في يناير الماضي واجهت شركة الملابس السويدية "إتش آند إم" أزمة كبيرة على خلفية إعلان وُصف بـ "العنصري"، الأمر الذي دفع الشركة لحذفه والاعتذار عنه، ووصل الأمر إلى إغلاق متاجرها في جنوب إفريقيا على خلفية احتجاجات اندلعت هناك.

وكانت الشركة نشرت إعلانا يظهر فيه طفل أسود يرتدي سترة عليها شعار "ألطف قرد في الغابة"، الأمر الذي أثار غضب واستياء شديدين على مواقع التواصل الاجتماعي حتى بين المشاهير.

واقعة التمييز العنصري التي واجهتها "إتش آند إم" لم تكن الأولى والأخيرة التي تواجه شركة عالمية، آخر هذه الوقائع كانت بطلتها شركة المقاهي العالمية "ستاربكس" والتي أعلنت، الثلاثاء، عن إغلاق أكثر من 8 آلاف فرع في الولايات المتحدة.

وكانت الشركة الأمريكية تعرضت لانتقادات حادة بعد اعتقال شخصين "ذو بشرة سمراء" داخل أحد مقاهي "ستاربكس" في ولاية بنسلفانيا مؤخراً.

وطلب العاملون الشرطة للشابين للاشتباه بهما بعد جلوسهما فترة دون أن يطلبا شيئاً رغم أنه كان هناك زبائن آخرين "من البِيض" لم يطلبوا شيئاً هم أيضاً.

وقالت الشركة العاملة في مجال المشروبات في بيان إنها اتخذت قراراً بإغلاق أكثر من 8 آلاف فرع في الولايات المتحدة بنهاية مايو المقبل من أجل تدريب موظفيها ضد التمييز العنصري.

وذكرت "ستاربكس" في بيانها إن برنامج التدريب ضد العنصرية سيتم تقديمه لحوالي 175 ألف موظف في جميع أنحاء الولايات المتحدة يوم 29 مايو القادم.

ويهدف التدريب الذي سيضم كذلك الموظفين الجدد، إلى منع التمييز العنصري في المقاهي التابعة للشركة الأمريكية، حسبما ذكرت "ستاربكس".

وأضافت الشركة الأمريكية أنها تسعى إلى أن يشعر الجميع داخل فروعها بالأمان والترحيب بعيداً عن العنصرية والتمييز.

أعادت هذه الواقعة إلى الأذهان واقعة مشابهة شهدها أحد متاجر "آبل" في أستراليا عام 2015، حيث تمت الإطاحة بمجموعة من المراهقين خارج المتجر من قبل الإدارة بسبب "عِرقهم".

وسرعان ما انتشر خبر هذه الواقعة خاصة أن أحد الأشخاص قام بتصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع "تيم كوك" المدير التنفيذي لشركة "آبل" بالتنديد بالواقعة والاعتذار عنها.

وقال "كوك" بأن العاملين في إدارة المتاجر في جميع أنحاء العالم سيكونون ملزمين بإعادة أخذ تدريبات لخدمة العملاء.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" أن تصرفات الموظف في ملبورن لا تعكس القيم الأساسية للشركة مؤكداً أن "آبل" مفتوحة للجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو العمر أول اللغة أو حتى وجهات النظر، واختتم رسالته بتعهد الشركة على احترام عملائها.

وفي أكتوبر الماضي واجهت شركة "دوف" العالمية لمستحضرات التجميل ومواد العناية بالبشرة أزمة بسبب العنصرية عل خلفية إعلان وصف بالعنصري.

ويظهر الإعلان تحول امرأة ذات بشرة سوداء إلى امرأة بيضاء، بعد خلعها لقميصها، في إشارة لاستخدامها المنتج الجديد للشركة.

وأمام موجة من السخط والانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تجد الشركة سوى تقديم الاعتذار، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي تطرح فيها الشركة إعلاناً يوصف بالعنصري، حيث حدثت واقعة مشابهة في عام 2011.