من: إيناس بهجت

 

البداية

دبي - مباشر: بدأت القصة بمخالفات مالية كشفتها الإدارة الحالية لشركة دريك أند سكل، المدرجة فى سوق دبي المالي، حيث وجهت اتهامات للإدارة السابقة من قبل الجهات المختصة.

"ففي يوم 28 يونيو الماضي"، أتمت الشركة إجراءات التحقيق في ممارسات الإدارة السابقة، وتم تحويل جميع الملفات المتعلقة بالتحقيق إلى الجهات المختصة في دولة الإمارات.

وأكدت الإدارة الحالية أن مخالفات الإدارة السابقة قيد النظر والتحقيق حالياً، وسيتم الإعلان عن قيمة المطالبات من الإدارة السابقة في المستقبل القريب.

فى نفس السياق، طلب المصرف المركزي الإماراتي من البنوك والمؤسسات المالية كل البحث عن وتجميد أية حسابات أو ودائع أو استثمارات، ومنع أية تحويلات مالية باسم "خلدون طبري"، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة مقاولات عاملة في الدولة، ومدرجة أسهمها في السوق المالية.

وجاء ذلك بناءً على أن خلدون طبري قيد التحقيق فى المخالفات التى تتعلق بإدارته السابقة للشركة.

المؤسس

يذكر أن "خلدون طبري"، هو من أسس شركة دريك أند سكل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 20 عاماً، حيث تم طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2008، ثم تسجيلها كشركة مساهمة عامة مدرجة في عام 2009.

 وشغل طبري فيها منصب الرئيس التنفيذي حتى استقالته منه في عام 2016، في قرار اتخذه للتفرغ لاهتماماته الأخرى، وفقاً لتصريحاته الأخيرة.

تداعيات

"في يوم 9 يوليو الجاري"، نتج عن التحقيق الداخلي الذي تجريه شركة "دريك أند سكل"، حول الانتهاكات المزعومة من قبل إدارة الشركة السابقة، الوصول إلى مطالبات مالية بقيمة مليار درهم.

وأظهرت التحقيقات أن هناك مطالبات لرئيسها السابق ومسؤولة سابقة وهي ابنته يدينان معاً للشركة بنحو مليار درهم.

ولم تتضح طبيعة وأسباب سحب تلك المبالغ، حيث رفض التعليق في حينها.

ليأتى رد خلدون طبري بنفي ما تؤكده الشركة دوماً بمجود مخالفات مالية منه أو من ابنته.

ادعاءات

 أمس الموافق 11 يوليو، قال الرئيس التنفيذى ونائب رئيس مجلس الإدارة السابق: "أنفي وبشكل قاطع أية مزاعم تدعي بأنني شخصياً أو ابنتي مدينان بأية مبالغ مالية لشركة "دريك أند سكل إنترناشيونال" على الإطلاق."

ووفقاً لبيان صحفي صدر عن خلدون طبري، أوضح فيه أنه ليس له أى علاقة بأي من المبالغ الضخمة والتي ذكرتها بعض وسائل الإعلام، أو أية إشارات إلى تورط الإدارة السابقة للشركة بمخالفات أو أخطاء أو إهمال أو تقصير.

وأكد الرئيس التنفيذي السابق رفع دعوى قضائية بالتشهير بحق أي جهات تنشر تقارير إخبارية تفتقر إلى الأسس، وتستند إلى أي من هذه المزاعم، نظراً لما تنطوي عليه من ضرر لا يمكن إصلاحه بحق سمعتي وسمعة ابنتي.

كما أكد الطبري، وفقاً لتصريحاته، بصورة قاطعة على عدم تبليغي بأية دعاوى أو مطالبات، وأنني لست على علم بطبيعة أية "مخالفات"، كما أنه لم أحظ بفرصة الرد على التحقيق الداخلي الذي زعمت "دريك أند سكل إنترناشيونال" إجراءه.

وركز المسؤول السابق على أن  كل التعاملات المالية التي أجراها فى الشركة خضعت للتدقيق على يد شركات التدقيق المعروفة مثل "إرنست أند يونغ" و"بي دبليو سي"، وحصلت على مصادقة مجلس الإدارة.

