TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

رحلة الغاز المصري لتحقيق حلم الاكتفاء الذاتي

رحلة الغاز المصري لتحقيق حلم الاكتفاء الذاتي
حقل غاز

من: أحمد علام

القاهرة - مباشر: "حلم الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي".. شعار قطاع البترول المصري، حيث نجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي لكافة قطاعات الدولة قبل نهاية 2018، مع التحول إلى مصدر؛ وذلك عبر زيادة معدلات تنفيذ وتنمية المشروعات القائمة، وربط الآبار بالإنتاج بوتيرة أسرع بالتعاون مع الشركاء الأجانب، عبر تشجيعهم على ضخ مزيد من الاستثمارات في تنمية الحقول والآبار.

ومع تحقيق مصر أول اكتشافات الغاز الطبيعي (حقل أبو الغراديق) في عام 1975، ثم كشف (طارق) بالصحراء الغربية في عام 1987 وما تلاها من اكتشافات عديدة وصولاً لاكتشاف حقل ظهر العملاق وحقول شمال الإسكندرية،

وشهد القطاع تغيرات عديدة من تلبية الاحتياجات للسوق المحلية، ثم التحول للتصدير ومع اشتعال الأحداث في سيناء عقب ثورة يناير وما تبعه من التحول للاستيراد، ثم أخيراً العمل على تحقيق حلم الاكتفاء الذاتي والعودة للتصدير في ظل استراتيجية تتبنها وزارة البترول للتحول إلى مركز إقليمي للغاز الطبيعي.

ونرصد أبرز محطات مصر في مجال الغاز الطبيعي، حيث تم تنفيذ مشروعات تصدير الغاز مسالاً في دمياط، وبدء تصديره في 30 مايو 2005.

وتلا ذلك الافتتاح الرسمي لمجمع تصدير الغاز الطبيعي المسال بادكو في أبريل 2006، ثم بدء تدفيع الغاز إلى لبنان عن طريق تفريعة خط الغاز الواصلة بين حمص بوسط سوريا وحتى مدينة طرابلس اللبنانية في منتصف سبتمبر 2009.

وفي أبريل 2012 تقرر إنهاء التعاقد مع شركة شرق غاز المتوسط (EMG) التي تقوم بتصدير الغاز لإسرائيل، نتيجة إخلال الشركة ببنود التعاقد، وفي مارس 2013 طرحت شركة إيجاس مناقصة عالمية على الشركات المؤهلة لاستيراد الغاز الطبيعي بهدف تلبية احتياجات قطاع الكهرباء، تلاه توقيع عقد أول سفينة عائمة لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال المستورد في مايو 2014 ووصول السفينة العائمة الثانية لميناء العين السخنة في سبتمبر 2015.

وسجلت مصر في 2015 أدنى مستوى لإنتاج الغاز الطبيعي عند 3.8 مليار قدم مكعب. 

ومع مطلع 2017 بدأت مصر التصدير بكميات ضئيلة من مصنع اديكو البالغ طاقته نحو 1.1 مليار قدم مكعب.

وتشير تقديرات الحكومة المصرية للحد الأقصى للاحتياجات الفعلية من الغاز الطبيعي، بالسوق المحلية: (منازل وسيارات ومصانع)، بنحو 7 مليارات قدم مكعب يومياً في 2019-2020.

ووفقاً للبيانات الرسمية يبلغ معدل الاستهلاك المحلي الحالي نحو 6.5 مليار قدم مكعب، فيما يبلغ معدل الانتاج 6.6 مليار قدم مكعب.

ونجحت مصر في تحقيق حلم الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وذلك من خلال زيادة انتاج حقل ظهر من الغاز الطبيعي ليصل الي ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، بالتزامن مع قرب دخول المرحلة الثانية من حقول شمال الإسكندرية بالإضافة إلى المرحلة 9 ب التابعة لشركة شل في الربع الأخير من العام الجاري.

وارتفع إنتاج حقل ظهر من الغاز الطبيعي ليصل إلى ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، ليساهم في زيادة إنتاج مصر إلى نحو 6.6 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.

وتستهدف مصر خفض عدد الشحنات المستوردة من الغاز المسال خلال العام المالي الحالي ليصل إلى 17 شحنة مقابل 75 شحنة تم استيرادها خلال العام الماضي 2017-2018.

ومن المقرر وصول آخر شحنة غاز مستوردة سبتمبر الجاري.

وبحسب وزير البترول المصري طارق الملا، فإن إنتاج حقل ظهر سيساهم في وقف استيراد الغاز المسال من الخارج؛ حيث إن 350 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً يوازي حجم 3 شحنات من الغاز المسال المستورد من الخارج، تبلغ قيمتها نحو 90 مليون دوﻻر شهرياً، مشيراً إلى أنه سيتم دفع نحو 30 مليون دوﻻر شهرياً كحصة للشركاء في حقل ظهر مقابل الحصول على حصصها من الغاز الطبيعي شهرياً.

وأضاف الملا، أن إنتاج حقل ظهر سيصل تدريجياً إلى 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، وهو ما سيساهم إيجابياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وتخفيف العبء عن كاهل الموازنة العامة للدولة، وتقليل فاتورة الاستيراد.

