TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. الدولار يتحول لملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن ملجأ

تحليل.. الدولار يتحول لملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن ملجأ

تحرير - سالي إسماعيل:

مباشر: "الدولار الملك" يعتبر الملجأ للمستثمرين في أي وقت تكون فيه عملة الاحتياطي هي الاتجاه السائد في التعاملات، والآن يبدو هذا المصطلح مناسباً.

ويرى تحليل نشرته صحيفة "الفايننشال تايمز" أن قوة العملة الأمريكية لا تنبع من حجم المكاسب التي حصدتها، حيث ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي مقابل نظرائه الستة بنحو 3.7% خلال الثلاثة أشهر الماضية كما صعد بنسبة 5.1% هذا العام.

ورغم أن هذه المكاسب في قيمة الدولار قوية لكنها ليست ضخمة مع حقيقة أن المؤشر يظل أدنى العلامة 100 والتي تجاوزها في معظم الأشهر الخمسة حتى منتصف أبريل 2017.

وصعد مؤشر الدولار مؤخراً إلى مستوى يتجاوز 96.8 للمرة الأولى في 13 شهراً تقريباً.

والأكثر من ذلك، أن العام الجاري شهد بدء انخفاض الدولار في ظل توقعات بمزيد من التراجع في قيمته، في حين أن الآن يبدو من الصعب وقف صعود العملة إلى القمة مجدداً.

وحتى في الأسابيع الأخيرة، والتي شهدت بيانات أمريكية ضعيفة إلى جانب إشارات قليلة حول وتيرة زيادات إضافية في معدل الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن الدولار صعد دون عوامل داعمة.

في حين أن العملات الأخرى عانت من الخسائر إما بسبب مشاكلها الداخلية مثل اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي، أو بسبب أخطاء من صنع نفسها مثل الليرة التركية، أو نتيجة تراكم الديون المقومة بالدولار مثل مجموعة كبيرة من عملات الأسواق الناشئة.

ويأتي ذلك بعد التذبذبات في قيمة الورقة الخضراء خلال شهري يونيو ويوليو، وسط توقعات آنذك تشير لتراجع الدولار.

ولكن مع أيّ تطور داخل السوق بشأن التوترات أو البحث عن ملاذات آمنة من المخاطرة، يكون الدولار هو الملاذ الرئيسي للمستثمرين الذين يبحثون عن ملجأ.

هل يمكن أن يتعثر الدولار قبل نهاية العام الحالي؟؛ تشير البيانات إلى أن المستثمرين يدعمون بشكل كامل استمرار قوة الدولار، حيث زاد المضاربون رهاناتهم على ارتفاع الدولار لمدة 14 أسبوعاً على التوالي، وفقًا لأحدث تقرير بشأن إلتزام المتاجرين في سوق العقود الآجلة.

ويتجسد السبب الأبرز للحذر بشأن أداء الدولار هو أنه مع الاستعداد للانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي في نوفمبر المقبل، فربما يبدأ المستثمرون الابتعاد عن حيازة الدولار وسط حالة عدم اليقين بشأن كيفية تأثير التصويت على السياسة الأمريكية.

كما أن هناك فكرة أخرى وهي أن قوة الدولار ستعزز جولة ثانية للتدخل الأمريكي في السوق، ولا شك ستتكرر العديد من انتقادات ترامب التي تستهدف الدول الأخرى بسبب السماح لعملاتهم بالهبوط.

وبخلاف ذلك، فإن واشنطن تستخدم العقوبات والتعريفات كوسائل للضغط على عملات تركيا وروسيا والصين.

وكما يقول "كريس تيرنر" من بنك الاستثمار "آي.إن.جي"، فإنه يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ينتعش بقوة الدولار وقدرته على ممارسة الضغط على خصومه.

وبالنسبة للأسباب المعتادة لضعف الدولار مثل المؤشرات الاقتصادية الهابطة المفاجئة أو رفع معدلات الفائدة من جانب البنوك المركزية الأخرى فمن الصعب تصور حدوث أي من هذه الاحتمالات قريباً.

وبالنظر لبيانات مبيعات التجزئة القوية لشهر يوليو كمؤشر فإن الاقتصاد الأمريكي سيتمر في نشر نفوذه كما سيكشف عن الضعف النسبي لمعدل النمو في اقتصاد منطقة اليورو والاقتصاديات الأخرى.

ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة تألق "التاج اللامع" للعملة الأمريكية.