TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

من بطل شعبي إلى متهم.. كيف انتهت أسطورة كارلوس غصن؟

من بطل شعبي إلى متهم.. كيف انتهت أسطورة كارلوس غصن؟

مباشر: تلقت صناعة السيارات العالمية صدمة في الأسبوع الجاري جراء الأزمة التي تواجه كارلوس غصن رئيس تكتل كبرى شركات السيارات في العالم "رينو- ميتسوبيشي - نيسان" بسبب مخالفات مالية.

والأغرب من الخبر هو سرعة تطور الأحداث، فخلال ساعات كان "غصن" تحت تصرف قوات الشرطة اليابانية، ومهدداً بالإقالة من رئاسة الشركات الثلاث.

وعلى الرغم أن الأيام المقبلة ستأتي محملة بمزيد من التفاصيل حول الواقعة، فإن ما تم الكشف عنه حتى الآن صادم بالنسبة للمستثمرين.

وانتهت التحقيقات الأولية داخل شركة نيسان إلى أن "غصن" على مدار سنوات عديدة قام هو ونائبه "جريج كالي" بالإفصاح عن حصول الأول على تعويضات مالية أقل من الأرقام الحقيقية، بالإضافة إلى رصد ما إذا كان قام بإساءة استخدام أصول نيسان.

وتشير التحقيقات حتى الآن إلى أن "غصن" قدم بيانات للبورصة اليابانية تقلل من حقيقة الأموال والتعويضات التي حصل عليها بنحو 44 مليون دولار على مدار السنوات الخمس المنتهية في مارس 2015، بالإضافة إلى احتمالية استخدامه الشخصي لأصول شركة نيسان.

كيف تصرفت الشركات الثلاث؟

وذكرت شركة نيسان أنها تعتزم عزل رئيسها ومديرها التنفيذي، متقدمة بالاعتذار لمساهميها عن التسبب في تلك المخاوف الكبيرة، رغم تقارير تشير إلى انقسام مجلس إدارتها حول القرار.

وبالرغم من أن شركة "ميتسوبيشي" أعلنت أيضاً أنها تعتزم إنها خدمات "غصن"، إلا أن رئيس مجلس إدارة الشركة أعلن أنه سيكون من الصعب على تحالف شركات السيارات "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيشي" إدارة أعمالها بدون شخصية مثل كارلوس غصن.

وأضاف أوساميو ماسوكو أنه لا يعتقد أنه يوجد شخص آخر على كوكب الأرض مثل "غصن" يمكنه يدير الشركات الثلاث.

ويعتبر تحالف الشركات الثلاث مبنياً بشكل أساسي على شخصية "غصن، حيث أن هيكل الملكية بينهم تبدو متداخلة بعض الشئ، ما يهدد بإنها التحالف الحالي.

وتمتلك رينو 43.4% من أسهم نيسان، بينما تمتلك الثانية 15% في الأولى و34% في ميتسوبيشي.

وإن كان المسئول الياباني يرى ذلك، فإن وزير المالية الفرنسي صرح بأن "غصن" لا يمكنه أن يستمر مسؤولاً عن شركة رينو الفرنسية، بعد الاتهامات التي يواجها.

وأضاف "برونو لومير" أن "غصن" لم يعد بإمكانه الاستمرار في الموقع الذي يؤهله لريادة شركة "رينو"، حيث تمتلك الحكومة الفرنسية 15% من أسهم شركة السيارات.

ولذلك فإن وزير المالية الفرنسي طالب الشركة بتدشين هيكل إداري جديد لها.

وبعدها بساعات أعلنت "رينو" أن نائب الرئيس التنفيذي لها سيتولى مهام "غصن" ويقود الشركة بنفس المهام التنفيذية التي كانت متاحة لرئيسها السابق لكن بشكل مؤقت.

ومع تلك التطورات في مجريات الأمور من هو غصن الذي تولى ثالث أكبر تحالف سيارات على مستوى العالم؟

"غصن" صاحب الـ64 عاماً برازيلي المولد وفرنسي الجنسية، انتقل إلى لبنان في صغره قبل أن يطير إلى فرنسا لإكمال تعليمه.