وأبدى استغرابه على تلك المزاعم الواهية في هذا التوقيت، بعد مرور قرابة عامين على استقالتي من منصبي، فى إشارة إلى إذا كانت تلك المخالفات المالية صحيحة، فلماذا كل تلك الوقت قرابة عامين منذ الاستقالة؟

القضاء

ويعلق عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات خلال تصريحات خاصة لـ"مباشر"، على تداعيات القضية، ليقول إنه من الطبيعي نفي ورفض الطرف المُدان للاتهامات الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه يلقى المسؤولية على موافقة مجلسة الإدارة السابق، وإخلاء مسؤوليته.

ولفت وضاح الطه إلى أن هذا التراشق الإعلامي لا بد أن يحسم فى أروقة القضاء الذي سيقول كلمته الأخيرة وتظهر حقيقة ما حدث منذ عامين.

وعن التأثير على أداء السهم، من المهم الإشارة، إلى انخفاض طفيف بالسهم خلال أول جلسة عقب التصريحات للإدارة السابقة، ولكن المحلل المالي أكد عدم ارتباط هذا الانخفاض الهامشي بتلك الأحداث.

وأوضح وضاح الطه أن أداء السهم بجلسة اليوم الخميس، وهو ختام الأسبوع، ناتج عن عمليات مضاربية  طبيعية على السهم، حيث هناك تماسك ملحوظ على السهم حتى تلك اللحظة.

وخلال جلسة اليوم الخميس، هبط سهم دريك أند سكل بنحو 0.14% ليصل إلى سعر 0.689 درهم مع نهاية الجلسة بعد أن ارتفع بجبسة أمس.

وسيطر السهم على أحجام التداولات بالسوق، بنحو 40.15 مليون سهم، محققاً سيولة 27.95 مليون درهم، عبر تنفيذ 533 صفقة على مدى الجلسة.

الكلمة الأخيرة

وعن سؤاله عن ما الذى يمكن أن يكون رد الإدارة الحالية على نفي خلدون طبري على الاتهامات المالية، أكد المحلل المالي أن الإدارة الحالية ستلجأ إلى الالتزام بالقضية قيد التحقيقات.

وأوضح الطه أن القضية في يد التحقيق والجهات المختصة من القضاء، كما جاء في بيانها أمس.

تشابه.. وصعود

لفت وضاح الطه إلى أن تلك القضية تتشابه مع قضية جي أف أتش، حيث طلبت الشركة مديونيات على مجلس الإدارة السابق، وبالفعل تم تحصيل المبلغ، ما أدى إلى قفزة كبيرة في أداء السهم بعد تحصيل مديونية الشركة.

وتوقع الطه إلى إذا صحت تلك الاتهامات، وقال القضاء كلمته فسيكون تلك له آثار إيجابية على السهم من خلال استرداد مديونية الشركة، فالسهم ينتظر دائماً النتائج.

جدير بالذكر، أنه فى 20 مايو الماضي، أعلنت مجموعة "جي أف أتش" المالية  أنها توصلت إلى تسوية بخصوص إحدى المطالبات القانونية وتم من خلالها استرداد مبلغ 22.5 مليون دولار.

وأشارت جي أف أتش إلى أن عملية الاسترداد سيكون لها أثر إيجابي على أرباحها، والتي ستنعكس في النتائج المالية للربع الثاني من السنة 2018.

وارتفع سهم جي أف أتش في حينها بنسبة 3.5%، من سعر 1.430 درهم بسوق دبي المالي، إلى سعر 1.480 درهم في أول تداول للسهم بعد استرداد المديونية للشركة.

يذكر أن سهم دريك أند سكل هبط مع نهاية يونيو الماضي لأدنى مستوياته منذ الإداراج في سوق دبي بنسبة 10% إلى 0.810 درهم (0.2205 دولار) في التعاملات المبكرة بفعل مبيعات المستثمرين.

وذكر محللون في حينها أن هناك مخاوف لدى المستثمرين بشأن آفاق نشاط الشركة والتحقيق الجاري بحق الإدارة السابقة، حيث يضغطان على السهم الذي هبط أكثر من 60% منذ بداية العام.