TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا باعت روسيا 80% من حيازتها بالسندات الأمريكية؟

لماذا باعت روسيا 80% من حيازتها بالسندات الأمريكية؟

تحرير - سالي إسماعيل:

مباشر: تحول جديد في حيازة بلاد الدب الأبيض لسندات الخزانة الأمريكية ليتراجع امتلاك روسيا لديون الولايات المتحدة بنحو 84% خلال شهرين فقط، ما أثار العديد من التساؤلات حول دوافع موسكو، بحسب تحليل "سي.إن.إن موني".

وتمتلك روسيا حالياً 14.9 مليار دولار من ديون الولايات المتحدة مقارنة مع 96.1 مليار دولار المسجلة في مارس و176 مليار دولار في عام 2010.

وساهمت موجة البيع المفاجئة لروسيا في ديون الولايات المتحدة في ارتفاع قصير الآجل بعوائد سندات الخزانة الأمريكية، ليرتفع أعلى 3% في شهر أبريل للمرة الأولى منذ عام 2014 قبل أن يهبط من هذا المستوى.

موقف موسكو كدائن

لا يثير تخلص الدب الأبيض من ديون الولايات المتحدة تأثيراً كبيراً، مع حقيقة أن روسيا ليست أحد الدائنيين الرئيسيين للولايات المتحدة.

وبحسب تقرير وزارة الخزانة الأمريكية الأخير عن شهر مايو، والصادر في 17 يوليو، فإن بكين وطوكيو في صدارة الدول امتلاكاً لديون واشنطن بحيازة قدرها 1.83 تريليون دولار و1.04 تريليون دولار على الترتيب.

تطور تخلص روسيا من حيازة السندات الأمريكية وفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية

وحتى عندما كانت استثمارت روسيا بديون الولايات المتحدة تبلغ 105.7 مليار دولار في نوفمبر 2017 فإنها كانت تقع بالترتيب رقم 15 في قائمة الدول الأكثر حيازة لسندات الخزانة الأمريكية.

وفي نفس الفترة أيّ خلال نوفمبر كانت حيازة الصين للديون الأمريكية تقدر بـ1.2 تريليون أيّ 10 أمثال ما تمتلكه روسيا حينذاك.

ومن هذا المنظور، فإن الأمر ليس مثيراً للقلق بشكل خاص، كما يرى "جاي ليباس" كبير استراتيجي السندات في "جانني كابيتل".

أما "يوجين تشاوسوفسكي" كبير محللي أوراسيا بشركة "ستراتفور" للاستشارات فيؤكد أن الصورة كانت ستكون مختلفة تماماً إذا كانت هذه الموجة البيعية من قبل الصين.

ويترقب المستثمرون الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم (الولايات المتحدة والصين) حول الرسوم الجمركية، والتي كانت حيازة السندات الصينية أحد أدوات التهديد داخل هذا الصراع.

أما "كيفن جيديس" خبير السندات بشركة "ريموند جيمس" فيشير إلى أنه في حين أن الموجة البيعية من جانب الروس هي أمر غريب إلا أنه ينظر إلى المبلغ الذي لا تزال روسيا تملكه حالياً إلى جانب قيمة السندات التي تم التخلص منها على أنه غير مهم حقاً لسوق الخزانة البالغ قيمته عدة تريليونات من الدولار، بحسب شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية.

لعبة التخمين

ربما ترغب روسيا في تنويع محفظتها من الاحتياطيات كما تزعم، وربما تسعى إلى الانتقام من عقوبات واشنطن الأخيرة إلا أن هناك حقيقة واحدة وهو الهبوط المستمر باستثمار موسكو في حيازة سندات الخزانة الأمريكية.

بينما يؤيد فريق ثالث حجة منطقية مفادها أن موسكو تتخوف من فرض مزيد من العقوبات الأمريكية والتي قد تتسبب في تجميد ما لديها من الديون الأمريكية أو حتى الاستيلاء عليها وبالتالي فهي تتخارج من أجل تفادي هذا التهديد، كما ذكر "جيسون بوش" المحلل في شركة أوراسيا للاستشارات.

وفي أبريل الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد ورجال أعمال روس بسبب مجموعة متنوعة من المخالفات بما في ذلك المزاعم المتعلقة بتدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية الرئاسية لعام 2016.

أما الرئيس الروسي فصرح خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة دول البريكس نقلاً عن وكالة "رويترز"، بأنه يجب أن تعمل موسكو على تقليل المخاطر المرتبطة بالعقوبات والقيود غير المشروعة لكنه أكد عدم اعتزام بلاده التخلي عن حيازة الدولار الأمريكي في احتياطاتها النقدية الدولية.

وتتماشى تصريحات بوتين مع تأكيده بأن بلاده تسعى لتنويع الاحتياطات كي تدعم السيادة الاقتصادية، وذلك في أعقاب تنصيبه رسمياً لفترة رئاسية جديدة أوائل مايو المنقضي.

وفي تصريحات سابقة لمحافظة البنك المركزي في روسيا "إليفيرا نابيولينا"، والتي نقلتها وسائل الإعلام المحلية في البلاد خلال مايو، توضح أن مشتريات الذهب شهدت زيادة خلال السنوات الأخيرة بهدف تنويع هيكل الاحتياطيات بأكمله.

وتقوم روسيا بتقييم جميع المخاطر الاقتصادية والمالية والجيوسياسية، كما تضيف "نابيولينا".

ويتبع المركزي الروسي وتيرة شراء متسارعة من المعدن النفيس، حيث صعدت احتياطيات الذهب إلى 62 مليون أوقية بقيمة 80.5 مليار دولار خلال مايو الماضي.

كما أظهرت بيانات حديثة لمجلس الذهب العالمي أن المركزي الروسي كان في صدارة البنوك المركزية شراءً للذهب في الربع الثاني من العام الجاري بإجمالي مشتريات بلغ 53.2 طن.

وخلال آخر 10 سنوات، ارتفعت مشتريات الدولة الناشئة من المعدن الأصفر بنحو 10 أمثال.

رد واشنطن

ويبقى السؤال؛ كيف ترى واشنطن هذا التحول في حيازة السندات الأمريكية؟، الإجابة جاءت على لسان المتحدث باسم وزارة الخزانة في تصريحات لشبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية الذي أوضح أنه لا يتم التعليق على استثمارات فردية.

وسوق الخزانة الأمريكية هو الأعمق والأكثر سيولة في العالم وبالتالي يظل الطلب قوياً، كما أضاف المسؤول.

وفي مسعى لإعادة بناء العلاقات بين واشنطن وموسكو، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة الفنلندية "هلسنكي".

وأعلن بوتين أنه قدم دعوة لترامب من أجل استضافته في موسكو كما أبدى استعداده لزيارة واشنطن لكن التوترات بين القوتين لا تزال قائمة.

ومن المقرر الإفصاح عن بيانات وزارة الخزانة الأمريكية بشأن حيازة الدول لديون أكبر اقتصاد بالعالم عن شهر يونيو في 15 أغسطس المقبل.