TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا يتجه الأمريكيون للأسهم الدفاعية رغم قوة الاقتصاد؟

لماذا يتجه الأمريكيون للأسهم الدفاعية رغم قوة الاقتصاد؟

تحرير نهى النحاس

مباشر: هل وصل سوق الأسهم الأمريكية أخيراً إلى نقطة المنعطف في الدورة الصعودية الحالية؟ يبدو هذا التساؤل هاماً حالياً مع رصد تطور أداء السوق والمستثمرين.

ويشير تحليل نشرته "بلومبرج فيو" إلى أن الاقتصاد الأمريكي بالتأكيد يشهد تسارعاً ملحوظاً، ولكن العلاقة بين الاقتصاد وسوق الأسهم متدنية على المدى القصير.

وإذا كانت الصحوة الأخيرة لقطاع السلع الاستهلاكية والأسهم الدفاعية الأخرى أمر يمكن أن يشير إلى نتيجة ما فهي أن دورة سوق الأوراق المالية من الممكن أن تكون تحولت نحو الاتجاه المتشائم.

وكشفت شركة بروكتر آند جامبل نتائج أعمالها عن الربع الثالث من العام الجاري، ليقوم المستثمرون بمكافآتها بأكبر تفوق يومي مقارنة بمؤشر ستاندرد آند بورز منذ اليوم التالي الذي أعقب الاثنين الأسود في 1987، حيث ارتفع سهم الشركة بنحو 8.8% بعد الإعلان عن المبيعات الجيدة للغاية، في حين أن باقي السوق كان مستقر الأداء.

وكما يشير هذا الرسم البياني، فإن هذا النوع من الاختلاف بين أداء الشركة ومؤشر ستاندرد أند بورز يعتبر أمراً نادراً جداً.

ومن الطبيعي أن تكون تلك الأنباء جيدة بالنسبة للمستثمرين داخل "بروكتر آند جامبل" لكن يمكن القول إنها سيئة لباقي السوق، حيث لإنه حينما يبدأ المستثمرون في الاهتمام بمبيعات معجون الأسنان والشامبو فإنه ذلك يعني أنهم غير متفائلين بشكل كبير بالحياة بشكل عام أو على الأقل بالاقتصاد.

و"بروكتر آند جامبل" مثل "وول مارت" أسهم تعتبر دفاعية كلاسيكية، بحيث يصبح المستثمرون مهتمين بها ويقبلون على شرائها عندما يصبحون قلقين بشأن أي شيء آخر.

وأداء "بروكتر آند جامبل" كان مذهلاً بشكل قوي يوم الجمعة، لكنها تستكمل فترة تتفوق فيها أسهم القطاعات الدفاعية (السلع الاستهلاكية والخدمات) على على الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية (مثل القطاع الصناعي).

والأسهم الدورية كانت مرتفعة الأداء بشكل كبير منذ نوفمبر 2016 وحتى أثناء الارتفاع الحاد في تقلبات سوق الأسهم خلال فبراير الماضي، لكن نوبة الاضطراب الراهنة مختلفة، وإذا تم الحكم على التحول من  الأسهم الدورية نحو الدفاعية ستبدو تلك الموجة البيعية أنها تعكس توتراً بشأن الاقتصاد.

والأسهم الدفاعية هي التي تعبر عن الشركات التي تقدم المنتجات أو الخدمات الأساسية مثل الغذاء أو المرافق، أما الأسهم الدورية فهي التي تقدم المنتجات غير الضرورية مثل السيارات والعطلات أو السلع الكمالية.

وشيء آخر يجب أخذه في الاعتبار وهو أن أسهم السلع الاستهلاكية مثل "بروكتر آند جامبل" و"وول مارت" تميل إلى أن يتم شراؤها في المقام الأول لدورها المتصور في تقديم الحماية ضد ضعف سوق الأسهم بدلاً من أي خصائص مطمئنة أخرى مثل توزيعات أرباح عالية ومنتظمة.

وكشفت مذكرة بحثية في 2013 بواسطة أندرو لابترون وهو محلل ببنك سوسيتيه جنرال، أن الطلب على أسهم السلع الاستهلاكية كان مدفوعاً بإدراك أنها تقدم حماية من انخفاض الأسهم.

وإذا بدأ المستثمرون في الاهتمام بأسهم السلع الاستهلاكية مرة أخرى وتفاعلوا بمثل هذا الابتهاج مع نتائج أعمال "بروكتر آند جامبل" فإن ذلك يمنح شعوراً بأن الوضع العام يميل بعيداً عن التفاؤل.