.

أما أسواق الأسهم العالمية فانخفضت في الأسبوع الأول من 2019 مع تخفيض شركة آبل توقعاتها لإيرادات الربع الرابع من العام الماضي، ما تسبب في هبوط قطاع التكنولوجيا وأسهم الموردين في آسيا وأوروبا.

توقعات المحللين تؤكد على قوة الذهب

جاءت توقعات المحللين في مجملها مؤيدة لارتفاع أسعار الذهب على مدار العام الجاري، نتيجة مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتوقعات بأن يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن سياسته التشددية.

وفي أحدث توقعات لبنك جولدمان ساكس أكد أن أسعار الذهب سترتفع لأعلى مستوى منذ 2013 خلال فترة الـ12 شهر المقبلة حتى يصل إلى 1425 دولار للأوقية.

وأشارت المذكرة إلى أن أسعار الذهب استفادت من ارتفاع التوترات الجيوسياسية التي تغذي مشتريات البنوك المركزية في حين ساعدت المخاوف من حدوث ركود على تعزيز الطلب من المستثمرين الذين يسعون إلى أصول آمنة".

كما ذكر مجلس الذهب العالمي في توقعاته للعام الجديد أن المعدن الأصفر على مدار العام الجاري سيكون تحوط جذاب على نحو مرتفع نتيجة تزايد حالة عدم اليقين والتوسع في السياسات الاقتصادية الحمائية.

وشدد المجلس على إنه بالرغم أن المعدن قد يشهد رياحا معاكسة من معدلات الفائدة المرتفعة وقوة الدولار الأمريكي "فإن تلك التأثيرات من المتوقع لها أن تكون محدودة حيث أن الفيدرالي أشار إلى موقف أكثر حيادية".

وصرح محلل بـ"ساكسو بنك" لمحطة سي.إن.بي.سي الأمريكية بأنه في حالة استمرار وضع السوق على غرار الربع الرابع من 2018 من حيث انخفاض الدولار والأسهم "فمن المرجح أن يرتفع الذهب ليصل إلى 1380 دولار".

وكان بنك أوف أمريكا حدد متوسط سعر الذهب في 2019 عند 1296 دولاراً للأوقية مع احتمالية زيادته عند 1400 دولار للأوقية خلال العام، أما بنك "جي.بي.مورجان" فيرى أن أسعار الذهب ستظل قريبة من مستوياتها الجارية على مدار النصف الأول من 2019 عند مستوى يتراوح بين 1200 دولار و1250 دولاراً للأوقية.