TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

كيف فقد الذهب 100 دولار في 3 أشهر

كيف فقد الذهب 100 دولار في 3 أشهر

من - نهى النحاس

مباشر: "السقوط للهاوية" هو أداء الذهب على نحو شهرين ونصف، فكلما تجاوز تراجع سقط في كبوة، وعندما يتمكن من تخطيها يفاجئ بانخفاض جديد.

وعلى الرغم من تواجد الظروف الداعمة لارتفاع الذهب كالتوترات التجارية على سبيل المثال، فإنه يرفض الاستجابة لها ويستمر في تراجعه.

ومنذ جلسة 11 أبريل وفقد الذهب 101 دولار وسجل خسائر بنحو 7.4%، ليبقى هذا التراجع الحاد علامة استفهام بحاجة إلى إيضاح.

سياسة الفيدرالي تحارب ارتفاع الذهب

شهدت الساحة الاقتصادية الأمريكية عمليتين لرفع معدل الفائدة في العام الجاري أولهما كان في مارس، والأخرى في الشهر الجاري.

وفي اجتماعه الأخير لم يكتف المركزي الأمريكي بزيادة معدل الفائدة إلى مستوى يتراوح بين 1.75% و2%، لكنه رفع توقعاته حول عدد عمليات زيادتها في العام الجاري.

وتوقع الفيدرالي رفع معدل الفائدة 4 مرات خلال العام الحالي مقارنة مع التقديرات السابقة والبالغة 3 زيادات فقط.

كما يرى المركزي الأمريكي أنه من المتوقع زيادة معدل الفائدة 3 مرات في العام المقبل ومرة واحدة فقط خلال عام 2020.

وفي آخر تصريحاته أعلن رئيس الفيدرالي جيروم باول، أن أداء الاقتصاد القوي في الولايات المتحدة يدعم الاستمرار في زيادة معدلات الفائدة بشكل تدريجي

المركزي الأوروبي ينهي التيسير الكمي

تمسك المركزي الأوروبي ببرنامج شراء السندات لعدة سنوات، والذي كان يصب في مصلحة المعدن الأصفر كجزء من سياسة نقدية تيسيرية.

وعلى الرغم أن المركزي الأوروبي أعلن في نهاية العام الماضي تخفيض المشتريات بمقدار النصف والتنفيذ من بداية العام الجاري، لكنه لا يزال مبقياً على شرائها.

لكن المركزي جاء في الشهر الجاري ووضع حداً للتكهنات وأعلن نهاية برنامج الإنقاذ الأوروبي -شراء السندات- في ديسمبر العام الجاري.

وعلى الرغم أن المركزي لايزال مبقياً على سعر الفائدة المتدني، كما استبعد اتخاذ أي خطوة لزيادتها حتى خريف 2019، إلا أن قرار إنهاء شراء السندات يعد الخطوة الأولى لتحريك سعر الفائدة.

وتسيب قرار المركزي الأوروبي بتمديد برنامج شراء السندات حتى ديسمبر 2018 في هبوط حاد لليورو وصعود الدولار، مع خيبة أمل للمستثمرين الذين توقعوا إنهاء البرنامج في سبتمبر المقبل.

التوترات الجيوسياسية صديق الأمس وعدو اليوم

في العام الماضي حصد الذهب عشرات الدولارات من وراء التوترات الجيوسياسية، فمع كل تجربة نووية يُجريها زعيم كوريا الشمالية، وكل تهديد يرد به الرئيس الأمريكي على تلك الممارسات يرتفع الذهب.

وكان دائماً ما يجد المستثمرون في المعدن الأصفر ملاذاً آمناً وقت التهديدات السياسية العالمية.

وحتى نهاية العام الماضي كان التوافق بين شبه الجزيرة المنعزلة وأكبر اقتصاد في العالم حلماً مستحيلاً، لكن مع انطلاق العام الجاري بدأت الصورة تتغير.

وفي الأسبوع الأول من 2018، أعلنت كوريا الشمالية موافقتها للحديث مع جارتها الجنوبية، وفي أبريل توجه كيم جونغ أون لزيارة سول.

وفي لقائهم أعلن زعيما الدولتين انطلاق "تاريخ جديد.. وحقبة سلام"، واتفقا على إنهاء 7 عقود من الحرب بين الدولتين في العام الجاري، ومواصلة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة.

وبعد ذلك تم اللقاء الذي وُصف بالتاريخي بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووقعا وثيقة شاملة تستهدف نزع السلاح النووي والتعهد بتنفيذ ذلك "بسرعة كبيرة جداً".

الأزمات التجارية غير كافية

على الرغم أن المعدن الأصفر يتلقى دعماً من التوتر التجاري بين قطبي الاقتصاد العالمي "الصين والولايات المتحدة"، لكن كثرة التهديدات دون رد فعل حقيقي يخفف من حدتها.

وعلى الرغم أن الولايات المتحدة اتخذت بالفعل عدة قرارات تجارية منها تطبيق تعريفات على وارداتها من الصلب والألمونيوم من دول العالم، إلى جانب تعريفات إضافية مخصصة للصين، إفإن المستثمرين يبدون وقد اعتادوا على تلك القرارات.

ومنذ العام الماضي وترامب يلوح بقرارات تجارية تستهدف وقف عجز ميزان بلاده التجاري من التفاقم.

لذلك فكان من الطبيعي ألا يستجيب المعدن الأصفر دائماً إلى التصريحات التجارية الحادة، حيث إن الرئيس الأمريكي لا يفوت مناسبة تقريباً دون انتقاد واضح وصريح للوضع التجاري العالمي.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الوضع لم يمنع الذهب من حصد بعض المكاسب من الحرب التجارية العالمية الراهنة، لكنها لم تكن كافية أمام التهديدات الأخرى.