من نهى النحاس
مباشر: مفاجأة كبيرة استقبلها مستثمرو شركة "جنرال إلكتريك" بعد إعلان مؤشر "داو جونز" الصناعي حذف سهم الشركة بعد تواجد استمر 110 أعوام.
وفي الإعلان الذي تضمن ذلك الخبر، أعلنت "داو جونز" حذف سهم الشركة الصناعية المخضرمة من مؤشرها لأكبر 30 سهماً بعد هبوط سعر السهم ليصبح ممثلاً لأقل من 0.5% من إجمالي وزن المؤشر.
ومنذ عام ويخوض سهم "جنرال إلكتريك" رحلة خسائر كبيرة، كبدته في العام الماضي تراجع بنحو 44.8% على الرغم من الارتفاع القياسي الذي سجلته البورصات العالمية في 2017 وفي مقدماتها "وول ستريت".
أما منذ بداية العام الجاري فتراجع سهم الشركة الأمريكية بنسبة 26.2%.
وبالرغم من استقدام الشركة مجلس إدارة جديداً وتبنيها خططاً مختلفة تستهدف إصلاح المساوئ، فإن السهم رفض الاستجابة لتلك القرارات واستمر في تراجعه.
وشهدت إخفاقات سهم "جنرال إلكتريك" عبر عدة مراحل.
مجلس الإدارة يستقيل
في يونيو الماضي ومع تزايد إخفاقات الشركة قرر رئيسها التنفيذي جيف إمليت مغادرة منصبه، لتقرر الشركة بعد ذلك تعيين جون فلانري بدلاً منه في أغسطس، ومن هنا بدأ المستثمرون يتوقعون أن القادم سيكون أفضل.
وأدخلت بعض التعديلات في مجلس الإدارة فأعلنت الشركة تقاعد ثلاثة من كبار موظفي الشركة أبرزهم كبير الموظفين الماليين، ورئيس الابتكار في مجال الأعمال ورئيس النمو العالمي.
كما قررت الشركة تحت الإدارة الجديدة خفض التكاليف عبر بيع معظم الطائرات التجارية لديها، فضلاً عن إنهاء توفير السيارات لكبار المسؤولين بالشركة.
ارتفاع الخسائر
أنهت الشركة صاحبة التاريخ الممتد لنحو 125 عاماً أعمالها في العام الماضي بخسائر حادة، ففي الربع الرابع ارتفعت خسائرها عند 9.8 مليار دولار مقابل ربحيتها عند 3.5 مليار دولار في الفترة نفسها في 2016.
كما أن إيرادات الشركة الإجمالية للعام الماضي تراجعت عند 122.1 مليار دولار، مقابل 123.7 مليار دولار في 2016.
ولم تتوقف مشاكلها بنهاية 2017، ففي الربع الأول من العام الجاري سجلت "جنرال إليكتريك" خسائر بقيمة 1.1 مليار دولار.
فيما نجحت الشركة الأمريكية أخيراً في تسجيل نقطة إيجابية في مشوار الأرباح وحققت زيادة في إيرادات الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري عند 28.66 مليار دولار، وذلك بعد أن كانت سجلت 26.8 مليار دولار في فترة المقارنة العام الماضي.
جنرال إلكتريك تُخفض تقديرات الأرباح وتوزيعاتها
بعد الخسائر التي سجلتها الشركة في أول فصل مالي لرئيس مجلس إدارتها الجديد، تدخلت بخفض تقديرات الأرباح للعام الماضي.
وتوقعت تسجيل أرباح للسهم تتراوح بين 1.05 دولار و1.10 دولار، بدلاً من توقعاتها قبل ذلك عند مستوى يتراوح بين 1.60 دولار و1.70 دولار.