وقضى غصن 18 عاماً في شركة إطارات السيارات "ميشلان"، لينطلق بعدها إلى شركة "رينو" حيث شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي من عام 1996.

واشترت رينو حصة في نيسان ليبدأ غصن في إحداث نقلة إيجابية في تاريخ الشركة، حيث خفض تكاليف الشراء وأغلق بعض المصانع وألغى 21 ألف وظيفة، واستثمر الأموال الناتجة عن هذه العمليات في موديلات 22 سيارة وشاحنة على مدار 3 سنوات.

وتمكن من إنقاذ شركة نيسان من إفلاس وشيك في نهاية التسعينات لُيصبح في نظر الكثير من اليابانيين قائداً ملهماً.

وواجه غصن محنة الإفلاس هذه بإعلانه عن خطه لإغلاق ثلاث مصانع وخفض 21 ألف وظيفة لتصبح الشركة أكثر تنافسية، وتسبب ذلك في احتجاجات من جانب 5 آلاف بالنقابات العمالية.

ومع تنفيذ خطة الشركة ببيع جزء من ملكية الشركة إلى رينو وسداد الديون، تمكن غصن من إنقاذ الشركة من الإفلاس وتحويلها إلى الربحية في غضون عامين.

وفي 2005 شغل غصن منصب المدير التنفيذي لمجموعة رينو، ليصبح رئيس مجلس إدارتها بعد ذلك في 2009.

أما شركة ميتسوبيشي فشغل منصب رئاستها التنفيذية في عام 2016.

وفي 2016 باع تكتل الشركات الثلاث نحو 9.9 مليون سيارة، وكان هناك سيارة من كل 9 سيارات يتم بيعها على مستوى العالم.

وفي العام الماضي كان التكتل هو ثالث أكبر تكتل على مستوى العالم من حيث المبيعات، ويوظف نحو 470 ألف موظف في 200 دولة حول العالم.

وكان غصن من أوائل الرؤساء التنفيذين الذين تبنوا الدعوة لتصنيع السيارات الكهربائية، وقاد تصنيع سيارات "نيسان ليف" في 2010، وتمكن غصن مع الوقت أن يمنح "نيسان" و"رينو" ثقلاً أمام منافسيها "فولكس فاجن" و"تويوتا" حيث اقتربت منهم من حيث الحجم.

كما أنه كان عضو منتظم في اللجنة التي تحضر فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي والمؤتمرات الدولية الأخرى ليناقش مستقبل النقل والتذكير بأن الصناعة تواجه اضطراب ضخم.

وخرج غصن بشركته خارج حدود اليابان، ففي 2001 أعلن بناء مصنع لإنتاج في مدينة سندرلاند الأنجليزية واستثمار 302 مليون دولار وقتها لإنتاج 500 ألف سيارة في العام وخلق 500 وظيفة جديدة.

وفي 2003 افتتح مصنع مشترك في الصين قيمته ملياري دولار لتصنيع الشاحنات والسيارات، وفي 2007 وسعت الشركة من توسعاتها داخل آسيا، وخاصة تايلند التي تيميز بقاعدة إنتاج منخفضة التكاليف.

أما عن وضع غصن الفترة الحالية فهو تم إيداعه قيد الاحتجاز في اليابان، مع انتظار نتائج التحقيقات التي قد تستغرق أسابيع  حتى يتم الاتفاق حول ما إذا كان سيتم توجيه اتهام له أم لا.

والمدعين العاميين في اليابان عليهم أن يحصلوا على أمر من المحكمة ليتمكنوا من احتجاز شخص لمدة 10 أيام، وهو ما حدث في حالة غصن.

وبعد انقضاء فترة الـ10 أيام فإن المدعيين العاميين يمكنهم تمديد الفترة لـ10 أيام أخرى، وذلك قبل أن يعلنوا ما إذا كانوا سيوجهوا له اتهامات أم لا.