من: محمود جمال

دبي - مباشر: بدأت في الفترة الأخيرة شركات مدرجة بالأسواق الإماراتية تعلن عن لجوئها لإعادة هيلكة رأسمالها بعد ما تفاقمت خسائرها المتراكمة ووصولها لوضع أصبح من الصعب الاستمرار بأعمالها وأنشطتها خلاله.

وقررت الشركة الخليجية للاستثمارات العامة "جيجكو" وشركة ماركة المدرجتين بسوق دبي المالي مناقشة خطة وإجراءات لمعالجة الخسائر المتراكمة على المساهمين والتي تتضمن تخفيض رأس المال واستمرار أعمالها.

وأثيرت في الاسواق مخاوف بين المستثمرين حيال تلك الشركات هل ستكون الخيط الذي يكر من ورائه شركات أخرى.. وهل تستمر تلك الظاهرة في الاسواق بعد الأزمة المتفاقمة لـ "أرابتك القابضة ودريك اند اسكل والتي طفت على السطح وسعت بجهد مضني بمعاونة بعض المستثمرين للعودة الى التعافي بعد وضع خطة لاعادة الهيكلة والتأسيس من جديد.

يصعب الصعود

قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين – بريطانيا: إن تخفيض رأس المال  لإطفاء الخسائر  يضر بحملة الأسهم و يصعب من فرص صعودها فى المستقبل القريب إذ أنه من الصعب أن تتحول الورقة من الخسارة إلى الربح بشكل مباشر لا سيما و اذا استمرت الخسائر نتيجة الأداء الادارى المتردى مما يعنى احتمالية شطب الورقة او وقفها عن التداول فى المستقبل.

وأشار الى إن الاحتفاظ بالأسهم بالظروف المذكورة بعد مغامرة غير محسوبة المخاطر و الافضل هو خيار الانسحاب منها مهما كانت الخسائر.

ولفت الى انه من الممكن التحول بأسهم أخرى لديها خسائر تراجعية نتيجة الأداء الضعيف للسوق و لكنها ناجحة ماليا وواحدة بالصعود و لو على المدى الطويل، و تلك الفرص متوفرة بالسوق فى التوقيت الحالى .

وأضاف : إن كثير من الشركات الخاسرة و التى تفاقمت خسائرها فى السنوات القليلة الماضية حتى تآكل حقوق المساهمين  لتلجأ ادارات الشركات للحل الأسهل و هو تخفيض رأس المال ثم رفعه بعد ذلك باكتتاب للحصول
على أموال جديدة تتصرف فيها أيضا بشكل غير رشيد ويتكرر هذا فى العديد من الشركات فى أسواقنا العربية وبعض الشركات خفضت رأسمالها أكثر من مرة لتتبخر أموال المساهمين.

نتائج مالية

ووفقا للقوائم المالية للشركتين فإن خسائر "ماركة" ارتفعت 61% لتبلغ 242.7 مليون درهم مقابل 150.5 مليون درهم، مع هبوط الإيرادات 32% بالغا 99.6 مليون درهم، ارتفاع المصروفات البيعية بنسبة 23%.

كما ارتفعت خسائر شركة الخليجية للاستثمارات العامة "جيجكو" في نهاية العام الماضي 56% لـ 241.6 مليون درهم مقابل 155.2 مليون درهم، مع هبوط الإيرادات 31% وارتفاع تكلفة التمويل وخسائر بيع عقارات استثمارية.

وخلال شهر أبريل، لم يتوانى المتداولين في بيع اسهم الشركة وأسهم دبي على مستوى عام خوفا من تاكل حقوقهم بالمساهمة في تلك الشركات حيث هبط سهم ماركة 29% ليصل الى 0.331 درهم، كما تراجع سهم "جيجكو" 18.3% ليصل الى 0.269 درهم.

وقال إياد عارف الرئيس التنفيذي نماوز للأبحاث ان تلك الاسهم التي تهبط منذ فترة ننتظر التحرك الرسمي حيالها والمطالبة بايضا كي لاتتكرر أزمة الشركات الكبرى كـ "أرابتك".

