TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. الأسواق الناشئة هي الملاذ الآمن الآن

تحليل.. الأسواق الناشئة هي الملاذ الآمن الآن

تحرير – نهى النحاس:

مباشر: مع الاتجاه الثابت لبنك الاحتياطي الفيدرالي لتسريع وتيرة زيادة معدل الفائدة فإن المحللين ينصحون العملاء ببيع الأسهم الأمريكية وشراء الأسهم في الأسواق الناشئة.

وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي في شهر سبتمبر زيادة معدل الفائدة للمرة الثالثة من بداية العام الجاري عند مستوى يتراوح بين 2% إلى 2.25%.

وفي تحليل نشرته وكالة "بلومبرج فيو" ذكر أن أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي يزدادون ثقة بشأن وجهة نظرهم حول الاقتصاد، ومن أصل 16 عضواً يحق لهم التصويت على قرار السياسة النقدية يؤيد 12 عضواً تنفيذ عملية زيادة إضافية لمعدل الفائدة في العام الجاري، مقابل 8 فقط صوتوا لصالح هذا المقترح في يونيو الماضي.

لذلك فإنه بالنظر إلى أزمة ارتفاع عوائد السندات بالاقتصاديات المتقدمة في 2013، والأزمة المالية في آسيا عام 1997، فإنه يعتبر أمراً مفاجئاً أن تتحول "وول ستريت" إلى التفاؤل تجاه الأسواق الناشئة.

ومفتاح ذلك يكمن في التقييمات، ووفقاً لنظام تابع لبنك "كريدي سويس" يُعرف بـ"إتش.أو.إل.تي" وهو إطار محاسبي يفحص أكثر من 20 ألف شركة في 65 دولة وجد أن الفارق السعري للأسواق المتقدمة مقابل منافستها الناشئة عند مستويات تاريخية.

وفي العام الجاري واصل مؤشر "ستاندنرد آند بورز" ارتفاعه لأعلى مستوى على الإطلاق، متفوقاً على مؤشر "إم.إس.سي.أي" للأسواق الناشئة بنحو 18%.

ويخشى الكثيرون في وول ستريت من أن يكون السوق الأمريكي "مبالغ في تقيمه"، حيث إنه منذ 1981 فإن ما يُعرف معدل سعر السهم إلى الأرباح والمعدل دورياً لمؤشر "ستاندرد آند بورز" لم يكن أعلى من المستوى الحالي سوى مرة واحدة فقط وكان ذلك في ذروة فقاعة "دوت كوم".

ومع وضع عامل التقييم جانباً، فإن كثيرون لا يعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تظل بمأمن عن تداعيات حرب تجارية عالمية بينما يعاني باقي العالم.

وعاجلاً أم آجلاً فإن المتسوقين الأميركيون سيشعرون بتبعات الأمر مع حقيقة أن 25% تقريباً من المنتجات الصينية التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار والتي تخضع لتعريفات أعلى هي سلع استهلاكية.

وبخلاف التوقعات الفورية، فإن حتى أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي منقسمون حول وضع الاقتصاد في عام 2020، وفي حين أن هناك 9 أعضاء يرون ضرورة تنفيذ زيادة واحدة على الأقل لمعدل الفائدة، يعتقد ثلاثة آخرون أن البنك المركزي عليه أن يعود للسياسة النقدية التيسيرية مرة أخرى في هذا العام.

وفي مذكرة حديثة لبنك "جي.بي.مورجان" قال استراتيجين: "إذا كنت تعتقد أن فصل الارتباط بين الولايات المتحدة والأسواق الناشئة لا يمكن أن يدوم فإن وقت الانتقال للأخيرة حان وقته".

ومن العروف ان أسواق الأسهم تميل إلى أن تسبق الأداء الاقتصادي بفترة زمنية تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً.

ومن خلال روابط التداول مع بورصة هونج كونج وحدها فإن المستثمرين العالميون اشتروا بالفعل أسهماً صينية بقيمة 29 مليار دولار في العام الجاري، حيث أن الأسهم الصينية من الفئة الأولى عند أدنى مستوى منذ 2014.

ولاتستطيع أسهم الأسواق الناشئة الارتفاع ما لم تستقر عملات تلك البلاد في البداية، وفي الدول الآسيوية الناشئة على الأقل فإن الاقتصاديات الناضجة هي التي تعاني.

ورفعت كلا من إندونيسيا التي من اتساع عجز الحساب الجاري والفلبين التي تشهد تسارع التضخم معدل الفائدة بنحو 1.5% في العام الجاري.

وفي الوقت نفسه فإن الصين التي تُمثل 30% من وزن مؤشر "إم.إس.سي.أي" للأسواق الناشئة لا تتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أعمى، فقد ترك البنك المركزي الباب مفتوحاً أمام التيسير النقدي لرفع مستوى الاقتصاد مع تأثير العقوبات التجارية.

لذلك فإن يمكن أن تقول إن هناك نوبة غضب انفجرت بالفعل، فصناديق التحوط تتخارج من العقود الآجلة لمؤشر "إم.إس.سي.أي" للأسواق الناشئة لتعكس كل عمليات الشراء التي نفذوها منذ منتصف 2016.

وهناك طريقتان أمام تلك الأسواق للعودة إلى مسارها، إما عن طريق ارتفاع الأسواق الناشئة أو حدوث عملية تصحيح في السواق الأمريكي، "وفي كلتا الحالتين تبدو الأسواق الناشئة هي المكان الآمن للمستثمرين حالياً.