TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حدث الأسبوع.. تقلبات الأسواق العالمية تُطلق صافرة إنذار

حدث الأسبوع.. تقلبات الأسواق العالمية تُطلق صافرة إنذار

من سالي إسماعيل

مباشر: موجة شديدة من التقلبات شهدتها كافة الأصول المالية، وتصدرت المشهد داخل الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي كان بمثابة صافرة الإنذار.

وفي الأسبوع المنقضي، كانت الخسائر الحادة لأسواق الأسهم العالمية هي السمة الغالبة في حركة تصحيحية، وهي الأقوى منذ فبراير الماضي لكن في المقابل استفاد الذهب وكذلك عملات الأسواق الناشئة.

في المقابل، تشير تكهنات مراقبين بالسوق إلى أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية قد تتجاوز 4% في المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعزز وضع سوق الدخل الثابت كمنافس لأسواق الأسهم بالنسبة للمستثمرين.

تحذيرات متتالية

وبعد أن أقبل صندوق النقد على خفض تقديرات النمو الاقتصادي العالمي للمرة الأولى منذ يوليو 2016، أطلق عدد من التحذيرات تتعلق بتراكم بنقاط الضعف إضافة لتقييم الأصول المبالغ فيه.

ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنحو 3.7% في العامين الحالي والمقبل وفقاً للرؤية الجديدة التي طرحها صندوق النقد خلال تقرير أكتوبر وهو ما يعتبر أقل بنحو 0.2% إذا قورن بتقديرات يوليو.

ويؤكد الصندوق الدولي أن حالة الرضا بين المستثمرين إزاء تشديد الأوضاع المالية قد يؤدي إلى وقوع صدمة في الاقتصاد العالمي.

وبعد تحذيرات صندوق النقد من ارتفاع أسعار الأصول عالمياً، طالب "ساكسو بنك" الدنماركي المستثمرين بتقليل حجم التعرض للأسهم الأمريكية مع التأكيد على حقيقة استخفاف السوق بحجم المخاطر داخل الاقتصاد.

وعلى صعيد الوضع في منطقة اليورو، يرى محافظ البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي أن الحمائية التجارية والتهديدات الناجمة عن البريكست الصعب تشكل مخاطر بالنسبة لاستمرار نمو المنطقة.

وكان محضر اجتماع المركزي الأوروبي عن الشهر الماضي حذر من مخاطر تأجيج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى بما فيها الصين على نمو اقتصاد منقطة اليورو.

كما حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد الدول من حروب التجارة والعملات، معتبرة أنها قد تضر النمو الاقتصادي.

موجة تصحيحية بالأسهم

ينظر إلى الموجة البيعية الأخيرة بسوق "وول ستريت" على أنها واحدة من أكبر الخسائر المسجلة في السنوات الخمسة الماضية.

وفي جلسة الأربعاء، فقد "داو جونز" 830 نقطة مسجلاً أسوأ أداء يومي في 8 أشهر، كما تراجع "نيكي" الياباني بأكبر وتيرة هبوط يومية منذ مارس الماضي بعد أن فقد نحو 1000 نقطة من قيمته.

وواصلت الأسهم الأمريكية النزيف في الجلسة التالية مع خسائر ملحوظة داخل البورصات الأوروبية واليابانية وكذلك البورصات الآسيوية والتي تهاوت لأدنى مستوى في نحو 19 شهراً.

وعلى مستوى الأسبوع المنصرم، سجلت البورصة اليابانية خسائر أسبوعية بنحو 4.6% وهي الأكبر منذ مارس الماضي كما أنهت "وول ستريت" جلسات الأسبوع بخسائر هي الأكبر في نحو 7 أشهر، أما البورصات الأوروبية فأنهت تداولات الأسبوع بعد أن فقدت نحو 4.5% من قيمتها..