وأضاف الى انه يبدو ان مسلسل ارابتك من تخفيض وزيادة راسمال ثم لاحقا تداول اسهم الحقوق يتم الان اعادة صياغته وتقديمة من خلال سهم شركة ماركة.

وبين أن القانون لا يسمح باصدار اسهم جديدة دون القيمة الاسمية فلا بد من ايجاد طريقة  أخرى كي تقوم "ماركة" باطفاء الخسائر ثم تصدر اسهم جديدة فوق درهم.

وكانت أرابتك القابضة قد تعرضت الى ازمة كبيرة ولكنها من نهاية  في العام الماضي تعهدت بإضفاء الاستقرار على الأعمال، وإعادة التركيز على رؤيتها وذلك عقب التحديات الجمة التي واجهتها خلال عام 2016، حيث تمكنت في يونيو من العام الماضي من جمع 1.5 مليار درهم من خلال إصدار أسهم جديدة وقامت بإطفاء الخسائر المتراكمة من خلال تخفيض رأس المال.

وقال هاميش تيرويت الرئيس التنفيذي لشركة أرابتك القابضة إن الشركة ستستكمل المرحلة الثالثة والأخيرة من برنامجها للتحول وإعادة الهيكلة في العام 2019.

وعلى النقيض من تلك التحليلات والتخوفات جاءت تصريحات مسؤولين في تلك الشركات حتى الشركات التي اصيبت بأزمة الخسائر المتراكمة التي تأكل راسمالها.

ماركة للربحية.. هل تنجج؟

وتوقع خالد بن كلبان، رئيس مجلس إدارة شركة ماركة، تحقيق الشركة للربحية مع نهاية العام الجاري نتيجة التقدم المحرز في برنامج إعادة الهيكلة الذي بدأته في 2017.

وقال: إن نتائج برنامج إعادة هيكلة رأس المال ستسهم في وضع الشركة على المسار الصحيح بما يحقق الربحية بعدما كانت تسجل خسائر في السنوات الماضية.

وأضاف بن كلبان، أن برنامج إعادة الهيكلة يضمن 3 محاور رئيسية، أولها التخارج من جميع الشركات الخاسرة والأنشطة غير المربحة بقيمة صفقات بلغت 200 مليون درهم في العام الماضي في قطاعي التجزئة والمطاعم.

وأشار إلى أن المحور الثاني يضمن خفض التكاليف سواء للشركة الأم أو الشركات التابعة بنسبة بين 40 و50% في النصف الثاني من 2017 مقارنة بـالنصف الأول من نفس العام بقيمة 68 مليون درهم.

وأوضح أن المحور الثالث يضمن إعادة جدولة بعض المديونيات المستحقة لعدد من البنوك وسداد بعضها من خلال بعض الأصول المملوكة ليتراجع إجمالي المديونية بين 480 - 500 مليون درهم من 680 مليون درهم في 2016.

"شعاع"لم تحدد المدة 

ومن ضمن الشركات التي كانت تعاني جزئيا من تلك المعضلة شركة شعاع كابيتال ولكن، قال فؤاد طارق خان، الرئيس التنفيذي لشركة  شعاع كابيتال  أن الشركة بعد التخلص من الخسائر المتراكمة تعتزم توزيع أرباح على المساهمين بنسبة 50% من صافي أرباحها‎.

وأوضح في مقابلة مع قناة  سي  ان بي سي عريية،  أن الشركة لم تحدد المدة الزمنية اللازمة للتخلص من الخسائر المتراكمة، وأضاف أنه يستبعد توزيع الأرباح هذا العام.

  التواصل الاجتماعي

والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي بالإمارات يجد ان تلك الشركات اخذت مجالا واسعا بين المستثمرين بالاسواق وذكر هولاء في تغريدات لها أن هناك شركات أخرى مدرجة بالاسواق في تلك القائمة وفي طريقها لاعادة الهيكلة منها ماهو مدرج بقطاع التأمين والعقارات.

وعلى مستوى الاسواق فأرجع محللون هبوط الاسواق والعزوف القائمة بها الى تلك الظاهرة بشكل اساسي والتي تسطير على نفسيات المستثمرين.