TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

موجة بيعية جديدة تضرب أسواق الأسهم العالمية

موجة بيعية جديدة تضرب أسواق الأسهم العالمية

من سالي إسماعيل

مباشر: موجة بيعية جديدة تخيم على كافة أسواق الأسهم حول العالم وتتزامن مع تحذيرات بشأن النمو الاقتصادي العالمي إضافة لتسارع خطوات التشديد النقدي.

وتعتبر الخسائر داخل أسواق الأسهم العالمية هي الأقوى منذ الحركة التصحيحية التي حدثت في فبراير الماضي.

وتأتي الموجة البيعية الحادة بالتزامن مع تحذيرات أطلقها صندوق النقد الدولي عبر تقريره الأخير، حيث خفض تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي للمرة الأولى منذ يوليو 2016 كما سلط الضوء على الارتفاع الحاد لأسعار الأسهم.

وفي تقرير أكتوبر، خفض صندوق النقد الدولي رؤيته المستقبلية بشأن نمو الاقتصاد العالمي خلال العامين الحالي والمقبل إلى 3.7% بانخفاض 0.2% عن تقديراته السابقة والصادرة في يوليو.

وفي الوقت نفسه، أبدى الصندوق الدولي نظرة متشائمة إزاء تقييم الأصول والتي اعتبرها مرتفعة نسبياً داخل بعض الأسواق وخاصة بالولايات المتحدة.

وفي تأكيد لتحذيرات صندوق النقد، طالب "ساكسو بنك" الدنماركي المستثمرين من خفض التعرض للأسهم الأمريكية كونها مبالغ في تقييمها، مؤكداً أن "السوق يستخف بحجم المخاطر في الاقتصاد".

وفي الوقت نفسه، حذر صندوق النقد من تجاهل المستثمرين لخطر احتمالية تشديد الأوضاع المالية بشكل حاد، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى صدمة بالاقتصاد العالمي.

وفي الوقت الذي يسير فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في اتجاه واحد نحو التشديد النقدي عبر تطبيع معدلات الفائدة، فإنه على الجانب الآخر يوجد انتقادات حادة من جانب الرئيس دونالد ترامب التي تؤكد أن التحرك السريع من جانب المركزي الأمريكي سيؤدي لتدهور الاقتصاد.

ورغم ذلك يترقب المستثمرون تحركات المركزي الأمريكي فيما يتعلق برفع معدلات الفائدة، كون المؤشرات الاقتصادية تساهم في تكهنات خطوات أسرع من المتوقع.

ويتبع ترامب منذ بداية العام الحالي نهجاً غير مألوف بالهجوم على تحركات الفيدرالي كون ذلك دليلاً على التدخل بالسياسة النقدية للبلاد.

وبعد أن صرح الرئيس الأمريكي بأنه لا يجب أن يقوم الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بشكل سريع، عاود الهجوم مجدداً ليصف تحركاته هذه المرة بـ"الجنون"، وهو الوصف الذي رفضته رئيس صندوق النقد كريستين لارجارد.

وعلى النقيض، يرى رئيس بنك الاحتياطي بولاية نيويورك "جون ويليامز" أن زيادة معدل الفائدة يساهم في الحد من مخاطر الأسواق المالية كما يؤيد رئيس البنك بشيكاغو "تشارلز إيفانز" المزيد من عمليات الرفع.

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع معدل الفائدة للمرة الثالثة هذا العام خلال اجتماعه سبتمبر الماضي مع تكهنات بشأن تنفيذ خطوة رابعة قبل نهاية 2018.

لكن كان لوزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشين رأي آخر، حيث وصف الاضطراب الأخير بوول ستريت بأنه مجرد حركة تصحيحية وليست مفاجئة".

كما أكد مونشين أن الأسواق تتحرك في كلا الاتجاهين وفي بعض الأحيان تحدث تجاوزات سواء بالارتفاع أو الهبوط.

وتفاعلت أسواق الأسهم العالمية مع قفزة قوية في العوائد على سندات الخزانة الأمريكية والتي وصلت إلى مستويات هي الأعلى في عدة سنوات.

وفي البورصة الأمريكية، أغلقت كافة المؤشرات الثلاثة جلسة الأربعاء (10 أكتوبر) داخل النطاق الأحمر ليفقد "داو جونز" 831 نقطة في جلسة هي الأسوأ منذ 8 فبراير الماضي.

ويقود قطاع التكنولوجيا الموجة البيعية داخل "وول ستريت"، حيث سجل بجلسة أمس أسوأ أداء يومي في 7 سنوات.

وبعد أن أغلقت البورصات الأوروبية جلسة الأربعاء متراجعة بأكثر من 1.5%، فإنها تواصل الخسائر في جلسة اليوم بعد أن استهلت التداولات على هبوط جماعي لكافة المؤشرات الرئيسية.

ولم يكن الوضع داخل البورصة اليابانية أفضل حالاً، حيث تراجع مؤشر "نيكي" الياباني بنسبة 3.9% ليغلق جلسة الخميس عند 22590.9 نقطة فاقداً حوالي 1000 نقطة من قيمته وهي أكبر وتيرة تراجع منذ مارس الماضي.

وتأثرت كذلك الأسهم الآسيوية سلباً بالوضع في الأسواق العالمية، لتنهي تعاملات الخميس عند أدنى مستوى منذ مارس 2017.

وداخل ثاني أكبر اقتصاد حول العالم، تراجع مؤشر "شنغهاي" المركب للأسهم الصينية بنحو 5.2% مسجلاً أدنى مستوى منذ نوفمبر 2014.

وتسببت الموجة البيعية في أن يفقد أثرياء العالم نحو 100 مليار ولار من ثرواتهم، وفقاً لمؤشر بلومبرج لأثرياء العالم والذي يضم 500 رجل أعمال حول العالم.

ولا يزال ينظر المستثمرون باهتمام إلى عوائد السندات الحكومية والتي صعدت لأعلى مستوى في نحو 7 سنوات هذا الأسبوع، مع تزايد المخاوف بأن زيادة تكاليف الاقتراض قد تؤدي لتباطؤ الاقتصاد.

ومن شأن زيادة عوائد السندات أن يزيد تكلفة الاقتراض للشركات والحكومات، بالإضافة إلى أن سوق الدخل الثابت قد يتحول لمنافس أفضل حالاً من أسواق الأسهم بالنسبة للمستثمرين.

وبحلول الساعة 12:55 مساءً بتوقيت جرينتش، صعد العائد على السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى 3.171%، بعد أن تجاوز 3.26% في وقت سابق من تعاملات الأسبوع الجاري.

كما سجل العائد على الديون الحكومية لآجل عامين 2.848% بعد أن تجاوز 2.9% وسط تعاملات الأسبوع الحالي.