وخلال الأسبوع الماضي، تجاوز مؤشر "في.آي.إكس" لقياس تقلبات الأسهم الأمريكية مستوى 19 نقطة ملامساً بذلك أعلى مستوى منذ أبريل الماضي.

ويتجه "في.آي.إكس" المعروف باسم مؤشر الخوف للارتفاع مع تراجع الأسهم، كما يستخدم للمراهنة على التقلبات القادمة بسوق الأسهم.

مكاسب قوية للسلع

ومع التراجع الحاد الذي خيّم على الأصول الخطرة داخل الأسواق العالمية، تكالب المستثمرون على معدن الذهب كملاذ آمن.

وتمكن المعدن الأصفر من حصد أرباح بنحو 34 دولاراً في جلسة الخميس ليغلق عند أعلى مستوى منذ 1 أغسطس الماضي.

ورغم الهبوط النسبي الذي حظى به المعدن النفيس في الجلسة التالية فإن الذهب حصد مكاسب قدرها 16 دولاراً في الأسبوع المنقضي بأكمله.

من السبب؟

إلقاء اللوم على الآخرين، هي السياسة التي اتبعها الجميع في تفسير الهبوط والخسائر الحاد داخل الأسواق العالمية هذا الأسبوع.

وفي نغمة هجومية جديدة، قال الرئيس الأمريكي إنه يعتقد أن الحركة التصحيحية الأخيرة بأسواق الأسهم سببها بنك الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة.

وفي تقليل من شأن الهبوط الحاد الذي ضرب أسواق الأسهم، اعتبر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أن ما حدث بمثابة تصحيح طبيعي في سوق صاعدة.

واتفق مع هذه الرؤية، وزير الخزانة الأمريكي ستيفين مونشين الذي يرى الوضع مجرد حركة تصحيحية ليس مفاجئة ولا تعكس مشكلة نظامية أوسع، مؤكداً على قوة أساسيات اقتصاد الولايات المتحدة.

صراع ترامب والفيدرالي

في تحركات غير معتادة، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه الشديد على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة "جيروم بأول".

وعلى نحو متكرر، يُبدى ترامب عدم سعادته بشأن التحرك السريع من جانب المركزي الأمريكي إزاء رفع معدلات الفائدة مشدداً على أنه هذا الأمر من شأنه أن يضر بالنمو الاقتصادي للبلاد.

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قرر اتباع نغمة أكثر تشدداً في الاجتماع الأخير للسياسة النقدية، حيث رفع معدل الفائدة للمرة الثالثة هذا العام كما أبقى على توقعات زيادة أخرى قبل انتهاء 2018.

ويقف معدل الفائدة الأمريكي في الوقت الحالي عند مستوى يتراوح بين 2% إلى 2.25%.

وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الانتقادات فإن ترامب صرح بأنه لا يفكر بعزل باول من منصبه، لكنه "يشعر بخيبة أمل فقط".

ووصف رئيس الولايات المتحدة تحركات رفع معدل الفائدة بأن "الفيدرالي يفعل أشياءً خاطئة ومتشددة للغاية.. أعتقد أن الفيدرالي أصبح مجنوناً".

وينظر إلى تصريحات الرئيس الأمريكي على أنها أمر نادر الحدوث، لكنها تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من حدث خلال العام الحالي، حيث قال في أغسطس الماضي أنه لا يشعر بالسعادة تجاه رفع الفائدة كما عبر عن خيبه أمله في يوليو الماضي بشأن معدلات الفائدة المرتفعة.

وأقر المركزي الأمريكي 6 زيادات بمعدل الفائدة منذ تولي دونالد ترامب منصبه رئيساً للولايات المتحدة في يناير 2017 من بينهم 3 مرات بالعام الماضي.

وبعد انتقادات ترامب بالأسبوع الماضي، أكد كبير الاقتصاديين بالبيت الأبيض لاري كودلو أن الفيدرالي مستقل، وأن ترامب لا يحاول التدخل في السياسة النقدية للبلاد.