ووفقاً لاستراتيجية وزارة البترول أعلنت العام الماضي، فمن المخطط تنفيذ 12 مشروعاً جديداً لتنمية حقول الغاز باستثمارات 32.7 مليار دولار حتى عام 2019، ومن المخطط أن تضيف المشروعات الجديدة للإنتاج ما يتراوح بين 5.5 و6.2 مليار قدم مكعب غاز، و28.5 ألف برميل متكثفات يومياً.

ويتضمن برنامج القطاع للإسراع في تنمية اكتشافات الغاز تنفيذ 3 من أهم المشروعات، وهي: حقول ظهر وشمال الإسكندرية، ونورس باستثمارات تتعدى 27.7 مليار دولار، وحجم إنتاج يصل إلى 5.1 مليار قدم مكعب غاز طبيعي يوميّاً.

وفيما يتعلق بمشروع (شركة إيني الإيطالية) تنمية اكتشاف ظهر، والذي يُعَدُّ أكبر كشف غاز بالبحر المتوسط ومصر، ومن أكبر الاكتشافات على مستوى العالم، باحتياطيات 30 تريليون قدم مكعب غاز، و19 مليون برميل، وتبلغ التكلفة الاستثمارية 16 مليار دولار.

وعن تنمية حقول شمال الإسكندرية (شركتا بي بي الإنجليزية وديا الألمانية)، ويبلغ الاحتياطي المؤكد 5 تريليونات قدم مكعب غاز، و55 مليون برميل متكثفات.

وتضم حقول شمال الإسكندرية كلاً من: (تورس، وليبرا، وجيزة، وفيوم، وريفين)، وتبلغ التكلفة الاستثمارية 11 مليار دولار.

كما يشمل البرنامج تنمية اكتشاف حقل نورس (إيني الإيطالية وبي بي الإنجليزية)، والمقدر احتياطاته بنحو 2 تريليون قدم مكعب غاز.

وسيصل إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر الضخم إلى ذروته بنهاية العام المقبل، بواقع 2.7 مليار قدم مكعب يومياً، وفقا لما أوضحته الخطة التي تتبناها "إيني" الشركة الإيطالية مكتشفة الحقل.

وستساهم حقول ظهر وشمال الإسكندرية ونورس واتول في زيادة انتاج الغاز الطبيعي خلال العام القادم حيث سترفع إنتاج الغاز المصري بنسبة 100% في عام 2020.

ومن المخطط ببدء الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع غرب الدلتا شمال الإسكندرية، قبل نهاية العام الجاري 2018، ليرتفع الإنتاج الإجمالي من المرحلتين إلى أكثر من مليار قدم مكعب من الغاز، وقد بدأ مشروع شمال الإسكندرية الإنتاج خلال مايو من العام الماضي.

كما بدأ مشروع حقل آتول، خلال العام 2015، بطاقة إنتاجية تصل إلى 350 مليون قدم مكعب، كما بدء حقل نورس الإنتاج في يونيو 2015، لتصل معدلات الإنتاج من ذلك إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، بالإضافة إلى المتكثفات بنحو 8500 برميل يومياً، وبوتاجاز 115 طن يومياً.

وتمتلك مصر بنية تحتية قوية (شبكة قومية للغاز تسمح لاستقبال وتوزيع نحو 9 مليارات قدم مكعب غاز يومياً ونقله لأنحاء الجمهورية، بالإضافة لمصنعي إسالة لتصدير الغاز بطاقة 1.88 مليار قدم يومياً).

وتخطط وزارة البترول لتنفيذ 10 مشروعات جديدة لتنمية حقول الغاز الطبيعي باستثمارات 19 مليار دولار، ومن المخطط أن تضيف المشروعات الجديدة للإنتاج ما يتراوح بين 1.7 مليار قدم مكعب غاز، و50 ألف برميل متكثفات يوميّاً.

وتشمل أبرز الحقول المستهدف تنميتها: (سلامات - وشمال إيدكو - ورحمات - وشمال بورسعيد - وهارمتان - والمرحلة 9 ج - وغرب البرلس البحرية).

ويوجد في مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي، الأول مصنع إدكو ويضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الاسبانية الإيطالية ويضم وحدة واحدة فقط.

والشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، المالكة لمصنع إدكو، تأسست باستثمارات أجنبية بنحو ملياري دولار، وتساهم في رأسمالها الهيئة المصرية العامة للبترول بنسبة 12% والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) بنحو 12%، وكل من بى جى والتي استحوذت عليها شركة شل الهولندية بنسبة 35.5% وبتروناس الماليزية بنحو 35.5%، وغاز دى فرانس بنسبة 5%.

وتدير شركة يونيون فنوسا الاسبانية، مصنع دمياط لإسالة الغاز الطبيعي، حيث يخضع لملكية مشتركة بين يونيون فنوسا وايني تمتلك يونيون فنوسا 80% من المشروع...باقي الأسهم تملكها الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (ايجاس- 10%)، والهيئة المصرية العامة للبترول (10%).