وخرج رئيس "جنرال إلكتريك" التنفيذي وقتها لطمأنة المستثمرين، وصرح بأنه يركز على إعادة تعريف ثقافتها وإدارة أعمالها بشكل أفضل، وقدم وعود للمستثمرين باطلاعهم على التقدم الذي أحرزته في شهر نوفمبر.
لكن شهر نوفمبر جاء بمثابة كابوس لمستثمري الشركة، بعكس تصريحات رئيسها التنفيذي، وتهاوي سهم "جنرال إلكتريك" وسجل أكبر تراجع يومي منذ أبريل 2009.
وكان إعلان الشركة خفض كبير في توزيعات الأرباح سبب تراجع سهمها الحاد، حيث خفضتها عند 48 سنتاً عن العام الماضي.
لكن "جنرال إلكتريك" عادت في العام الجاري ورفعت تقديراتها لنصيب السهم من الأرباح المعدلة للعام الجاري لتتراوح بين دولار و1.07 دولار للسهم لكن وسط شكوك من جانب مستثمريها.
الشركة تتجه للاقتراض وتعديل الهيكل الوظيفي
في نوفمبر الماضي أعلنت "جنرال إلكتريك" خفض عدد مجلس المديرين إلى 12 مقعداً بدلاً من 18 عضواً، كما قررت استقدام ثلاث أعضاء جدداً على خبرة صناعية ذات صلة بنشاطها.
وتعهد رئيس الشركة مجددا بتصحيح الوضع "غير المقبول وتكريس جهوده لتحقيق ذلك".
وإلى جانب تعهد "جنرال إلكتريك" بمعالجة العجز في خطة المعاشات التقاعدية، أعلنت عزمها على اقتراض 6 مليارات دولار، والاتجاه نحو تبسيط محفظتها الاستثمارية.
وقررت الشركة إعادة هيكلة مكافآت الموظفين وإلغاء جوائز الأداء النقدي طويلة الأجل.
وفي ديسمبر أعلنت "جنرال إلكتريك" الاستغناء عن 12 ألف موظف لديها لخفض التكاليف في عملية استهدفت موظفيها المحللين والدوليين، وذلك لخفض التكاليف الهيكلية بمقدار 3.5 مليار دولار في العام الحالي وحتى نهاية 2018.
وأخيراً في يناير الماضي أعلنت تخصيص تكاليف إضافية بقيمة 6.2 مليار دولار في الربع الرابع بعد الضرائب، متعلقة بمحفظة التأمين المالية بشركة "جنرال إلكتريك" التابعة لها.
مواجهات قانونية
فتحت لجنة الأوراق المالية والبورصة تحقيقا في ممارسات المحاسبة داخل "جنرال إلكتريك" في يناير الماضي.
وتحقق لجنة الأوراق المالية والبورصات في العملية التي أدت إلى زيادة احتياطي التأمين ورسوم الربع الرابع إلى جانب تقدير إيراداتها وسيطرتها على اتفاقيات الخدمات طويلة الأجل.
لكن في الوقت نفسه قالت المديرة المالية لـ"جنرال إلكتريك" إنها تتوقع من فريقها قراءة قوية للأخطاء التي ارتكبت في السنوات السابقة، وأنها ليس "قلقة بشأن التحقيق".
المستثمرون والعمال ينتفضون ضد الشركة
نظم موظفو ومساهمو "جنرال إلكتريك" احتجاجات واسعة خلال أول اجتماع سنوي في ظل قيادة رئيسها التنفيذي الجديد جون فلانري في أبريل الماضي، وذلك بسبب أداء الشركة المخيب للآمال.
وتجمع عشرات العمال في مصانع "جنرال إلكتريك" بالتزامن مع تجمع حوالي 450 مساهماً بالشركة في اجتماع السنوي اعتراضاً على أداء الضعيف.
وانتقد عمال الشركة الأمريكية أداء "جنرال إلكتريك" خلال الفترة الأخيرة والذي كشف عن قرارات وإدارة سيئة ألحقت بهم الضرر.
