TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"حدث الأسبوع".. الحرب التجارية تشتعل بين عمالقة الاقتصاد العالمي

"حدث الأسبوع".. الحرب التجارية تشتعل بين عمالقة الاقتصاد العالمي

من - سالي إسماعيل:

مباشر: اشتعال فتيل الحرب التجارية كان الحدث الأبرز داخل الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، بعدما قرر أكبر اقتصاد في العالم فرض تعريفات جمركية على الدولة رقم 2 عالمياً من حيث الأداء الاقتصادي مع تحديد إطار للردود الانتقامية من قبل الأخيرة.

 وعلى مدى الـ7 أيام الماضية، خيم على الأسواق تراشق بالتصريحات بين الطرفين الأمر الذي دفع المستثمرين إلى الإبقاء في حالة يقظة مع الابتعاد عن الأصول الخطرة والذهاب طواعية إلى الملاذات الآمنة.

ماذا حدث؟

تلميحات مؤكدة وخطوات فعلية جاءت بين الحين والآخر من أجل الوصول إلى هدف واحد يتمثل في خفض عجز الميزان التجاري الهائل بين الولايات المتحدة والصين.

ولطالما ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك أعضاء إدارته أن الولايات المتحدة تتعرض إلى ممارسات تجارية غير عادلة وأن جميع البلاد تستغلها.

وفي أولى خطوات التنفيذ الفعلي، قرر ترامب فرض تعريفات بقيمة 30% على واردات الألواح الشمسية والغسالات الكهربية ثم قرر تطيبق رسوم على واردات الصلب والألومنيوم بنسبة 25% و10% على الترتيب باستثناء أكبر حلفائه التجاريين المكسيك وكندا، ليصل إلى غايته عبر توقيع قراراً بفرض تعريفات جمركية على بكين.

ووقع الرئيس الأمريكي على القرار ضد واردات السلع الصينية بقيمة تصل إلى 50 مليار دولار وذلك بعد أن بات العجز مع الصين "خارج السيطرة"، على حد قوله، وسط تصريحات بأن هذه الخطوة هي الأولى من بين مجموعة إجراءات عديدة.

ويأتي القرار الأمريكي بسبب العجز التجاري مع بكين الذي تجاوز 504 مليار دولار، في الوقت الذي أكد فيه دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين كصديق وأنه يكن كامل الاحترام للرئيس الصيني.

كيف ردت بكين؟

وعقب صدور القرار، توقع وزير التجارة الأمريكي "ويلبر روس" بأن تكون هناك بعض الردود الانتقامية من قبل الصين لكنه قلل من أثر هذه الخطوة بقوله: "لا أعتقد أن يكون ذلك هو نهاية الأرض".

وفي أول رد فعل من بكين، حددت أهداف انتقامية محتملة عبر قائمة تضم 128 منتجاً أمريكياً، كما نوهت أنها قد تتخذ إجراءات ضد البضائع الأمريكية على مرحلتين حال عدم التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.

أما السفير الصيني في واشنطن، فلم يستبعد إمكانية تقليص بلاده حيازتها من السندات الأمريكية والتي تُعد هي الدائن الأكبر للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بكين تدرس كافة الخيارات لافتاً إلى أن الحمائية التجارية سوف تضر الجميع بما فيهم الولايات المتحدة نفسها.

ورغم إقدام ترامب على استثناء الأرجنتين، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والبرازيل إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي من تعريفات الصلب والألومنيوم بشكل مؤقت، حتى مايو 2018، مع تأكيد قرار استبعاد المكسيك وكندا، إلا أن المخاوف التجارية لا تزال تلوح في الأفق.

خسائر أسواق الأسهم

مع التوقيع الرسمي على قرار تعريفات الصين وتأزم الخلافات بشأن الحمائية التجارية، عمقت أسواق الأسهم خسائرها بشكل حاد بالتزامن مع تأثر الأسواق بـ"أزمة فيسبوك" بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي شهده الأسبوع المنقضي.

وفي اليوم الأول من تتويج القرار بإمضاء دونالد ترامب الشهير، سجلت "وول ستريت" تراجعاً حاداً كما فقد مؤشر "داو جونز" أكثر من 700 نقطة، وتأثرت البورصات الأوروبية كذلك سلباً لتضع هي الأخرى إغلاق داخل النطاق الأحمر.

أما اليوم الثاني للقرار الذي لا تزال تداعياته مؤثرة بشكل قوي في اتجاه الأسواق، خيم أيضاً الهبوط الحاد على أداء الأسهم الأمريكية والأوروبية على حد سواء ليتراجعا إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2018 وأقل مستوى منذ نوفمبر 2016 على الترتيب.

ودفعت آخر جلستين في الأسبوع الماضي، البورصات العالمية لتشهد خسائر أسبوعية قوية هي الأسوأ في نحو عامين كما هو الحال في البورصة الأمريكية بعدما خسر "داو جونز" الصناعي ما يزيد عن 1400 نقطة وتجاوزت 3% في البورصات الأوروبية.

أما في أسواق اليابان، فسجل مؤشر "نيكي" في ختام تعاملات الأسبوع الماضي هبوطاً قدره 974 نقطة ليتراجع إلى أدنى إغلاق منذ جلسة 3 أكتوبر الماضي كما فقد 4.9% كخسائر أسبوعية هي الأسوأ منذ بداية فبراير الماضي، وهي الفترة التي شهدت خلالها أسواق الأسهم العالمية موجة بيعية حادة.

كما تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية عند إغلاق جلسة الجمعة الماضية إلى أقل مستوى في 6 أسابيع تقريباً.

في الوقت نفسه، تراجع المؤشر الذي يقيس أداء الورقة الخضراء مقابل 6 عملات رئيسية إلى 89.422 دولار بنهاية تداولات الأسبوع الماضي مقارنة مع بدايته التي سجلت 90.233 دولار، وهو ما يعني أن مؤشر الدولار شهد خسائر بنحو 0.9% في أسبوع.

هروب المستثمرون إلى الملاذات الآمنة

حالة عدم اليقين أياً كانت سياسية أو جيوسياسية أو حتى تجارية تعني في المقام الأول قلق عند المستثمرين تجعلهم يلجأون إلى الملاذات الآمنى وبخاصة المعدن الأصفر من أجل حماية أموالهم من التقلبات.

وربح معدن الذهب 6 دولارات تقريباً بنهاية جلسة الخميس الماضي وهو اليوم الذي كان شاهداً على الإفصاح الرسمي عن القرار.

بينما كانت مكاسب المعدن النفيس 22 دولاراً في اليوم التالي مباشرةً، ليسجل مكاسب أسبوعية بأكثر من 37 دولاراً وينهي تعاملات الأسبوع عند أعلى مستوى في 5 أسابيع.