TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

محمد العريان يرصد 3 ملاحظات بالأسواق العالمية خلال الأسبوعين الماضيين

محمد العريان يرصد 3 ملاحظات بالأسواق العالمية خلال الأسبوعين الماضيين

تحرير - نهى النحاس:

مباشر: على مدار الأسبوعين الماضيين وحتى الآن تعرضت الأسواق والمستثمرين إلى فيض من الأحداث المختلفة والتي تنوعت بين نتائج أعمال الشركات والأخبار الاقتصادية وتأثيرات فنية متقلبة وإشارات سياسية تنافسية.

ويقول الاقتصادي محمد العريان في مقال نشرته وكالة "بلومبرج أوبنيون" إنه على قدر ما يبدو ذلك مربكاً إلا إنه يبرز تحولاً أساسيا في الأسواق، ويتحدد ذلك في اثنين من الخصائص الرئيسية، الأول يتمثل في تزايد الاختلاف في أداء الاقتصاد والشركات إلى جانب السياسات، والثاني تزايد التشتت في تقييم الأصول.

أساسيات الاقتصاد ونتائج الشركات

وكشفت البيانات الصادرة مؤخراً أن الاقتصاد الأمريكي متجاوز بشكل متزايد الدول المتقدمة الأخرى، وفي الوقت الحالي أصبح في المسار الصحيح لتسجيل أطول فترة توسع.

وفي الربع الثاني من العام الجاري نما الاقتصاد الأمريكي بنحو 4.1% فيما نما اقتصاد منطقة اليورو بأبطأ وتيرة في عامين.

وبينما كان جزء من النمو الأمريكي نتيجة لعوامل غير متجددة، فإن قوة الاقتصاد قد تأكدت عبر بيانات الوظائف عن شهر يوليو والمعلنة مؤخراً، ويعد تجاوز معدل الوظائف الجديدة 220 ألف وظيفة شهرياً على مدار 3 أشهر شيء مبهر، ومن المرجح أن ينتج عنه أداء اقتصادي قوي.

ومن المحتمل أن ينعكس الأداء القوي لسوق العمل الأمريكي في تحسن وتسارع معدل نمو الأجور الذي يبلغ 2.7% ونسبة المشاركة في سوق العمل البالغة 62.9%.

وهناك احتمالات حقيقية بأن أداء الاقتصاد الأمريكي قد ينعكس في زيادة كل من النمو المحتمل والفعلي.

والاختلاف المتزايد في الأداء الاقتصادي للدول المتقدمة مصحوب بظاهرة مشابهة في الأسواق الناشئة، فالعوامل السياسية والاقتصادية المحلية التي تقسم الدول هناك تضاعفت بأثر العقوبات الفعلية والمرتقبة بشكل خاص في تركيا والصين.

وبدأت الصين بالفعل في دفع صناع السياسة النقدية نحو تنفيذ تحفيزات مالية وسياسية على مدار الأسبوعين الماضيين.

أما في عالم الشركات فقد امتد اهتمام الأسواق إلى ما هو أبعد من الأرقام الرئيسية التقليدية المتعلقة بالأرباح والإيرادات بما في ذلك قطاع التكنولوجيا، ونتيجة ذلك هو أن العديد من المستثمرين واجهوا حقيقة واضحة بأن ليس كل الشركات التكنولوجية الكبيرة شيء واحد.

وشهد الأسبوعين الماضي أداءً متبايناً لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وآبل وألفابت وأمازون وننتفيلكس.

ووفقاً لذلك أصبحت مقاييس التفاعل والتوقعات المستقبلية للأداء تحظى بالكثير من الاهتمام، الأمر الذي باعد بين أداء أسهم "أمازون" و"آبل" التي تخطت قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار للمرة الأولى، وبين أداء و"تويتر" و"فيسبوك" التي شهدت أكبر خسائر يومية للقيمة السوقية في تاريخ البورصة الأمريكية.

إشارات السياسة

ظهرت تأثيرات متزايدة للمؤشرات الاقتصادية ونتائج أعمال الشركات على أسعار الأصول، ما يُفسر جزئياً بالتطورات في السياستين النقدية والمالية سواء بالنسبة للبنوك المركزية والتجارة.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين حصلت الأسواق على تأكيد بوجود فجوة متزايدة فيما يخص تطبيع السياسة النقدية وأيضاً الثقة بأن البنوك المركزية ذات الأهمية النظامية لديها سوق سندات منظم.

