TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

كيف استغلت "هواوي" الحظر الأمريكي للتفوق على "آبل"؟

كيف استغلت "هواوي" الحظر الأمريكي للتفوق على "آبل"؟

تحرير – نهى النحاس:

مباشر: ليس من الغريب أن يصف "رن زينجفي" مؤسس شركة "هواوي" الصينية للاتصالات السلكية واللاسلكية شركته بـ"الذئب" الذي لايرحم ويركض بلا ملل، فقد استطاعت أن تتفوق على عملاقة الـ"آيفون" للمرة الأولى من حيث حصتها بسوق الهواتف الذكية.

وفي تحليل نشره موقع "تشانل نيوز آسيا" يشرح أسباب تفوق الشركة الصينية على نظيرتها الأمريكية وأبرز التحديات.

كيف تفوقت؟

وفي الربع الثاني من العام الجاري قامت "هواوي" ببيع 54.2 مليون هاتف ذكي بزيادة 41% عن الربع المماثل من العام الماضي، لتستحوذ على 15.8% من السوق العالمي.

أما "آبل" فقامت بشحن 41 مليون هاتف في الربع الثاني من العام الجاري، بحصة سوقية بلغت 12.1%.

أما في النصف الأول من العام الجاري فـ"هواوي" باعت 95 مليون وحدة من هاتفها وتستهدف بيع 200 مليون هاتف في العام الجاري.

ولم تحقق "هواوي" هذا الإنجاز في يوم وليلة فالشركة تأسست في عام 1987 وركزت في البداية على شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وبعد 15 عام من تقديم أول هاتف لها تمكنت الشركة الصينية من اجتياز "آبل".

ويبدو أن "هواوي" لن تكتفي بتجاوز "آبل" بل تستهدف المركز الأول وتريد أن تتجاوز "سامسونج، ووفقاً لتصريحات رئيس المنتجات الاستهلاكية بالشركة فإنها تريد تحقيق ذلك بحلول نهاية 2019.

تجاوز أزمتها في السوق الأمريكي

وتجاهلت الشركة الصينية أزمتها الكبيرة مع الولايات المتحدة والتي تتلخص في حظر مبيعاتها والتضييق عليها في السوق الأمريكية، واتجهت بدلاً من ذلك لإعادة التركيز بعيداً عن "الكفاح العقيم" في الوصول إلى أكبر اقتصاد في العالم.

وبدلاً من ذلك ركزت "هواوي" في السيطرة على حصة سوقية في الدولة النامية بواسطة أسعارها المعتدلة لكن أيضاً مع زيادة الهواتف المتطورة.

وقال "بين ستانتون" كبير المحللين في مؤسسة "كانليز" إنه لا يمكن تجاهل أهمية تجاوز "هواوي" لنظيرتها "آبل" في الربع الجاري، حيث أن التضييق على أعمالها داخل الولايات المتحدة أجبرها على العمل بجد أكبر في آسيا وأوروبا لتحقيق أهدافها.

ولم تكن المشاكل السياسية فقط سبباً في تركيز "هواوي" على الخروج إلى أسواق أخرى بخلاف الولايات المتحدة، فهي كانت تخطط لذلك من قبل.

ويرى "أوران باثاك" المحلل بشركة "كاونتربوينت" أن الصورة الذهنية لشركة "هواواي" والاعتراف بعلامتها التجارية في الأسواق والأقاليم تتحسن، مشيراً إلى أن الشركة تمكنت من تمييز منتجاتها ووضعها عبر شرائح للأسعار لتصبح في منافسة مع أقرانها "آبل" و"سامسونج".

أما عن أزمة الشركة مع الحكومة الأمريكية فاشتعلت مع بداية العام الجاري وإن كان لها جذور منذ 2011.

وحذر الجهاز الاستخباراتي الوطني لمكافحة التجسس في الولايات المتحدة وقتها من أن الصين الأكثر فاعلية في التجسس الاقتصادي العالمية، وخرج وقتها بتوصيات تشمل إيقاف أي صفقات تشتمل على شركتي "هواوي" و"زد.تي.أي".

أما في 2012 فأجرت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي تحقيقا على مدار 11 شهراً استهدف شركات من ضمنها "هواوي" وانتهى بتحذيرات بشأن التعاون بين مشغلي الاتصالات في الولايات المتحدة مع كبار صناع معدات الشبكات في الصين بسبب التهديدات الأمنية التي تمثلها بكين.

وفي يناير الماضي مُنعت شركة "إيه تي أند تي" الأمريكية من تزويد عملائها بسماعات هواتف مصنوعة من جانب شركة "هواواي" بعد ضغط من جانب أعضاء الكونجرس.

ويرجع ذكر اسم شركة "هواوي" في معظم تحقيقات الإدارة الأمريكية إلى مهنة رئيسها في فترة من حياته وهي متخصص في التكنولوجية العسكرية الصينية ووجود مخاوف بأن يساهم ذلك في استغلال الشركة في التجسس الخارجي.

التحديات

على الرغم أن شركة "زد.تي.أي" واجهت تعطلا في الإنتاج على خلفية العقوبات الأمريكية عليها والتي نصت على عدم السماح للشركات الأمريكية بإمداداها بالمكونات التي تحاجها، لكن الوضع مختلف بشكل ما داخل "هواوي" فالشركة تنتج المكونات الرئيسية التي تحتاج إليها بنفسها.

ومع ذلك فهناك مشكلة خارج سيطرة "هواوي" وهو التباطؤ الذي تشهده الصناعة بشكل عام.

وشهد العام الماضي تراجع مبيعات الهواتف الذكية في الربع الثاني من العام الجاري للفصل الثالث على التوالي بهبوط بلغت نسبته 1.8% على أساس سنوي، لتسجل 342 مليون وحدة.

كما أن تخطي الشركة لصانعة الـ"أيفون" لايعني إن "هواوي" أصبحت بمأمن عن منافستها، فتظل "آبل" قادرة على استعادة المركز الثاني من جديد وذلك عقب إصدارها هواتف "آيفون" الجديدة.

كما إنه في الوقت الذي يشتري فيه عملاء الشركة هواتف تتجاوز قيمتها 600 دولار فأن الشركة أصبحت مطالبة بمنافسة الند للند مع "آبل" فيما يتعلق بمعايير الجودة.

وعلى الرغم أن صعود قيمة المنتج تعني قليل من المنافسة لكن في الوقت نفسه يتطلب تحديات لها علاقة بالابتكار وتوقعات النمو.

كما أن هناك اختبار دقيق الشركة على وشك مواجهته وهو انطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس والذي سيتم الحكم عليه بناءً على كيفية تعامل الهواتف الذكية مع تلك التكنولوجية المعدلة.

ويبدو أن "هووي" بدأت الاستعداد بالفعل فهي رفعت الإنفاق على البحث والتطوير بنحو 17% في العام الماضي إلى 13.8 مليار دولار متساوية مع إجمالي ما تنفقه "ساموسنج" و"ألفابت" و"أمازون".