TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا خسر النفط 25% من قيمته في شهر ونصف؟

لماذا خسر النفط 25% من قيمته في شهر ونصف؟

من - سالي إسماعيل

مباشر: خسائر حادة شهدتها أسعار النفط من أوائل أكتوبر الماضي ليتنازل طواعية عن أعلى مستوى مسجل منذ عام 2014 في ظل ضغوط وتحذيرات وتوقعات متشائمة.

ومنذ القمة التي سجلها الذهب الأسود في 3 أكتوبر الماضي (برنت عند 86.29 دولار للبرميل ونايمكس عند 76.41 دولار للبرميل) وحتى إغلاق جلسة 13 نوفمبر (برنت عند 65.47 دولار للبرميل ونايمكس عند 55.69 دولار للبرميل)، فإن الهبوط الحاد هو الصفة المميزة للنفط، حيث تراجع الخامين القياسي والأمريكي خلال تلك الفترة 24.13% و27.12% على الترتيب.

وشهد خام نايمكس الأمريكي أطول سلسلة خسائر يومية في تاريخه بعد أن تراجع اثنى عشرة جلسة على التوالي، كما أن خسائر الخام الأمريكي منذ بداية نوفمبر الحالي وحتى نهاية تعاملات الثلاثاء بلغت 14.73% في حين أن خسائر برنت في الفترة نفسها بلغت 13.25%.

وتسببت عدة عوامل في موجة تاريخية من الخسائر داخل أسواق الخام، من بينها الضغوط المتكررة لدونالد ترامب على أوبك والعقوبات الأمريكية المنقحة على إيران إضافة لتكهنات تباطؤ نمو اقتصاد العالم وبالتبعية ضعف الطلب العالمي على الخام وسط مخاوف تخمة المعروض.

ضغوط ترامب

دائماً ما يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوبك بأنها السبب وراء تحرك أسعار النفط في الاتجاه الصاعد لكنه هذه المرة طالبها بالحفاظ على سياستها الحالية والخاصة بزيادة إنتاج الخام تدريجياً.

وكتب ترامب في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": نأمل ألا تقوم السعودية وأوبك بخفض إنتاج النفط، يجب أن تكون أسعار النفط أقل بكثير بناءً على المعروض.

وتتزامن تغريدة ترامب مع إشارات حول اتجاه أوبك مجدداً لخفض إنتاجها من الخام بحلول العام المقبل بعد منح الإدارة الأمريكية إعفاءات مؤقتة من العقوبات المفروضة على إيران لـ8 دول من بينها الصين وذلك لمدة 6 أشهر، الأمر الذي قلص من مخاوف ارتفاع أسعار الخام.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة النفط بي.بي ذكر أن الرئيس الأمريكي أحد العوامل المؤثرة في أسواق النفط خلال الوقت الحالي لكنه أكد أنه ليس العامل الوحيد كذلك.

وضغط ترامب مراراً في الفترة الماضية على أوبك والمنتجين من خارجها لزيادة إنتاج النفط قبل إقرار العقوبات الأمريكية ضد إيران؛ لمنع أي زيادة حادة في أسعار الخام.

إنتاج إضافي

ورغم التكهنات التي توقعت أن تعاود أوبك خفض إنتاجها من النفط إلا أن أحدث الأرقام الرسمية تشير إلى زيادة ملحوظة بشأن ضخ إضافي من إمدادات الخام، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله بطبيعة الحال على أسعار الذهب الأسود.

وأظهر تقرير أوبك الشهري زيادة إنتاج النفط من جانب أعضاء المنظمة الخمسة عشر بنحو 127 ألف برميل يومياً في شهر أكتوبر ليصل إلى 32.900 مليون برميل يومياً، بقيادة ضخ مزيد من الإمدادات من الإمارات والسعودية.

وعلى صعيد الوضع داخل الولايات المتحدة، فإن إنتاج النفط الأمريكي ارتفع بمقدار 400 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر الجاري ليصل إلى 11.600 مليون برميل يومياً.

وتوقع بنك أوف أمريكا - ميريل لينش أن يخترق إنتاج الولايات المتحدة النفطي، مستوى 12 مليون برميل يومياً في عام 2019.

وقال البنك الأمريكي في مذكرة، إن الإنتاج المرتفع من الولايات المتحدة إضافة إلى ضخ المزيد من الإمدادات القادمة من السعودية وروسيا سيؤثران في توازن أسواق الخام.

طفرة المخزونات

تشهد المخزونات النفطية سواء حول العالم أو داخل الولايات المتحدة طفرة في الفترة الراهنة مع قفزة بنشاط التنقيب الأمريكي.

ووفقاً لتقرير أوبك الشهري، صعدت مخزونات النفط لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 5.5 مليون برميل خلال سبتمبر الماضي على أساس شهري لتصل إلى 2858 مليون برميل.

أما على صعيد المستويات الأسبوعية، فإن المخزونات النفطية بالولايات المتحدة تواصل الصعود للمرة السابعة على التوالي لتسجل 431.8 مليون برميل، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كما أضافت الشركات الأمريكية 12 منصة للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 9 نوفمبر الحالي، كما أفادت بيانات شركة "بيكر هيوز".

توقعات متشائمة

وللمرة الرابعة على التوالي، قامت منظمة الدول المصدرة للنفط بخفض توقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل وذلك في التقرير الشهري عن أكتوبر.

وتتوقع المنظمة أن ينمو الطلب العالمي على النفط 1.50 مليون برميل يومياً في 2018 بانخفاض 40 ألف برميل يومياً عن التقديرات السابقة والصادرة في سبتمبر الماضي.

وبالنسبة للعام المقبل، فمن المتوقع أن ينمو الطلب على الخام بنحو 1.29 مليون برميل يومياً وهو ما يعتبر أقل 70 برميل يومياً عن توقعاته السابقة، بحسب تقرير أوبك.

وقامت منظمة أوبك بمراجعة رؤيتها المستقبلية بشأن الطلب العالمي على النفط بشكل شهري منذ يوليو الماضي.

وعلى صعيد موازٍ، أطلقت منظمة أوبك صيحة تحذيرات بشأن تخمة المعروض النفطي، حيث قالت إن تقديرات 2019 تشير إلى أن المعروض من خارجها سيتجاوز التوسع في الطلب العالمي على الخام.

ومن جانب آخر، قد يواجه النفط ضعفاً في الطلب من كافة أنحاء العالم على خلفية التحذيرات المتكررة من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.

وبحسب تقرير توقعات الطاقة العالمية للعام الجاري والصادر هذا الأسبوع عن وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب على النفط من قطاع نقل الركاب سينخفض ​​أكثر مما كان متوقعاً في عام 2040 مدفوعاً بزيادة استخدام السيارات الكهربائية والتقدم في كفاءة استهلاك الوقود.

وقالت الوكالة الدولية إنها تتوقع إنتاج 50 مليون سيارة كهربية بحلول عام 2025 و300 مليون مركبة بحلول عام 2040 مقارنة بمليوني سيارة حالياً، لكنها ذكرت أن هذا سيخفض الطلب العالمي على النفط بنحو 2%.