فعلى الجانب الأول، أكد الفيدرالي الأمريكي مؤخراً نيته للاستمرار في رفع معدل الفائدة، مشيرا إلى أن أداء الاقتصاد المحلي القوي سيمكن الولايات المتحدة من تجاهل الضعف الاقتصادي الخارجي وعدم اليقين بشأن النظام التجاري الدولي.

وفي هذا الاتجاه فإن صناع السياسة النقدية تجاهلوا المخاوف بشأن الفروق المرتفعة لمعدلات الفائدة بين الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى، ومنحنى العائد المسطح، والدولار القوي والتقلبات المتزايدة في أسواق الدخل الثابت والضغط من تغريدات الرئيس دونالد ترامب.

على الجانب الآخر، اتضح في اجتماع البنوك المركزية في اليابان وأوروبا على مدار الأسبوعين الماضيين التردد السياسي وحرص صناع السياسة النقدية على طمأنة الأسواق بأن سياساتها ستبقى محفزة وتيسيرية.

وفي المركزي الأوروبي عدل البنك لهجته فيما يخص الموعد الأول لزيادة معدل الفائدة من صيف 2019 إلى موعد أكثر تحديداً وهو أكتوبر، كما تجاهل بنك اليابان بحزم ضغوط النظام المصرفي وأكد استمرار سياسته النقدية دون تغيير.

كما أن السياسات التجارية أصبحت موضع اختلاف عقب فترة تحولت فيها الولايات المتحدة إلى انتهاج أكثر تعميماً تجاه التعريفات سواء بالكلمات أو الإجراءات تجاه شركاء تجاريين أساسيين.

ويبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا قررا وقف حربهما التجارية، وبالرغم أن الاتفاق بين دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية ينقصه تفاصيل كافية، لكنه يفتح الباب بشكل أساسي لنهج أكثر تنسيقاً بين الاتحاد وواشنطن تجاه المظالم المشتركة والمتعلقة بالنهج الذي تتبعه الصين فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية ومتطلبات المشاريع المشتركة.

ومن ناحية أخرى، فإن التهديدات التعريفية بين الولايات المتحدة والصين مستمرة حيث هددت كل دولة بإجراءات إضافية من شأنها أن تجعل الدولتين أقرب إلى حرب تجارية شاملة وسط عدم وجود نتائج ملحوظة لإشارات تجدد المفاوضات التجارية بين الجانبين.

التأثيرات الفنية

ليس من المفاجئ أن التأثيرات الفنية أدت إلى تضخيم تأثير كل من السيولة العالية التي تتراجع بمعدل أكثر تنوعاً، والاختلاف المتزايد في الأساسيات الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى السياسة التجارية.

واتضح ذلك في الأصول التي تشهد تواجداً مكثفاً للمستثمرين، حيث تؤدي المفاجآت الصغيرة على ما يبدو إلى تحركات متزايدة في أسعار الأصول، وهو ما بدا واضحا في هبوط 20% لسهم فيسبوك بعد نتائج الأعمال الفصلية.

ومع تزايد التشتت في أداء السوق أصبحت الشركات الآن تحت ضغط أكبر للتواصل بطريقة أكثر ملاءمة وفعالية في الوقت المناسب.

واتضح ذلك في أن الشركات التي حققت أرباح وإيرادات أسوأ من التوقعات بلغ متوسط تراجع سهمها 3.6% في الجلسة التي تلت الإفصاح، وهو معدل هبوط أكبر من المعتاد.

وفي مجال الدخل الثابت فإن التجار يبدو إنهم أكثر استعداد لاختبار الإلتزام بالسياسات المعلنة لبعض البنوك المركزية، واتضح ذلك في المركزي الياباني.

وتدخل البنك المركزي الياباني 3 مرات في أسبوع واحد لدفع عائد السندات الحكومية لآجل 10 سنوات للهبوط صوب المستهدف بعد أن قفزت العوائد بوتيرة متسارعة.